الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 يونيو 2019 06:31
للمشاركة:

“حجاب إيرانية” يثير عاصفة لمقاطعة شركة سيارات أجرة شهيرة

تسبب خلاف وقع بين سائق سيارة أجرة تابعة لتطبيق شركة “سناب” الإيرانية، وراكبة طلب منها وضع حجابها بشكل مناسب، بموجة جدل واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، انتهت باعتذار الشابة من السائق وشركة الأجرة، وإعلانها عبر حساب تويتر الخاص بها التزامها بقوانين البلاد.

وبحسب ما تبادلت مواقع إيرانية عديدة وما أكدته الراكبة نفسها في تغريدة على تويتر نشرتها في البداية قبل اعتذارها، فإن السائق نبّهها لضرورة ارتداء حجابها ولمراعاة قوانين الجمهورية الإسلامية، انطلاقا من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووفقا لما يوصف بالمبادرة الذاتية.

وبحسب ذات الرواية، فإن الراكبة اعتبرت ما حصل تدخلا سافرا وتعديا على المساحة الشخصية، وطلبت إيقاف السيارة في أحد الطرق السريعة لمدينة طهران، والنزول منها حتى قبل الوصول لوجهتها، وهو ما أكده السائق نفسه في مقابلة أجراها معه التلفزيون المحلي الإيراني، بعد الضجة التي وقعت إثر نشر الراكبة لما حصل معها على مواقع التواصل الاجتماعي وأرفقت ذلك بمعلومات وبيانات السائق الشخصية.

كما اتصلت الفتاة نفسها بشركة “سناب” المعروفة محليا، وتقدمت بشكوى وطلبت اعتذارا، وهو ما حصل بالفعل. هذا كله، أثار حفيظة كثيرين في الداخل الإيراني ممن امتعضوا من نشر الفتاة للبيانات الشخصية الخاصة بالسائق، فتفاعل كثر مع ما حصل وخاصة على موقعي تويتر وانستغرام، وانتشر خلال ساعات وسم “نهبهاسنب” باللغة الفارسية، والذي يعني بالعربية لا لِسناب، فطالب مؤيدو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهم من المحافظين غالبا، بمقاطعة التطبيق وحذفه عن أجهزة الهواتف المحمولة، وشنّوا حملة الكترونية واسعة، دفاعا عن السائق.

"حجاب إيرانية" يثير عاصفة لمقاطعة شركة سيارات أجرة شهيرة 2

وهناك من اعترض على تصرف الفتاة كونها لم تراع كذلك مساحة السائق الشخصية بنشرها لاسمه ومعلوماته، وهو ما حصلت عليه من التطبيق نفسه الذي يعطي هذه البيانات للزبائن قبل ركوب سيارة الأجرة الخاصة بهم.

آخرون رأوا أنه على الشركة التراجع عمّا فعلته بتقديمها اعتذارا للسيدة الإيرانية، لأن ما قام به السائق يندرج تحت بند رعاية الشؤون الإسلامية والقوانين في البلاد، بحسب ما كتب البعض على مواقع التواصل.

وبالمقابل، اعتبر البعض الآخر على الضفة الثانية أن تصرف السائق غير مقبول، ووصفوا الأمر في تغريدات على تويتر ومنشورات على انستغرام بالتدخل في شأن لا يعنيه.

شركة سيارات الأجرة هذه، حاولت بعدها استيعاب الأمر لاحتواء الخسائر على ما يبدو، وللحفاظ على سمعتها كشركة شهيرة وذات أسعار مناسبة، فأوضحت في بيان رسمي صادر عنها نشرته المواقع الإيرانية أن السائق ما زال على رأس عمله وأكدت أنه لن يتعرض لأي مسائلة قانونية، رافضة مسألة نشر معلوماته الشخصية.
وجاء في البيان أنه على الزبائن مراعاة القوانين الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية، وبأن مسألة الحفاظ على المعلومات الشخصية حق للطرفين، أي الركاب والسائقين، وهو ما تلتزم به شركة “سناب”، مشيرة أنها تتابع الشكاوى وتبذل جهدا لحل الخلافات.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: