الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 مايو 2019 10:34
للمشاركة:

بين الصفحات الإيرانية: فوائد العلاقة مع باكستان ومخاطر التفاوض مع أميركا

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده إيران- محمد علي

تطرق الأستاذ الجامعي صلاح الدين هراسني في مقاله بصحيفة “جهان صنعت”، إلى أهمية زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى باكستان، فرأى أنَّ طهران يمكنها الاستفادة من إسلام آباد لخفض التوتر وربما لترميم العلاقات مع الرياض، بحكم علاقاتها مع السعودية التي تلعب دوراً رئيسياً في دفع واشنطن لممارسة الحد الأقصى من الضغوط تجاه إيران.
ويتوقع هراسني أن ينخفض حجم الضغوط الأميركية على إيران في حال تمكنت إسلام آباد بوساطة رئيس وزرائها عمران خان من الضغط على الرياض لتخفيض التوتر وتحسين العلاقات وهو ما يعتبره هراسني نتيجة طبيعية يمكن توقعها من زيارة ظريف لباكستان.

بين الصفحات الإيرانية: فوائد العلاقة مع باكستان ومخاطر التفاوض مع أميركا 1

في السياق ذاته، أشار الخبير في الشؤون الدولية علي بيكدلي، خلال مقالته على “آفتاب يزد” إلى أن إيران من خلال الزيارات التي يقوم بها وزير خارجيتها، وبقية أعضاء الحكومة تحاول التأكيد على أنها تستطيع تعزيز تعاملاتها السياسية مع بعض الدول، وهذا ما يدل على أنها لا تعيش عزلة سياسية.

بيكدلي يعتقد أيضًا أن بلاده ترغب في تعويض ما تعاني منه بسبب العقوبات عبر التعاملات الاقتصادية مع دول مثل باكستان، التي على الرغم من أنها ليست بالطرف الذي يمكنه حل جزء محدود من احتياجات إيران، إلا أن طهران برأيه مضطرة إلى ذلك.
ولم يفت بيكدلي التذكير بأن تقارب إيران وباكستان في ظل علاقات الأخيرة مع أميركا يحمل معانٍ خاصة، قد تضاعف من المزايا السياسية لزيارة ظريف.

بين الصفحات الإيرانية: فوائد العلاقة مع باكستان ومخاطر التفاوض مع أميركا 2

أمّا الكاتب محمد صرفي، فتناول في صحيفة “كيهان” الأصولية سبعة أسباب تمنع التفاوض مع أميركا، فاعتبر أن الاتفاق النووي ومالحق به على رأس تلك الأسباب، مبيّناً أن أميركا لم تلتزم بأيٍ من بنود الاتفاق، كما عدّ صرفي انعدام الثقة بين الطرفين سبباً آخر لغياب فرصة التفاوض بين طهران وواشنطن.
واعتبر كذلك أن ثالث تلك الأسباب يرتبط بالمواضيع التي تريد أميركا التباحث حولها، مشدّدا على عدم قبول أي دولة في العالم التفاوض بشأن أدوات أمنها وقوتها، كما أنَّ الأمريكيين وفقاً لقوله يتّبعون نهجًا متبايناً في المفاوضات، بمعنى أنهم يجبرون الطرف الآخر على تقديم امتيازات، فيما تتحوّل هذه الامتيازات بالنسبة لهم إلى وعود حينما يحين دورهم.
صرفي توقع أن يوفّر الذهاب للمفاوضات فرصةً تجعل الأميركيين يتصوّرون أن عليهم زيادة الضغوط والوعيد للوصول إلى هدفهم وأخذ امتيازات أكثر من إيران، كما أنَّ التفاوض مع أميركا برأيه سيهدد أمن البلاد ما سيزيد من التهديدات المحدقة بها.
ورأى صرفي أنَّ التفاوض مع أميركا سيؤول في النهاية إلى الابتعاد عن “وعد النصر الإلهي، فلا يستقيم الاعتماد على الله والتفاوض مع أميركا” حسب وصفه.

