الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
للمشاركة:

أجواء الخليج… وقائع توتر أميركي – إيراني معلن

توتر جديد في الخليج بعد أسبوع من الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان. غير أنّ حادثة اليوم كانت واضحة المعالم: صاروخ إيراني أسقط طائرة أميركية مسيّرة من طراز Global Hawk المتطورة. قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أعلن أن إسقاط الطائرة الأميركية تم بعد دخولها المجال الجويّ الإيرانيّ، وهي رواية معاكسة للرواية الأميركية، التي نقلتها وكالة رويترز عن مسؤول عسكري أميركي، ومفادها أن الصاروخ الإيراني أسقط الطائرة خلال تحليقها في المجال الجوي للمياه الدولية فوق مضيق هرمز. وفي بيانٍ أصدره لاحقًا، كشف الحرس الثوري بعض التفاصيل عن الحادثة، فأشار إلى إقلاع الطائرة المستهدفة من قاعدة أميركية جنوب الخليج، وأنها تجاوزت مضيق هرمز متوجّهة إلى أجواء تشابهار الإيرانية، وقد تم استهدافها بعد اختراقها الأجواء الإيرانية في الساعة 4:05 فجرًا بتوقيت طهران.

وفيما اكتفى الحرس الثوري بهذه التفاصيل، نشر الصحفي في قسم الشؤون الدفاعية بوكالة “فارس” المقرّبة من الحرس، محمد شالتوكي، نشر سلسلة تغريدات أشار فيها إلى أنّ منظومة “الثالث من خرداد” محلية الصنع هي التي تم استخدامها لإسقاط الطائرة الأميركية. وتستطيع هذه المنظومة التصدّي لأربعة أهداف جوية معًا ضمن مدى يصل إلى 75 كيلومترا، كما أنّ هذه المنظومة يمكنها الاشتباك مع الهدف على ارتفاع سبعة وعشرين كيلومترا وفق ما أورده شالتوكي.

المنظومة تأخذ اسمها من تاريخ يمجدّه الإيرانيون إذ يتزامن مع ذكرى تحرير مدينة خرمشهر خلال الحرب الإيرانية – العراقية. وكالة “تسنيم” قالت إن منظومة “الثالث من خرداد” تستطيع إطلاق 8 صواريخ “طائر”، إضافة إلى القدرة على استهداف الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل وصواريخ كروز. “تسنيم” نقلت عن أحد قادة القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري أن “منظومة الثالث من خرداد تشبه منظومة S-300  روسية الصنع باستثناء المدى الذي تبلغه صواريخها، ومراكز الأبحاث الدفاعية الرادارية التابعة للحرس تعمل على تطوير مدياتها لتصل إلى 100 كلم ثم 200 كلم”. في الجهة المقابلة، تعدّ الطائرة المستهدفة الأحدث في العالم ضمن فئة الطائرات المسيّرة، وهي الأقدر تجسسيًّا، وتستطيع التحليق على ارتفاعات تبلغ 60 ألف قدم. هذه المعطيات دفعت الباحث في الشؤون الدفاعي حسن ماجد، إلى الاستنتاج بامتلاك إيران منظومات دفاع جوي غير منظومة S-300 الروسية يمكنها إسقاط هذه الطائرة المتطورة، مفترضًا أنّ منطقة الحادثة لا تحوي بطاريات منظومة الـ S-300 التي اشترتها إيران من روسيا قبل أعوام. الحادث الجويّ اليوم ليس الأول، فقد نقلت قناة CNN عن مسؤول أميركي الأسبوع الماضي، اتهامه إيران بمحاولة إسقاط طارة أميركية في مياه الخليج الأسبوع الماضي، تزامنًا مع الهجوم الذي كانت تتعرض له ناقلتي النفط في خليج عُمان، من دون أي تعليق إيراني على هذا التصريح.

إسقاط “Global Hawk” يعيدنا إلى سلسلة من عمليات إسقاط أو إنزال الطائرات الأميركية على يد القوات الإيرانية، كان أبرزها في 4 كانون الأول / ديسمبر 2011، حين أعلن الجيش الإيراني السيطرة على طائرة RQ -170 الأميركية بعد تجاوزها الحدود الجوية الإيرانية. وقد تم الإعلان آنذاك عن السيطرة على الطائرة الأميركية باستخدام وسائل الحرب الالكترونية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الطائرة تعطلت وتحطمت بعد سقوطها. لكن بعد أيامٍ قليلة، عرضت القوات الإيرانية مشاهد تظهر الطائرة بحالة سليمة، قبل أن تكشف طهران بعد عامين من ذلك، عن تمكّن خبرائها من تصنيع طائرة مشابهة لطائرة RQ- 170 على مستوى التصميم.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: