بين الصفحات الإيرانية: طهران تضغط على أوروبا في سبيل النووي

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده إيران- محمود زراع

في حوار خاص مع صحيفة “وطن امروز” المحافظة، قدّم المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي توضيحات دقيقة ترتبط بقرار رفع حجم إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% إلى أربعة أضعاف، فذكر أن المنظمة تستخدم لهذه المهمة جهاز طرد مركزي من طراز “أي آر1” فقط، لكنها في الوقت ذاته تكثف كمية المواد المستخدمة بالأجهزة.
وأشار كمالوندي إلى أن بلاده تستطيع امتلاك أكثر من 300 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب، في غضون عدة أسابيع، مضيفاً أن هذا القرار يحظى بأهمية لما له من تأثير إيجابي في دفع الأوروبيين للسعي بشكل جدِّي من أجل التوصل لحل عملي يضمن تنفيذ التزاماتهم المدرجة في الاتفاق النووي.
كمالوندي هدد في ذات المقابلة باحتمال الانسحاب التدريجي من قيود الاتفاق النووي وتنفيذ خطوات أخرى، مشدّداً على أن التقدم أكثر نحو عملية الانسحاب، سيصعّب على الجميع إعادة الأمور إلى ما كانت عليه.

من جانبه، تساءل الكاتب محمد صفري في صحيفة “سياست روز” عن وجود ضمانات ستحفظ أي اتفاق نووي جديد من الانهيار في حال تم التفاوض مع أميركا مجددا والتوصل معها لاتفاق آخر، قائلا إنه لا يوجد من يضمن الرئيس الأميركي القادم وعدم ضربه لأي اتفاق جديد مع إيران عرض الحائط، كما فعل الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وتوقع الكاتب ألا تتوقف واشنطن عن مطالبة طهران بتقديم تنازلات جديدة مع قدوم أي رئيس أميركي جديد، وأضاف أن الحل الوحيد لضمان بقاء الاتفاق هو السلام بين البلدين، والذي يصفه صفري بأنه حقن للسم في وريد الجمهورية الإسلامية.

في سياق متصل، سلّطت صحيفة “جام جم” الضوء على تفاعل الشارع الإيراني مع التصعيد الراهن بين أميركا وإيران، وقدوم حاملة الطائرات الأميركية “ابراهام لينكولن” للمنطقة، مظهرةً بعض النكات والطرائف الساخرة التي يتداولها الإيرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينها تساؤل البعض عن الطعام الذي يأكله “لينكولن” وكأنه رجل قادم لمحاربة إيران، وعن عدد الخدم المرافقين له وبرنامج الرفاهية المخصص لإبعاد الملل عنه، في إشارة لنيّة قضاء إجازة طويلة في المياه الخليجية، وبحسب الصحيفة فإن البعض يقولون إنهم قرروا قضاء إجازتهم الصيفية على شط العرب أمام حاملة الطائرات، على سبيل المزاح والسخرية من الخطوة الأميركية.

على صعيد آخر، استنتجت صحيفة “صداي اصلاحات” الإصلاحية، أن زيادة نسبة التضخم وارتفاع الأسعار يدلان على أن الحرب الاقتصادية على البلاد لا يديرها قائد، مشيرةً إلى أن هذا الواقع يُخالف تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي أبدى فيها استعداده لقيادة الحرب الاقتصادية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران، وذكرت أن مطلب روحاني الأخير المتعلق بمنحه المزيد من الصلاحيات لإدارة مشكلات البلاد يهدف لتبرير تقصيره، واصفة مطلبه بغير المنطقي.

محلياً، عرّجت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية على قرار الحكومة الإيرانية بالموافقة على فصل وزارة الصناعة والتجارة وتحويلها لوزارتين، من خلال عرضها لعدد من الآراء المختلفة التي قيّمت هذه الخطوة، فرأى نائب الوزير السابق محمد صادق مفتح، أن القرار يصب لصالح تنظيم السوق.
بينما خالف عضو غرفة تجارة طهران، أفشين كلاهي القرار وأكد أن الحل لتنظيم السوق يكمن في تحقق استقرار الاقتصاد، ووجود إدارة وإشراف جيدين لحل المعضلات الاقتصادية، وتوقع كلاهي أن يكون لتطبيق القرار تكلفة مالية هائلة ستقع على عاتق الحكومة في ظل الظروف الحالية.