الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
للمشاركة:

بالفيديو/ خمسة من إيران: خمسة رؤساء إيرانيين ومصيرهم

 

1- أبو الحسن بني صدر- الرئيس المنفي

يعتبر أبو الحسن بني صدر أول رئيس في تاريخ إيران، لأنه أول من انتخب رئيساً لإيران عبر صناديق الاقتراع، لكن برغم ذلك فإن دوره في المشهد السياسي الإيراني قصير جداً.
كان بني صدر البالغ من العمر 58 عاماً ضمن صفوف الثوريين الإسلاميين الذين درسوا في الدول الأوروبية، وشاركوا في الحركات الطلابية، وعاد بني صدر إلى إيران على نفس الطائرة التي حملت آية الله الخميني من باريس إلى طهران.
بعد انتصار الثورة الإيرانية، انتخب بني صدر رئيساً للبلاد بنسبة تأييد وصلت إلى 78%، حظي بها إثر الدعم الواضح الذي قدمه له قائد الثورة في حينه آية الله الخميني، لكن بني صدر ابتعد عن الخميني بعد فوزه بالانتخابات، وحدثت خلافات كبيرة بينه وبين كلٍ من آية الله بهشتي وآية الله هاشمي رفسنجاني الذين كانوا يقفون على رأس المجموعة القريبة من آية الله الخميني. هذه الخلافات قادت إلى عزل بني صدر عن منصب الرئاسة على أساس عدم قدرته على قيادة الحرب الإيرانية- العراقية التي اندلعت بعد تسلمه للرئاسة.
يعيش أبو الحسن بني صدر منفياً في فرنسا التي هرب إليها بعد عزله من الرئاسة الإيرانية، لكنه لا يزال يجري مقابلات عبر وسائل الإعلام يظهر فيها عدائه للنظام الإيراني الحاكم، كما أنه حضر في بعض المحاكم الدولية كشاهدٍ ضد النظام في إيران.

2- محمد علي رجائي- الرئيس المقتول

يُعدّ محمد علي رجائي الذي كان يعمل في منصب رئيس الوزراء بحكومة بني صدر أحد تجليات الخلاف الرئيسية بين الأخير والمجموعة القريبة من آية الله الخميني، وفي أول انتخابات رئاسية أجريت بعد عزل بني صدر من الرئاسة أصبح رجائي الرئيس الثاني للبلاد.
يحمل محمد علي رجائي اتجاهات أكثر ثورية من بني صدر، وظل يشغل منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمدة عام قبل أن يلقى حتفه في تفجير مكتب رئاسة الوزراء الإيراني الذي أودى بحياة عدد من أعضاء الحكومة ورئيسها محمد جواد باهنر، والذي أعلنت عنه فيما بعد منظمة “مجاهدي خلق”.

3- علي خامنئي- الرئيس المرشد

يعتبر السيد علي خامئي البالغ من العمر 80 عاماً الرئيس الثالث لإيران، ويسجل في تاريخه أنه من الأشخاص الذين كافحوا ضد نظام الشاه لسنوات عدّيدة، حيث أنه اعتقل ستة مرات، وتم نفيه خارج البلاد لمدة ثلاث سنوات.
وصل إلى خامنئي إلى منصب الرئاسة الإيرانية عبر الانتخابات التي نُظمت بعد اغتيال محمد علي رجائي، وشكل خامنئي خياراً للقوى الثورية التي كانت تسعى لإيجاد قيادة تنفيذية موحدة ومنسجمة من أجل إدارة الحرب، حيث شكل إلى جانب هاشمي رفسنجاني المحور السياسي الذي يدعم جبهات القتال من الجيش إلى الحرس الثوري، وفي عهده نجحت إيران في تحقيق بعض الإنجازات في الحرب التي انتهت في عهده أيضاً.
وتعذّ الخلافات الحكومية بينه وبين رئيس وزراءه مير حسين موسوي أهم النقاط المثيرة خلال توليه لمنصب رئاسة الجمهورية الذي امتد لفترتين رئاسيتين، انتخب بعدهم بمدة قصيرة مرشداً للثورة الإيرانية بعد أن نال تأييد مجلس خبراء القيادة لشغل أعلى منصب في البلاد.

4- محمد خاتمي- الرئيس المحذوف

على خلاف كلٍ من رجائي وبني صدر، فالرئيس السابق محمد خاتمي لم يقتل ولم يضطر لمغادرة إيران، لكنه يعيش في أجواء معتمة حيث لا تستطيع وسائل الإعلامي أن تنقل أخباره، كما أنه لا يمكن له أن يحضر في المناسبات العامة، ولا يُسمح حتى بذكر اسمه في وسائل الاعلام.
يُعد محمد خاتمي من رموز الجناح اليساري في رجال الدين الذين تصدروا الثورة في إيران، وبعد نهاية الفترة الرئاسية لهاشمي رفسنجاني اختبر خاتمي نفسه في ميدان الانتخابات فكسب أكثر من عشرين مليون صوت، ومثل هذا الفوز سابقة في تاريخ إيران، حيث كان خاتمي يمثل الأمل الرئيسي لدى الجيل الجديد في مقابل سلطة المحافظين، وهذا ما جعل فترته الرئاسية تتسم بالصراع ما بين المحافظين والإصلاحيين، لكن هذا الصراع بقي على الصعيد السياسي، وبرغم أن فترة حكم خاتمي شهدت عدداً من الاضطرابات إلا أن ولايتيه انتهتا بشكل شرعي وسلم الحكومة إلى من فاز في الانتخابات من بعده.
لم ينته دور خاتمي بخروجه من منصب الرئاسة عام 2005، حيث ظل بمثابة القائد للمعارضة الإيرانية المؤمنة بإصلاح في داخل إطار الجمهورية الإسلامية، وتمتع بالحرية حتى عام 2009، لكن اصطفافه الصريح في ذلك العام إلى جانب المرشح الرئاسي الخاسر مير حسين موسوي جلب عليه ردة فعل قاسية من النظام حرمته من الظهور الإعلامي إلى أن خُرق هذا المنع عام 2013 عندما دعم خاتمي الرئيس الحالي حسن روحاني في حملته الانتخابية عبر شريد فيديو مسجل، لكن الانتكاسات التي تحياها حكومة روحاني دفعت خاتمي إلى فقدانه الأمل في أن يستمع الشعب الإيراني لدعوته في المشاركة بالانتخابات.

5- محمود أحمدي نجاد- الرئيس المتمرد

شغل محمود أحمدي نجاد منصب عميد بلدية طهران في عهد الرئيس محمد خاتمي، قبل أن يُنتخب رئيساً للجمهورية عام 2005 بعد أن نال دعماً من مجموعات أصولية في مواجهة هاشمي رفسنجاني الذي ظل التنافس بينهما قائماً إلى نهاية ولاية نجاد الثانية.
هذه المنافسة إلى جانب بعض السياسات الراديكالية لنجاد جلبت عدّة اضطرابات سياسية، كان أبرزها الاحتجاجات التي انطلقت عام 2009 اعتراضاً على انتخاب نجاد لولاية ثانية واتهامه بالفوز عبر تزوير الانتخابات، مما أحدث اضطرابات غير مسبوقة في الشارع الإيراني انتهت بعد أن قررت مؤسسات النظام الحاكم وعلى رأسها مؤسسة المرشد والحرس الثوري دعم نجاد بصفته رئيساً منتخباً من الجمهور، لكن حالة الود بين نجاد ومؤسسة المرشد لم تدم بعدها طويلاً حيث حدثت بعض الأزمات بين المجموعة القريبة من المرشد علي خامنئي ونجاد.
عاد نجاد ليترشح لانتخابات الرئاسة عام 2017 برغم أن المرشد الأعلى علي خامنئي نصحه علانية أن لا يترشح، ورفض مجلس صيانة الدستور في حينه طلب الترشح الخاص به، ولا يزال نجاد ينظم اجتماعات شعبية يعبر خلالها عن معارضته للنظام الاقتصادي في البلاد ويبدي خلال تلك اللقاءات مواقف عدائية ضد الكثير من رموز النظام يتم تفسيرها أحياناً بأنها مواقف عدائية ضد المرشد علي خامنئي.

 

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: