الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 يونيو 2019 10:45
للمشاركة:

إيران والغرب: سخرية إيرانية من العقوبات الأميركية

الإعلام الأميركي رصد السخرية الإيرانية من الأثر الضعيف للعقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على المرشد الإيراني وكبار ضباط الحرس الثوري. كذلك، تلتقي مصادر صحفية عدة على أنّ قرار قصف مواقع عسكرية لم يكن بسبب تجنّب قتل ١٥٠ إيرانياً، بل لتجنّب حرب قد تقضي على حظوظ ترامب في النجاح بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

صحيفة “نيو يورك تايمز” الأميركية لفتت إلى ردود الفعل الإيرانية على العقوبات الأخيرة التي فرضها الرئيس الأميركي على المرشد الإيراني علي خامنئي وقادة إيرانيين آخرين، واعتبرت أنها مليئة بالسخرية.
الصحيفة أوضحت أن خامنئي، أبرز شخصية مستهدفة في العقوبات الأخيرة، لا يسافر أبداً خارج بلاده، واللجنة المقرّبة منه التي تُعنى بتنفيذ أوامره، سيتاد، لا تعتمد كثيراً على الخدمات المصرفية الدولية، وخلصت إلى أن العقوبات الجديدة التي تمنع خامنئي من دخول الولايات المتحدة أو التعامل مع المؤسسات المالية الأميركية، لن يكون لها أي تأثير عليه.
الشيء نفسه وفق “نيو يورك تايمز” ينطبق على المستهدفين الآخرين في العقوبات، كقادة الحرس الثوري، فهذا الحرس قد تم تصنيفه في أميركا في نيسان/ أبريل الماضي منظمة إرهابية، وبالتالي من ينتمون له سيُمنعون من دخول الولايات المتحدة أو التعامل مع أميركيين.
الصحيفة لفتت إلى أنّ الإصلاحيين والأصولويين في إيران قد أجمعوا على أنّه عندما تطال عقوبات ترامب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فإنّ هذا يقوّض كلام ترامب عن سعيه لإعادة فتح محادثات مع إيران بشأن صفقة جديدة منقّحة تتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة أنّ ظريف تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وأنه يُعتبر معتدلاً، وهو نموذج يسعى المتشددون في النظام الإيراني، بحسب الصحيفة، إلى استبعاده عن مراكز الحكم.

ترامب ألغى أمر استهداف إيران قبل ساعتين من تنفيذه؟!

هاجم الكاتب ماكس بوست الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متهماً إياه بالكذب. وفي مقال له في صحيفة “واشنطن بوست”، لاحظ بوست أنّ مصادر “ذا بوست” و”نيو يورك تايمز” تقاطعت على أنّ ترامب لم يلغِ أمر استهداف مواقع عسكرية إيرانية قبل 10 دقائق، بل قبل ساعتين، أي تقريباً عند الساعة السابعة مساء بتوقيت واشنطن.
وينطلق الكاتب من هذه المعلومة ليقول إنّ ما منع ترامب عن الدخول في حرب مع إيران، لمديس حرصه الإنساني على عدم قتل نحو 150 إيرانيًا، ب”ل إنّ ما حصل هو أنّ سيّد البيت الأبيض أجرى مشاورات مع خبراء مثل تاكر كارلسون، الذي أخبره بأن الصقور الذين يشجعون على الانتقام من إيران، لديهم في الصميم، مصالح مختلفة تماماً عن مصالحه، وأنه إذا ما أقدم على الدخول بحرب مع الإيرانيين، فإنه بإمكانه القول وداعاً لأي أمل بإعادة انتخابه رئيساً لبلاده”، وهو ما تجمع عليه صحف أميركية عدة.
واعتبر الكاتب أنّ ما قام به ترامب مشابه كثيراً لقرار الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عندما أوقف التحرّك العسكري ضد سوريا عندما أثيرت مزاعم عن استخدام السلاح الكيميائي في مناطق من غوطة دمشق عام 2013 ، مذكّراً أنّ ترامب نفسه غرّد في تلك الأيام قائلاً إنّ تصريح أوباما عن خط أحمر كان بمثابة كارثة، لأنّه لم يلتزم به، ومعقباً على ذلك بالقول: “إنّ تردّد ترامب اليوم في مواجهة إيران ليس أقلّ من كارثة أيضاً”.
ويخلص الكاتب إلى أنّ الرسالة التي ستُنقل لعواصم الدول الأخرى، في الواقع، هي أنّ الرئيس ضعيف، لافتاً إلى أن التلفزيون الحكومي الروسي سخر بالفعل من ترامب بسبب موقفه من إيران.

الاستخبارات الأميركية تقوّض مساعي ترامب للربط بين إيران والقاعدة

ذكر موقع مجلّة “فورين بوليسي” الأميركية أنه من أجل تعزيز قضية إدارة ترامب ضد إيران، قدّم وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إحاطات سرية للكونغرس في الأسابيع الأخيرة، زعم فيها وجود علاقات وثيقة بين إيران وتنظيم القاعدة.
لكن وبحسب الموقع، فإنّ الخبراء المطّلعين على ما يجري في مجتمع الاستخبارات الأميركية يرفضون هذه المزاعم، معتبرين أنّ العلاقة بين إيران والقاعدة لا تتضمّن بالتأكيد تعاوناً نشطاً في الأعمال الإرهابية.
ونقل الموقع عن سيث جونز، الذي يعمل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قوله: “إنّ العلاقات بين الطرفين هي في أقل مستوياتها منذ هجوم 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وإنّ عدد المنتمين لهذا التنظيم والموجودين في إيران اليوم أقلّ من خمسة أشخاص”.
جونز الذي كان مسؤولاً سابقاً كبيراً في قيادة العمليات الخاصة الأميركية، وهو متخصص في مكافحة الإرهاب، أدلى بهذا التصريح بناء على ما تم التوصل إليه من خلاصة في دراسة تم إعدادها العام الماضي، حيث إنّ مجتمع الاستخبارات الأميركية يرجّح أنّ القليل فقط قد يكون قد تغيّر خلال سنة، على الرغم من التوترات المتزايدة بسرعة بين واشنطن وطهران.

إيران والغرب: سخرية إيرانية من العقوبات الأميركية 1
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: