الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
للمشاركة:

خمسة اتفاقيات إيرانية خلال القرن

١- اتفاق ‘سعد اباد’ (١٩٣٧)
من أقدم الاتفاقيات المشتركة بين دول الشرق الاوسط في القرن الحالي، والذي حصل عبر مفاوضات صعبة بين أربعة دول في الجوار: إيران (رضا شاه) العراق (الغازي الأول) أفغانستان (محمد ظاهر شاه) و تركيا (كمال أتاتورك) في قصر سعد اباد في طهران.
تنص الاتفاقية على عدم التدخل من قبل هذه الدول في شؤون الآخرين وتجنّب الهجوم العسكري ضدهم وأيضاً تجنّب دعم المجموعات والأقليات في الدول المشاركة بالاتفاق.
يعتقد الباحثون في علم التاريخ بإيران أن هذة الاتفاقية شكلت تحولاً كبيراً في تقدم العلاقات السياسية بالمنطقة رغم أنها فقدت مصداقيتها بعد مرور سنوات قليلة فقط من توقيعها.

٢- معاهدة المودة أو الصداقة (١٩٥٥)
هي معاهدة تاريخية بين إيران وأميركا، والتي شُكّلت على أساسها العلاقات الاقتصادية والقنصلية بين الطرفين. المعاهدة كانت تُعتبر مدخلاً لدخول إيران رسمياً في نادي الدول الحليفة مع واشنطن، لكنّ المصير التاريخي كان مختلفاً عما يتخيّله السياسيون، فتحوّلت المعاهدة لأداةٍ يستفيد منها كلا الطرفين في المحاكم الدولية ضد الآخر.
فقد لجأت إليها واشنطن في أزمة الرهائن بالسفارة الأميركية في طهران، كما استغلّها الإيرانيون أيضاً بعد أن فرضت إدارة ترامب عقوبات جديدة عليها.

٣- استقلال البحرين (١٩٧٠)
يتحدث عنه الايرانيون كنتيجة ضغط بريطانيا علي طهران. حسب الرواية الايرانية فإن إيران كانت تصرّ على إجراء استفتاء عام حول مصير البحرين، لكن بريطانيا أجبرتها على القبول بإجراء استطلاعات محددة في الأوساط البحرينية، فحصلت مفاوضات قصيرة مع الأمم المتحدة واتفق الطرفان على إجرء استطلاع للرأي للشعب البحريني وأن يتم الالتزام بالتعهدات وفقاً لنتائج الاستطلاع.
وجاء في تقرير الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أنّ الأغلبية الساحقة من شعب البحرين ترغب في الحصول على الاعتراف بهويتهم في دولة مستقلة وذات سيادة كاملة حرة، وهكذا انفصلت البحرين من إيران.

٤- اتفاقية الجزائر (١٩٧٥)
هي اتفاقية وُقِّعت بين نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين و شاه إيران محمد رضا بهلوي و بإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين.
الاتفاقية كانت تشكل حلاً سياسياً لمشاكل الحدود بين الطرفين، وعُيِّنت نقطة محددة في شط العرب كحدود بحرية بين إيران والعراق، ولكنّ صدام حسين ألغى هذه الاتفاقية في عام ١٩٨٠ بعد سقوط حكم الشاه وانتصار الثورة في إيران فبدأت حرب الخليج الاولى.

٥- الاتفاق النووي (٢٠١٥)
برجام او خطة العمل الشاملة المشتركة هي نتيجة لسنوات من المفاوضات بين إيران والقوي العالمية (أميركا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، روسيا والصين) للاعتراف بحق إيران في الحصول على الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم في أراضيها.
إثر ذلك خفّضت إيران نسبة تخصيبها اليورانيوم وعطّلت بعض مفاعلها مقابل رفع العقوبات الاقتصادية ضدها.
ولكن الأيام الجيدة للاتفاق كانت قصيرة جداً، حيث انسحبت منها واشنطن بعد أقلّ من خمس سنوات، وحالياً بات واضحاً أنّ آلية الاتفاق لا تعمل كما تريد طهران، حيث تلتزم هي بتعهّداتها فيما لا تلتزم الدول الأوروبية بالمقابل بتنفيذ وعودها خوفاً من عقاب واشنطن.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: