الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 أغسطس 2018 15:33
للمشاركة:

الإصلاحيون في إيران يجيبون بطريقتهم على سؤال “ماذا ستفعل لو كنت مكان المرشد؟”

جاده ايران

“ماذا ستفعل لو كنت في مكان المرشد؟” سؤال طرحه مساعد وزير الداخلية للشؤون السياسية لمحمد خاتمي، والناشط السياسي الإصلاحي مصطفى تاجزاده حاول من خلاله تقديم حلول للأوضاع الجارية في إيران والتي يبدو أنها أصبحت تستدعي تقارب التيارات.

واقترح تاجزاده خلال إجابته على سؤاله الذي يضع فيه المتلقي مكان المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية، الإطلاع على مطالب كافة طبقات الشعب، وجعل الإذاعة والتلفزيون مرآة لجميع التيارات الإيرانية المختلفة، والسماح للحرس الثوري بالتدخل في الشؤون الاقتصادية والسياسة الداخلية والخارجية.

كذلك قدّم تاجزاده، الذي ألقي القبض عليه أعقاب أحداث الحركة الخضراء في 2009، مقترحًا آخر بجعل السلطة القضائية محايدة ومكافحتها للفساد إضافة إلى فاعليتها، واعتبر أن منح الشعب الآمل في انتخابات حرّة بدون رقابة استصوابية، سبيل آخر للخروج من الأزمة الراهنة.

“ماذا لو كنتُ مرشد إيران؟” طرحه تاجزاده على نفسه للمرة الثانية، وردّ بأنه سيعطي أمرًا بإنهاء السجن السياسي وإعلان العفو العام، وتعبيد الطريق لعودة الإيرانيين من الخارج، وبجعل أحمد جنتي متقاعدًا، و نهج الحياة متحررًا، وبتفضيل إيران النامية على إيران النووية.

يأتي هذا ضمن سلسلة سيناريوهات قدمها إصلاحيون لمتخذ القرار في إيران ضمن إطار محاولة لمّ الشمل في الداخل الإيراني وتوحيد الصفوف من جديد بعدما فرّقتها المنافسات، لربما ساهم هؤلاء من خلالها في عبور إيران من هذا المنعطف التاريخي الحساس، إذ تدخل الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية بعد خروج واشنطن من خطة العمل المشتركة الشاملة المعروفة باسم “الاتفاق النووي”، حيّز التنفيذ بعد منتصف ليل 6 أغسطس 2018.

وتحاول السيناريوهات التي يقدّمها التيار الإصلاحي إخراج طهران من تبعات العقوبات والأزمات الداخلية التي تؤرّق منامها، إذ قّدم الأستاذ الجامعي والناشط السياسي الإصلاحي صادق زيبا كلام، مقترحًا للتيار الإصلاحي نفسه، دعاه فيه لاجراء انتخابات عامة تؤسس لتشكيل المؤتمر الأساسي للإصلاحيين، وطالب كذلك بتحديد زعيم للإصلاحيين، على الرغم من خروج محمد خاتمي رئيس الجمهورية الأسبق، والشخصية التي تصنّف زعيمة للتيار الإصلاحي، في بيان مسجل قدّم خلال مقترحاته لخروج إيران من أوضاعها الراهنة.

ولعل كلام خاتمي الذي فُرض عليه حظر إعلامي هو الأهم والأكثر عملية على ذات الصعيد، وقد قال خلال كلمته إنه طالما ظل التيار الإصلاحي على قيد الحياة، فلا مكان لمن يريدون إسقاط النظام، لافتًا أن هناك ادعاءات خطرة تتحدث عن انهيار النظام في إيران، معتبرًا تلك الادعاءات حربا نفسية وبأن النظام لا ينهار، وقال: “النظام لا يزال يتمتع بقاعدة عريضة من الشعبية في المجتمع جديرة بالاعتبار، إلى جانب الأدوات المختلفة التي يملكها للحفاظ عليه”.

وقدّم زعيم التيار الإصلاحي مقترحات وآليات للخروج من الوضع الراهن وما يمكن تسميته بالمصالحة الوطنية، والتي تمثلت في: 1/خلق وتعزيز أجواء التضامن الوطني. 2/الوحدة القومية. 3/ تغيير رؤية الإعلام الوطني. 4/ خلق أجواء مفتوحة وآمنة وحريات سياسية. 5/توسيع دائرة قبول الآخر. 6/ رفع الاقامة الجبرية من على قادة “الحركة الخضراء”. 7/الإفراج عن كافة السجناء السياسيين والعقائديين. 8/ إعلان العفو العام. 9/ رفع القيود التي في غير محلها.

وفي نهاية كلمته حذّر خاتمي من سريان حالة من الفوضى والتي سينبثق منها ديكتاتورية عظيمة معادية للشعب ما يسفر عن تقسيم إيران مع تصاعد الاحتجاجات وإضعاف الحكومة، مطالبًا النظام بتقبل الإصلاح، وعدم الإصرار على المشاكل الهيكلية والسياسية أو عدم الاستجابة لأي تغيير.

 وفي هذا السياق يبدو أن إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي وإعادة فرضها للعقوبات على إيران سيخلف آثاراً سلبية على النظام بصورة عامة وعلى الشعب وأوضاعه المعيشية بصورة خاصة، فالشعب الإيراني الذي أرهقته العقوبات خلال السنوات الماضية، والتي ظن أنه تخلص منها بعد التوقيع على الإتفاق النووي، ها هي تُطل برأسها عليه من جديد.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: