الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 مايو 2019 19:51
للمشاركة:

إيران والغرب: هل من وساطة يابانية بين واشنطن وطهران؟

كتب رأفت حرب

سلطت صحيفة “واشطن بوست” الأميركية الضوء على الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اليابان، من ناحية ما يمكن أن تحمله هذه الزيارة من وساطة محتملة تقوم بها طوكيو بين واشنطن وطهران.
وفي حين يُنتظر أن تبحث هذه الزيارة قضايا هامة مثل اتفاق تجاري بين الطرفين الأميركي والياباني وقضية كوريا الشمالية، إلا أنّ الصحيفة اعتبرت أن المسألة الأكثر حساسية التي تحضر في طوكيو هي ما يحصل مع إيران، خاصة بعد إعلان ترامب يوم الجمعة الماضي أنه سيرسل قوات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط قوامها 1500 جندي، وذلك لمواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة، بحسب التعبير الأميركي.
“واشنطن بوست” ذكّرت أن لليابان علاقات دبلوماسية وثقافية عريقة مع إيران، كما أنها تعارض تماماً انسحاب البيت الأبيض من الاتفاق النووي، كما أفادت بأن وسائل إعلام يابانية تحدثت عن إعداد خطة لزيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران سيلتقي خلالها الرئيس حسن روحاني في محاولة للتوسط بين الطرفين المتنازعين، مضيفة أنّ هذه الأمر سيناقشه الزعيم الياباني مع ترامب.
زيارة آبي هذه ستأتي بعد توجه وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى اليابان هذا الشهر، بحسب الصحيفة الأميركية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الياباني الذي زار إيران للمرة الأولى برفقة والده عام 1983 حافظ منذ تسلّمه منصبه على علاقات طيبة مع الإيرانيين، وقد وقّع البلدان اتفاقية استثمار عام 2016 وسيحتفلان هذا العام بمرور 90 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وبحسب “واشنطن بوست” فقد رحّب أكيهيسا ناغاشيما، السياسي المستقل والخبير في الأمن القومي، بالأنباء التي تفيد أنّ آبي قد يحاول لعب دور الوساطة، معتبرا أن هذا هو الحل الواقعي الذي يمكن أن يحفظ ماء وجه ترامب الذي يجد صعوبة في التعامل مع موقف بولتون المتشدد.

نيويورك تايمز: سياسة ترامب لم تحقق شيئاً حتى الآن
من جهتها قار صحيفة “نيويورك تايمز” نتائج سياسة ترامب ضد إيران التي وصفتها بـ”قوة الاختناق” القائمة على العمل على منع إيران من تصدير نفطها، وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، بالإضافة إلى نشر السفن والقاذفات فوق المياه الخليجية
وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الهدف من الضغط المتزايد على إيران هو إجبارها على تغيير سلوكها أو دفع الشعب الإيراني للنزول إلى الشوارع لطرد القيادة الدينية خارج السلطة، فإنّ شيئاً من هذا لم يتحقق حتى الآن.
ورأت “نيويورك تايمز” أنّه يبدو من سياسة ترامب أنّها قد زادت من عزم إيران، ودفعتها من حالة الصبر الحذر إلى مواجهة عدو لم تثق به منذ فترة طويلة، لافتة إلى أنّ محللين إيرانيين يؤكدون على أن بلادهم مصممة على عدم الاستسلام لما يعتبرونه حرباً اقتصادية ونفسية، أو التفاوض تحت الإكراه.
وذكرت الصحيفة أن العقوبات الأميركية تجعل الاقتصاد الإيراني يتأرجح في جو من الإحباط العام، وشددت على أنه من الصعب بالنسبة للإيرانيين أن ينظروا إلى حبل الخناق الأميركي إلا كحالة بلطجة يقوم بها عدو تاريخي وعد بتخفيف العقوبات ودعم طريق العودة إلى المجتمع المدني ولم ينفذ وعده.
وفي هذا الإطار ذكّرت الصحيفة أن طهران وبعد أشهر من تمسّكها بالهدوء، رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، فقد بدأت مؤخراً بالتخلّي عن أجزاء من هذا الاتفاق، حيث أعلنت أنها سترفع حجم تخصيب اليورانيوم من بعض أجهزة الطرد المركزي النووية.
ونقلت الصحيفة عن الباحث السياسي في مؤسسة راند وجامعة كولومبيا أريان طباطبائي، قوله إن الإيرانيين يعتقدون أنهم يتعرّضون لهجوم، وردّهم ليس بالتصعيد، ولكنه بالتأكيد ليس بالتراجع، وأوضح أن ما يريدون القيام به هو مواصلة هذا التوجه الحالي المتمثل في بذل كل ما بوسعهم لوخز الأميركيين في العين، من دون الوصول إلى عتبة حرب شاملة، بحسب تعبيره.
وعن سلوك المرشد الإيراني علي خامنئي في هذا الشأن، قال المحلل الإيراني في مؤسسة كارنيغي كريم سجاد بور إن “المشكلة التي سيواجهها المرشد ستحصل إذا لم يقم بشيء لمواجهة أميركا، وبهذه الحالة فإنه يخاطر بخسارة ماء الوجه، وإذا ما واجه الضغط الأميركي بشكل مفرط فإنه يخاطر بخسارة رأسه”، مضيفاً “هو مرتاح في العمل في المساحة المتاحة بين هذين الاتجاهين”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: