بين الصفحات الإيرانية: لا حرب بين إيران وأميركا.. والنظام الرئاسي يلفظ أنفاسه الأخيرة
ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟
جاده إيران- محمود زراع
ملف التوتر الإقليمي إستمر في شغل الصفحات الإيرانية مع تصاعد حدة التصريحات والرسائل غير المباشرة. فتحت عنوان “عدم تكافؤ لعبة الشطرنج بين إيران و أميركا ” إعتبرت صحيفة “صداي اصلاحات”، أن الحرب الباردة بين إيران وأميركا دخلت مرحلة جديدة بعد استخدام الأخيرة جميع الأوراق في الضغط على إيران، لاسيما بعد التحركات العسكرية الأخيرة في المنطقة وتفجيرات الفجيرة. الصحيفة ذهبت إلى إتهام الإدارة الأميركية بالتورط بالتفجيرات، مشيرة إلى وجود مؤشرات تثبت ذلك. وأكدت صداي إصلاحات على أن الهدف من تلك التحركات هو خلق حالة قلق وفوضى عالمية، والضغط على إيران دوليا للتفاوض وتقديم تنازلات في المجالين النووي والعسكري.
في السياق ذاته، علقت صحيفة “وطن امروز” على احتمالية نشوب حرب بين إيران و أميركا و إرسال 120 ألف عسكري أميركي للمنطقة، بالقول إن تلك التحركات واهية، هدفها الضغط على إيران “لتفادي خروجها تدريجيا من الاتفاق النووي، وعودتها إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، وعودة الأوضاع إلى نقطة الصفر”، حسب ما جاء في التقرير.
من جهته استبعد رئيس تحرير صحيفة “همدلي” محمود أشرفي نشوب حرب في مياه الخليج. وكتب أشرفي في مقاله ان “أميركا تضع قناع الحرب ليس إلا و لا تريد خوض غمارها” وفق تعبيره. كما لفت إلى امتلاك أميركا الخبرة الكافية من تجاربها الفاشلة في تغيير الأنظمة، وطرح أمثلة كالحرب الباردة في كوريا و فيتنام و العراق و أفغانستان، و التي كانت كلفتها الاقتصادية باهظة، وهذا ما لا يتناسب مع مصالح ترامب الاقتصادية. اشرفي أشار إلى اتباع ترامب أسلوبا جديدا في تغيير الأنظمة مثل الضغط الاقتصادي بعيدا عن الأسلوب الكلاسيكي (الحرب)، معتبرا “الحرب على إيران مجازفة كبيرة في سقوط سوق الطاقة الدولي و تسبب أزمة اقتصادية عالمية، وهذا ما لا يحمد عقباه ترامب”.
وحول الدور الاوروبي في صيانة الاتفاق النووي، تساءل المحلل السياسي محمد ستاري في صحيفة “ابتكار” الإصلاحية عن الخطوات العملية التي قدمتها الدول الاوربية في سياق حفظ الاتفاق النووي من الانهيار، بعيدا عن استنكارها الخروج الأميركي من الاتفاق. ستاري أكد أن الطرف الأوربي لم ينفذ أي من تعهداته بل عمل على إضعاف الاتفاق من خلال طرح الآلية المالية “إينستكس” المؤجلة، إضافة إلى اقتراح تعويض إيران بالدواء والأغذية بدلا من النقود، من خلال عائدات النفط وهذا ما تمتنع عنه طهران. ستاري أكد على عدم التعويل على الطرف الأوروبي لتبعيته لأمريكا.
اقتصادياً، كشف رئيس تحرير صحيفة “آفتاب اقتصادى” حسين كريمي، سبب ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة بعيدا عن العقوبات الاقتصادية. وذكر كريمي جملة من الأسباب أهمها، وجود “السماسرة” ممن يستوردون البضائع من الصين حسب المواصفات المحلية ويقومون بتغيير اسم بلد المنشأ إلى إيران، إلى جانب التلاعب بأسعار تلك السلع دون رقيب. كريمي اتهم المسؤولين بالتقاعس عن واجباتهم بملاحقة السماسرة، وطالب بوضع قوانين صارمة تضبط أسعار البازار بصورة واقعية.
على الصعيد الداخلي، طالت موجة انتقادات واسعة حكومة الرئيس روحاني بعد إعلانه عن محدودية صلاحيات حكومته في مختلف المجالات. وفي محاولة إيجاد حل لتلك المعضلة، طرح وزير التعاون علي صوفي في صحيفة “آفتاب يزد” فكرة التخلي عن النظام الرئاسي و العودة إلى النظام البرلماني، بوصفه الحل الأمثل لإنهاء الأزمة. صوفي أوضح أنه ومن خلال النظام البرلماني الصلاحيات ستعود بيد الشعب عن طريق أعضاء البرلمان، وسيتم انتخاب رئيس وزراء فيما بعد و رصد إنجازاته و محاسبته في حال التقاعس عن تحقيق المطالب الشعبية.