بين الصفحات الإيرانية: فوائد العلاقة مع باكستان ومخاطر التفاوض مع أميركا 3

كذلك حثَّ أستاذ الحوزة الدينية محسن غرويان، عبر مقالته على “آرمان امروز” رئيس الجمهورية حسن روحاني، على مناظرة نظيره الأميركي دونالد ترامب، بدلًا من المفاوضات، غير المطروحة بالأساس.
وأشار لقدرة روحاني في المناظرات وهو ما شهده الكل خلال انتخابات الرئاسة، ما يعني إمكانية اللجوء لذات السياسة على الصعيد الدولي بدلًا من خيار التفاوض، فإيران تحتاج لطرح منطقها وكلامها بصراحة دوليا، كي يستمع لها العالم، ما يعني أنه على روحاني دعوة الدول الأخرى للمناظرة.
غروي أكّد في نهاية مقاله على رزوح البلاد تحت الضغوط، مشيرا أن الحكومة تحاول منع وقوع أزمات أشد، لرفع الضغوط من على كاهل الشعب الإيراني.

بين الصفحات الإيرانية: فوائد العلاقة مع باكستان ومخاطر التفاوض مع أميركا 4

وفي نفس الإطار، رأى الباحث صادق غل عنبري، خلال مقالته على “خراسان” أنَّ إعلان أميركا إطلاق مؤتمر “السلام من أجل الازدهار” في البحرين بالتزامن مع التوتر الحالي ليس اعتباطياً.
إذ أن جزءاً من “صفقة” القرن” عبارة عن آلية إقليمية لها إطار محدد وواضح، وهو التمهيد الإقليمي بهدف ضمان نجاح مستقبل هذه الخطة.
غل عنبري أوضح أن هذا التمهيد له وجهان؛ أولهما التطبيع الكامل لعلاقات إسرائيل مع دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربية، والآخر المواجهة الجادّة للدول والجماعات التي تهدد تنفيذ ومستقبل هذه الصفقة.
ولفت الباحث أيضًا إلى أنَّ صفقة القرن قد نُفذت أجزاء مهمة منها بالفعل؛ كالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والاعتراف بضم تل أبيب للجولان، إلى جانب الاستبعاد المتدرج لقضية اللاجئين عبر قطع المساعدات عن “الأونروا”.

بين الصفحات الإيرانية: فوائد العلاقة مع باكستان ومخاطر التفاوض مع أميركا 5

من ناحية ثانية، دعا الناشط الإصلاحي عباس موسائي، خلال مقالته على صحيفة “آرمان امروز” إلى انتخاب محمد رضا عارف رئيس كتلة “اميد” الإصلاحية البرلمانية رئيسًا للبرلمان في سَنَتِه الأخيرة من الدورة الحالية، حيث رأى أنَّ الأحداث الداخلية والخارجية ولزوم الاصطفاف الجديد للعبور من تطورات الوقت الراهن من الممكن أن تتحوّل جميعها إلى نهج جديد لتقديم نموذج حداثي للوحدة والتلاحم الوطني، وهذه الوحدة برأيه تتحقق من خلال مشاركة التيارات السياسية المختلفة في اتخاذ القرارات، وهذا ما يمكن أن يتبلور في تعيين رؤساء السلطات الثلاث مع وجود حسن روحاني (المعتدل) على رأس السلطة التنفيذية، وابراهيم رئيسي (المحافظ) على رأس السلطة القضائية، كما أنًّ حضور شخصية إصلاحية على رأس البرلمان من الممكن أنَّ تحوّل الاجتماع المشترك لرؤساء السلطات إلى حالة اتحاد وانسجام للتيارات السياسية ككل ولحالة دعم للشعب.
وأكّد موسائي أن هذا الوضع الجديد لا يعني مطلقًا إغفال قدرات علي لاريجاني الرئيس الحالي للبرلمان في إدارة مؤسسته، إلا أنَّ الوضع الجديد يتطلب تدابير وقرارات أعلى من الإمكانيات السياسية والشخصية للاريجاني، في ظل عدم تمثيله لتيار محدد في البرلمان.
هذا الناشط الإصلاحي اعتبر أيضاً أن ترؤس عارف للبرلمان سيساهم في توازن وتقارب التيارات السياسية من بعضها البعض، فضلاً عن دوره المتوقع في حل مشكلات السياسة الداخلية والمصالحة الوطنية.

بين الصفحات الإيرانية: فوائد العلاقة مع باكستان ومخاطر التفاوض مع أميركا 6

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: