بين الصفحات الإيرانية: الدبلوماسية أقصر الطرق لتجنّب الحرب مع أميركا

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده إيران- محمد علي

في مقابلة خاصة مع صحيفة “قدس” اعتبر رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء العراقية علي الأسدي، أنَّ توجيه الاتهامات بخصوص وجود تهديد من قبل إيران ضد القوات والمصالح الأميركية في العراق، ذريعة للضغط على بغداد كي تقبل باستمرار الوجود العسكري الأميركي على أراضيها.

الأسدي استبعد وقوع حرب بين إيران وأميركا “لإدراك الأعداء أن التهديد والحصار الاقتصادي لا طائل منه، وكل ما يطرحونه بشأن الحرب إنّما يأتي في إطار الحرب النفسية” وفق تعبيره. ولفت الأسدي إلى أنَّ وجود طرف ثالث يسعى لإشعال الحرب “إذ أنَّ الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية تعمل على إدخال أميركا في أتون الحرب” على حد تعبيره.

المتخصّص في العلاقات الدولية مهدي مطهر نيا رأى أنّ حادثة ميناء الفجيرة تمثل جرس إنذار يجب التنبه له. وفي مقاله بصحيفة “ستاره صبح” دعا إلى مطهر نيا إلى التخلي عن المواقف والتصريحات المتشددة، وأشار إلى أنّ إرسال أميركا قوات جديدة إلى الشرق الأوسط هو بمثابة حرب نفسية، تأتي في سياق “رُهاب إيران” بحسب تعبيره. مطهر نيا أشار إلى أنَّ حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تحظى بإجماع داخلي ولا دولي للحرب مع إيران. لكنّ ذلك لم يمنع مطهر نيا من احتمال المزيد التصعيد في الشرق الأوسط نتيجة عمل غير محسوب.

من جانبه رأى الخبير في الشؤون الدولية أفشار سليماني أنَّ استخدام الدبلوماسية هو أفضل استراتيجية لتجنّب وقوع حرب، ولحلّ الأزمة الراهنة ولا سيما الازمة الاقتصادية،”التي سُتكبد طهران أكثر الخسائر وسيكون أصدقاؤها في المنطقة والعالم قليلين للغاية مثل فترة الحرب الإيرانية العراقية، حال نشوب حرب. وفي مقال نشرته “جهان صنعت” أشاد بمقترح بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة الذي طالبت بتنفيذ المادة الثامنة من القرار 598، وإدراجه على جدول أعمال مجلس الأمن، وهو القرار الذي يطلب من مجلس الأمن بالتشاور مع إيران والعراق ودول المنطقة بحث سبل زيادة الأمن والاستقرار في المنطقة. سليماني أبدى اعتقاده بأن هذا المقترح منفذٌ لإحياء مفاوضات 5+1 مع إيران، إلى جانب دوره في الاستفادة من مبعوثي العراق وعمان وقطر وسويسرا، الذين يلعبون دورًا في نقل الرسائل بين إيران وأمريكا.

وفي ظل الانتقادات التي وجّهت لمحادثات وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مع سناتور أمريكي، أجرت “آفتاب يزد” مقابلة مع محلل الشؤون الدولية بيروز مجتهد زاده، الذي رفض تسمية لقاء الوزير ظريف مع السناتور الأمريكي أو محادثاته الهاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي السابق بالمفاوضات.

كما لفت الأستاذ الجامعي حسن بهشتي بور، خلال المقابلة نفسها مع “آفتاب يزد” إلى أنَّ محادثات مسؤولي وقادة الدول، تختلف تمامًا عن المحادثات مع المسؤولين غير الحكوميين والنخبة والنشطاء المدنيين. هذا النوع من المحادثات مع النخبة، وفقاً لبهشتي بور، هو أمر اعتيادي، بحيث يمكن التأثير عبره على الرأي العام من خلاله.

محليًّا، وفي تقريرها عن آخر انتخابات سنوية للهيئة الرئاسية للبرلمان في دورته الحالية، كشفت صحيفة “روزان” عن أخبار غير رسمية بشأن تحالف كتلتي “نوّاب الولاية”و”المستقلين”، وأضافت بأنّ مقاعد الهيئة ستوزّع بنسبة 7 إلى 5، أي أنّ الرئاسة ستؤول مجددًا لعلي لاريجاني و5 مقاعد للمستقلين، و7 مقاعد لـ”الولاية”. وذكرت الصحيفة أسماء محمد دهقان وعبد الرضا مصري لنواب الرئيس. “روزان” لفتت إلى أنَّ هذه الانتخابات تحتل أهمية رمزية، وتوقعت أن تكون المنافسات أشد وطأة. فلاريجاني على حد زعم الصحيفة لن يتمكن مطلقًا من الاستمرار في منصبه رئيسًا للمجلس بكل أريحية، مثلما كان يحدث في الأعوام السابقة.