بين الصفحات الإيرانية: إسرائيل وداعش ومجاهدي خلق في مرمى الاتهام الإيراني بحادثة الفجيرة
ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟
جاده إيران- محمد علي
سيطرت حادثة الفجيرة على أقلام المحللين الإيرانيين الذين ذهبوا في قراءتهم لما حدث إلى اتجاهات متباينة، معظمها حمّل أطرافا معادية لإيران مسؤولية الهجوم لتقديمها كتهديد للأمن في المنطقة والعالم.
في هذا الإطار اعتبر المحلل الإيراني في الشؤون الدولية مهدي مطهّر نيا أن العمليات التخريبية التي طالت 4 سفن تجارية في الإمارات تمثل حرباً نفسية ضد إيران، مذكراً في مقال له على صفحات “ستاره صبح” أن أميركا دخلت منذ 20 عاماً في حرب غير متوازنة نفسياً واقتصادياً مع طهران التي لا يمكن أن تتحول إلى تهديد مواز لأميركا، مضيفاً أن واشنطن وتل أبيب تعملان على تقديم إيران كتهديد باصطناعهما هذه الأجواء، للاستفادة منها لتحقيق مصالحهم المتعدّدة.
ولفت مطهر نيا إلى أن عقيدة أميركا تقوم على تقييد التعاون الدولي مع إيران وحصارها إقليمياً، مضيفاً أن واشنطن بقيت في الشرق الأوسط مستغلة سلوكيات طهران المعادية لها، وهذا ما تستغله أيضاً من أجل تشكيل النظام العالمي المقبل.
أمّا الصحافي الإيراني جعفر غلابي فعدّد على صحيفة “آرمان امروز” الجهات التي يعتقد بأنها مسؤولة عن أحداث الفجيرة، متهماً في هذا السياق إسرائيل التي حمّلها مسؤولية بذل الجهود لزيادة التوترات بين إيران وأميركا، إلى جانب كونّها تكن العداء للنظام الإيراني، وتساءل غلابي هل إسرائيل عاجزة لدرجة لا تسمع لها بافتعال هذه الحادثة في الخليج؟.
جعفر غلابي وجه اتهامه أيضاً إلى تنظيم داعش الذي توقع بأن يكون له دوافع عدّيدة للمغامرة في المنطقة، كما أنّه أبدى شكوكه في أن لمجاهدي خلق علاقة بهذه الاحداث، خصوصاً وأن هذه الجماعة برأيه تعدّ اللحظات بهدف خلق اشتباك جديد لطهران.
وبخلاف التصريحات الرسمية المستبعدة للحرب، أكد غلابي على أن خطر الحرب أكثر جدّية من ذي قبل، مبيّناً أن الكثير من الحروب تشتعل بالحد الأدنى من الشرر، مشيراً إلى أن الارتفاع في مستويات التوتر بين واشنطن وطهران بعد خروج أميركا من الاتفاق النووي وفرض عقوبات موسعة ضد الشعب الإيراني، قد يقود إلى سوء استغلال أي حادثة صغيرة ما قد يؤدي إلى مواجهة بين الطرفين. الصحافي الإيراني لم يفته التذّكير عبر مقالته بأن حادثة الفجيرة يجب أن تكون درساً لجميع أطراف التوتر في المنطقة وخاصة البيت الأبيض، داعياً إياهم للاستفادة من كل السبل الممكنة لتقليل التوترات، وعدم اللعب بالنار.
وفي الشأن ذاته، استبعد الخبير في الشؤون الدولية علي بيكدلي، الحرب بين إيران وأمريكا، ورأى في مقالة له بصحيفة “روزان” أن احتمالية الحرب بينهما ضعيفة للغاية، لافتاً إلى أنَّ رئيس أميركا يكّن خصومة لإيران لا تقارن بكوريا الشمالية، بسبب مجاورة إيران لإسرائيل والدول العربية “العميلة” لأميركا، ما يجعل الأوضاع الجيوبوليتكية مختلفة.
بيكدلي رأى أيضًا أن صناعة العدو تكتيك لإيران وأميركا، يستغله كلاهما. فأميركا تتقرب من العرب عبر عداء إيران، وتأخذ الأموال منهم، ولا ترى قضية فسلطين في هذه الآونة وفي ظل هذه الأحداث.
وعلى الصعيد المحلي، نصح السياسي الإصلاحي صادق زيبا كلام، رئيس الجمهورية حسن روحاني، بالسعي لزيادة سلطاته في إطار الدستور بدلًا من أنَّ يتذمر من حدود سلطاته ومستوى مطالب الشعب منه بعد مرور عدّة سنوات على ترأسه لإيران.
زيبا كلام انتقد في مقاله بصحيفة “آفتاب يزد”، تصريحات روحاني التي تحدثَّ خلالها مؤخرًا عن حدود سلطاته وعدم تناغم مستوى المطالب مع سلطاته، ورأى أن الرئيس كان يتوجّب عليه سابقًا التوضيح للشعب حدود سلطاته وعدم تناغمها مع مطالب المجتمع، لا أن يأتي اليوم ويقول إن سلطاته قليلة.
اقتصاديًا رأى الأستاذ الجامعي جواد صالحي اصفهاني، من مقالته على صحيفة “تجارت” أنّه من الأفضل استخدام كلمة “الركود العميق” بدلًا من “السقوط الاقتصادي” لوصف أفق الاقتصاد في إيران خلال العامين المقبلين، مطالبًا المسؤولين بالسعي للتخطيط لخفض اعتماد الاقتصاد على النفط، وتوزيع عبء الإصلاحات الهيكلية على مختلف فئات المجتمع بشكل عادل، وهذا لأجل التغلب على العقوبات الأميركية التي تصاعدت وتيرتها ضد إيران خلال الأسابيع الماضية.
صالحي أصفهاني خالف الاتجاه العام في تقييم وضع الاقتصاد الإيراني واصفا ما يطرح بشأن سقوط الاقتصاد بالتوقعات المبالغ فيها، مضيفا أنَّه يتعين القول أيضًا انطلاقًا من التقارير الدولية الأخيرة أن وقع العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني ليس شديدًا بنسبة كبيرة.