الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 مايو 2019 11:19
للمشاركة:

إيران والغرب: هل بإمكان إيران وأميركا تجنّب الحرب؟

جاده إيران- رأفت حرب

طرح موقع مجلّة “نيوزويك” الأميركية سؤالاً عما إذا كان بإمكان الإيرانيين والأميركيين تجنّب الحرب بينهم إلى الأبد، وأضاف أنّه في حين تزداد التهديدات في هذه القضية، فإنّ هناك طريقاً ممكناً يقود إلى السلام.
وذكّر الموقع بأن الرئيس الأميركي قد تلقى انتقادات عديدة على اختياراته لفريقه، من بداية فترته الرئاسية، بما في ذلك تعيينه جون بولتون مستشاراً للأمن القومي، ووصفته بأنه صقر حرب، دفع الإدارات الأميركية السابقة نحو أنواع من التدخل جادل ترامب نفسه ضدها خلال حملته الانتخابية عام 2016.
موقع “نيوزويك” أشار إلى أنه في الوقت الذي وصلت فيه حاملة طائرات أميركية إلى مياه الخليج، حذّر عدد من الجهات القوية، حسب تعبيرها، من أنها سترد على أي أعمال عدائية أميركية، بالإضافة إلى أن مستوى التوتر ارتفع في العراق.
ومع ازدياد تهديد الدولتين لبعضيهما بالرد على الخطوات التالية التي يمكن أن يتخذها الطرف الآخر، استمرّ الطرفان الأميركي والإيراني بالقول إنهما لا يريدان الدخول في صراع فعلي، في حين لا تزال هناك بعض المؤشرات، بحسب الموقع، تدل على الاتجاه نحو المحادثات، كاستقبال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زائراً يوم الاثنين يمكن أن يشير إلى الجهود الدبلوماسية كانت في الأفق (وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي).
ويلفت الموقع إلى أن سلطنة عمان بقيت محايدة إلى حدٍّ كبير في الصراعات والأزمات المتداخلة التي تكتنف الشرق الأوسط، حتى وصلت إلى حد استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العام الماضي، مضيفًا أن هذه العاصمة تصرّفت في كثيرٍ من الأحيان كقناة هادئة بين واشنطن وطهران.

إيران والغرب: هل بإمكان إيران وأميركا تجنّب الحرب؟ 1

الموقع نفسه أشار إلى تغريدة نشرها عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس مورفي، اعتبر فيها أنّ الجمهوريين يشوّهون الحقيقة عندما يحاولون الإيحاء بأن إيران تقوم بأنشطة عدائية في الخليج.
وأضاف السيناتور الأميركي في تغريدة أخرى قائلاً: “إنّ الحروب الغبية تبدأ عندما يعتقد كل طرف عن طريق الخطأ، بأنّ الإجراءات الدفاعية أو التي تأتي كردة فعل على التي يقوم بها الطرف الآخر، هي خطوات هجومية”.

إيران والغرب: هل بإمكان إيران وأميركا تجنّب الحرب؟ 2

ولفتت “نيوزويك” إلى أن هذه التغريدة جاءت في الوقت الذي أطلعت فيه إدارة ترامب المشرّعين على ما زعمت أنه دليل على أنّ إيران قامت بتهديد كبير، حيث تم استخدام هذه المزاعم لتبرير النشر المبكر للقوة البحرية الأخيرة، التي شملت حاملة الطائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن” في الخليج، وانسحاب موظفي السفارة الأميركية في العراق، وسط تحذيرات أخرى من تصاعد التوتر في العلاقات بين واشنطن وطهران.
وعن هذه الأدلة المزعومة، وبينما لم يتم رفع السرية عنها، أكدت مجلّة نيوزويك أنها تضمنت صوراً عبر الأقمار الصناعية يُزعم أنها تظهر صواريخ في البحر، وبحسب ما ورد أمام المشرعين الأميركيين فإنّ هذه الصواريخ كانت مخبّأة في سفن شراعية صغيرة.
أما عن التهديدات المتزايدة من قبل قوة مسلّحة في العراق، فقد اعتبر مسؤول أميركي في حديث له مع موقع المجلّة أنّ مثل هذا “الدفق في التهديد” الذي يتحدث عنه مجلس الأمن القومي، لا يتناسب مع ما راقبه البنتاغون.
وفي الإطار نفسه، أعرب مشرّعون آخرون عن شكوكهم في هذه القضية، وقال النائب الديمقراطي روبن غاليغور لصحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية السبت الماضي إنّه رأى “الكثير من التفسير الخاطئ والرغبة في الصراع قادمة من الإدارة ومن المخابرات” بحسب تعبيره.
وأضاف غاليغو إنه لا يظهر بالفعل أن هناك تهديدات وجودية، وإن ما يظهر ليس تهديدات للمصالح الأميركية، مشيراً إلى رغبة البعض في الذهاب إلى الحرب كبولتون، والسيناتور الجمهوري توم كوتون، الذي قال مؤخراً إنه يمكن هزيمة إيران في “ضربتين”.
كوتون كان قد تحدث سابقاً في مقابلة له مع شبكة “سي أن أن” الأميركية عن “مصادر متعددة وموثوقة تشير إلى تهديدات متزايدة في الشرق الأوسط والخليج مصدرها إيران”، وقد علّق غاليغو على هذا الأمر بالقول “إنه يبالغ في الموقف لحثنا على الحرب”.
الاثنين الماضي، رد غاليغو أيضاً على السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي قال بعد إفادة قدّمها بولتون إنّه “من الواضح أنّ إيران كانت وراء هجوم بطائرة من دون طيار” نفذته حركة أنصار الله اليمنية ضد السعودية، وأنها متورطة بهجوم ضد ناقلات النفط في خليج عمان و”خلق تيارات تهديد ضد المصالح الأميركية في العراق”. وقد علّق غاليغو على ذلك بقوله: “مرّة أخرى، حصلنا على المعلومات نفسها.. هذا هو التحيّز الكامل للمعلومات لاستخلاص النتيجة التي يريدها لنفسه وللإعلام”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: