الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 يوليو 2019 14:23
للمشاركة:

نهاية عداوة، أوباما، إيران، والانتصار الديبلوماسي- الجزء السادس

في الجزء السادس من ترجمة “جاده إيران” لسلسلة كتاب “فقدان عدو، أوباما، إيران، والانتصار الديبلوماسي” التي يقدّمها موقع “مشرق نيوز”، نستكمل تناول مقتطفات من الجزء العاشر المعنون بـ “الامتياز”، الذي تطرّق إلى “استسلام أميركا أمام مقاومة إيران في موضوع التخصيب” ووصول الأميركيين إلى قناعة مفادها أنّ “إيران تفضل الحرب على الاستسلام”.

إيران تقلّص مدة الهروب

في كانون الأول/ يناير عام 2012، استخلص وزير الدفاع الأميركي آنذاك ليون بانيتا أنّ إيران إذا ما قررت صناعة قنبلة نووية فإنّ أمامها 12 شهراً لذلك. وفي كانون الأول/ يناير2013, كانت إيران قد قلّصت هذا الوقت إلى ما بين 8 و12 أسبوعاً، وهذا ما فتح المجال لإمكانية فقدان أميركا الوقت الكافي لإيقاف إيران عسكرياً.

يقول المدير الكبير السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي فيليب جوردن، خلال إحدى المراسم العامة في واشنطن: “في أوائل العام 2013، حينما بدأت أميركا مفاوضات نووية سرية مع إيران، كانت طهران أساساً على أعتاب الحصول على إمكانية تصنيع السلاح النووي”.

نمو البرنامج النووي الإيراني، وعجز العقوبات الدولية عن إيقافه، منحا بحسب الكتاب فرصة أخرى لحكومة بنيامين نتنياهو، كي تضغط على واشنطن لتنفيذ عمل عسكري ضد طهران، وكان الإسرائيليون يستدلون على ذلك بأن مسار العقوبات قد فشل، وعلى أميركا التجهّز كي تدمر المنشآت الإيرانية.

الضغوط الإسرائيلية ترافقت معها ضغوط سعودية وخليجية، حيث كشفت البرقيات المسرّبة عن الحكومة الأميركية عام 2011بأنّ ملك السعودية السابق عبد الله بن عبد العزيز، ألحّ مرات عدة على أوباما بالهجوم على إيران.

الكتاب أرجع سبب تزايد حدة التهديدات بالحرب عام 2012 إلى انخفاض مدة هروب إيران (المدة اللازمة لصناعة القنبلة النووية)، التي لم تكن فقط مؤشراً على فشل العقوبات في إيقاف برنامج إيران، وإنما نتيجة مباشرة لرد فعل طهران على سياسات العقوبات.

ورغم ذلك، فإنّ أوباما كان يمتلك مروحة واسعة من الخيارات التي تمنع وقوع الحرب، وهذه الخيارات أكثر من سابقاتها لدى الحكومات الأميركية المنصرمة، بما فيها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.

ويقول مساعد المدير السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية مايكل مورل: “قبل بداية المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي، كنّا أقرب من أي وقت آخر للحرب مع إيران منذ العام 1979”.

لم تنفرد أميركا بهذا التقييم، بل كان لدول مجموعة الست الكبار نفس التقييم الخطير. فبالنسبة لروسيا، حرب أخرى على حدودها الجنوبية كارثة أكبر من وصول إيران إلى الإمكانية النووية. أما الاتحاد الأوروبي فاعتبر أن قمار الضغوط هو من قاد الوضع نحو الحرب، وهذا ما شكل لديه سيناريو سوداويًا.

أميركا تخطئ في الحساب

ورغم إدراك الأميركيين أن إيران تقاوم العقوبات، إلا أن واشنطن كانت مقتنعة بأن طهران ستصل في النهاية إلى نقطة الاستسلام، وربطت هذه النهاية بالحفاظ على الضغوط مع منع تدخل إسرائيل، وتقديم حل لهروب إيراني مشرف.

واشنطن انطلقت لرسم هذه النهاية، عندما افترضت أنّ وصول الضغوط على طهران إلى أدق مستوياتها، سيدفع المسؤولين الإيرانيين للخشية من الحرب وتجنب السقوط الاقتصادي حتى لو تسبب ذلك بالتراجع النووي. لكن هذه الفرضية كانت خاطئة، ما دفع الحكومة الأميركية إلى تغيير اتجاهها الهادف إلى صفر تخصيب (لإيران).

أحد المحللين الإيرانيين المقربين من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، يشرح وفقاً للكتاب، أسباب فشل هذه النظرية بقوله إن “طهران تستطيع أن تعزّز بشدة برنامجها النووي، وتقدم على التخصيب لأكثر من 50% وغير ذلك. لكن ما العقوبات الأخرى التي يمكن لأميركا أن تفرضها؟”.

الكاتب تريتا بارسي يلفت إلى أنّ السياسة الداخلية والخارجية لدى إيران تغيرت عما كانت تتصوره واشنطن وحلفاؤها، فالإيرانيون كانوا مصرّين وفقاً لبارسي على خياراتهم ومستعدين كذلك لتشديد وتقوية أدواتهم، بخلاف الغرب الذي لم يكن في حينه يملك شيئاً سوى فرض العقوبات.

الجزء الأول

الجزء الثاني

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: