الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 يونيو 2019 20:29
للمشاركة:

واشنطن استعملت كاتبا “وهميا” لتبرير الانسحاب من الاتفاق النووي

بعد أن ادّعى مسؤولون أميركيون أنّ الاتفاق النووي مع إيران سمح لها بزيادة ميزانيتها العسكرية، ردّ البيت الأبيض على مراسلين من صحيفة “واشنطن بوست” ممن طلبوا مصدراً موثّقا لهذه الادّعاءات التي أدّت بشكل أو بآخر لانسحاب واشنطن من الاتفاق بين طهران والسداسية الدولية في مايو/أيار العام الماضي، بإرسال مقال لكاتب يدعى حشمت علوي نشره في مجلة “فوربس” الأميركية لتبرير موقف الولايات المتحدة، وهو ما طرح لاحقا تساؤلات حول هذه الشخصية، وحقيقتها.

واشنطن استعملت كاتبا "وهميا" لتبرير الانسحاب من الاتفاق النووي 1
رد البيت الأبيض على الواشنطن بوست


وفي مقال كتبه مرتضى حسين نشره موقع “ذي أنترسبت” الأميركي تحت عنوان “ناشط إيراني كتب عشرات المقالات لوسائل إعلام يمينية، لكن هل هو حقيقي؟”، كشف الكاتب عن شبهات متعلقة بحشمت علوي، بعد اعتماد مقالاته لتبرير الخروج الأميركي من الصفقة النووية التي سعى الرئيس دونالد ترامب للتخلّي عنها بعد أن وقّعها سلفه باراك أوباما عام 2015، فبحث عن سبل لكسب صحافة تشكك بالاتفاق نفسه.
يضيف الكاتب في “ذي إنترسبت” أن علوي كاتب وهمي، غير موجود في الحقيقة، وبأن هذه الشخصية تمثّل عملية دعائية تديرها منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، وذلك موفقاً لمصدرين تحدّثا للموقع، وهو ما استخدمته الإدارة الأميركية لصالحها على ما يبدو.

واشنطن استعملت كاتبا "وهميا" لتبرير الانسحاب من الاتفاق النووي 2
تعريف حشمت علاوي


حسن حيراني، وهو منشق رفيع المستوى عن المنظمة، قال إنّ علوي شخصية يحرّكها ويديرها فريق متواجد في ألبانيا ينتمي أفراده للجناح السياسي لمجاهدي خلق، مضيفاً أنّ هؤلاء يكتبون بحسب توجيهات قادتهم ويستخدمون هذا الاسم لنشر مقالات في وسائل الإعلام ورسائل عبر الإنترنت، مؤكدا بالقول إنه ” لم يكن أبداً شخصاً حقيقياً”.
حيراني ذاته هو من ساعد في وقت سابق في تنسيق العمليات عبر الانترنت لصالح مجاهدي خلق، وهو من قام بتعيين أفراد لكتابة مقالات وتغريدات باللغة الإنكليزية باسم حشمت علوي، وقد أرسل صور هؤلاء وأسماءهم إلى “ذي إنترسبت”، واصفا إياهم بالأصدقاء المقربين وبالشركاء في العمل.

واشنطن استعملت كاتبا "وهميا" لتبرير الانسحاب من الاتفاق النووي 3
حسن حيراني


شهادة حيراني هذه أكدت عليها سارة زاهري، الباحثة في اللغة الفارسية المتخصصة بشؤون منظمة “مجاهدي خلق”، ولديها مصادر عدة بين مسؤولي الأمن السيبراني في الحكومة الإيرانية، ولفتت زاهري إلى أنّ حساب علوي معروف داخل إيران على أنه حساب جماعي، يديره فريق من أعضاء مجاهدي خلق، وبأنه لشخص وهمي.
ويعرّف علوي نفسه على موقع “فوربس” على أنه ناشط إيراني لديه شغف بالمساواة في الحقوق، وقد نشر العديد من المقالات حول إيران خلال السنوات القليلة الماضية في كل من “ذا هيل”، “ذا دايلي كالر”، “ذا فيديراليست” وموقع العربية بنسخته الإنكليزية، فيما لم يستجب علوي لطلبات من موقع “ذي إنترسبت” وصلت لحسابه المزعوم عبر رسائل تويتر المباشرة أو عبر البريد الالكتروني.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: