إيران والغرب: النفوذ الديني الإيراني يتمدد في العراق؟
جاده إيران- رأفت حرب
تحدّثت صحيفة “الواشنطن بوست” عن حملة بدأها “زعماء دينيون إيرانيون” في مدينة النجف العراقية، بهدف توسيع نفوذ بلادهم في العراق، والسيطرة على أكبر مركز ديني هناك، وأشارت إلى “تمويل إيراني لدعم مدارس وجمعيات خيرية، وبناء مساجد حديثة في محاولة لتقويض علماء الدين المحليين”.
ونقلت الصحيفة عمّن وصفتهم بنشطاء سياسيين عراقيين، أنّ علماء دين مرتبطين بإيران يروّجون لنوع معيّن من الفكر الديني، ويناورون لتثبيت أحدهم كمرجع في العراق. الصحيفة لفتت إلى بقاء ملصقات الشيخ محمود هاشمي شاهرودي، السياسي الإيراني البارز المدعوم من طهران لهذا المنصب قبل وفاته، على حد قول الصحيفة، ملصقةً على جدران في النجف.
المحلل السياسي غالب الشهبندر قال لـ”الواشنطن بوست” إن “إيران تريد اختطاف النجف وجعلها مدينة خاصة بها. إنها تريد مرجعها الخاص في العراق والسيطرة على تحرّكاته”.
ورأت الصحيفة أن مبادرة إيران في هذا الإطار تأتي من أجل توسيع نفوذها الديني، وتكمل جهودها المتزايدة لإظهار القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية في العراق، حيث تتنافس واشنطن وطهران على النفوذ، لافتة إلى أنّ إيران أصبحت قوية بشكل خاص بعد أن اتخذت القوى المسلّحة المدعومة منها دوراً قيادياً في هزيمة تنظيم “داعش”.
وذكرت الصحيفة أن حلفاء إيران لهم دور مؤثر اليوم في البرلمان العراقي، كما أنّ المسؤولين الإيرانيين يتوسطون بشكل دائم في حل النزاعات بين الفصائل السياسية والعسكرية العراقية، فضلًا عن اعتماد العديد من وسائل الإعلام المحلية على الهبات الإيرانية، بحسب الصحيفة، مضيفةً أن الواردات الإيرانية المتنوّعة، مثلا مستحضرات التجميل والبيض والصلب، تغمر الأسواق المحلية العراقية، كما أن إمدادات الطاقة الإيرانية تساعد في إبقاء الكهرباء في المدن العراقية.
بولتون: تحرّكنا في الشرق الأوسط رسالة واضحة لإيران
من جهتها علّقت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية على إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الأحد نشر الجيش الأميركي مجموعة “يو أس أس أبراهام لنكولن”، وفريق مهمات في منطقة عمل القيادة المركزية الأميركية في السرق الأوسط CENTCOM لإرسال “رسالة واضحة لا لبس فيها” إلى إيران.
وأضاف بولتون أنّ هذا الإطار (الذي أكدته وزارة الدفاع الأميركية) يأتي رداً على عدد من المؤشرات والتحذيرات المقلقة والمتصاعة، وبهدف القول للنظام الإيراني “إن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائنا سيقابل بقوة لا تلين”.
بولتون نفى أن تكون بلاده تسعى إلى حرب مع إيران، لكنّه أكد “الاستعداد التام للرد على أي هجوم”.
وذكرت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصرّ على أنها لا تسعى للإطاحة بنظام إيران الإسلامي، بل تسعى فقط إلى دفع الحكومة الإيرانية للتوقف عن دعم قوى مسلّحة وإلى تغيير سلوكها، إلا أن بعض منتقدي الإدارة، بحسب الصحيفة، يخشون من أنّ تصرّفاتها وخطابها يمكن أن تستفز الإيرانيين بطريقة تؤدي إلى مواجهة عسكرية.
وفي هذا الإطار، قال مارك دوبوفيتز من مؤسسات الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة أبحاث متشددة قريبة من ترامب، كما تصفها “بوليتيكو”: “هذا قلق حقيقي لدى الإدارة وبين الحلفاء، بما في ذلك إسرائيل، من أنّ النظام في إيران يستعد لضرب المصالح الأميركية أو حلفاء الولايات المتحدة”.
وأضاف دوبوفيتز أن الإدارة الأميركية تلقت “ارتفاعاً كبيراً في التحذيرات بشأن الاستعدادات التي يقوم بها النظام الإيراني لشن هجمات على الأصول وحلفاء الأميركيين”، معقباً “لقد سمعت بهذا منذ أيام”.
وتابع دوبوفيتز مشيراً إلى أن الضربات الصاروخية ضد إسرائيل من كل جهات مدعومة من إيران في غزة، هي جزء من هذه المخاوف الأميركية المتزايدة، مؤكداً أن الإدارة تشعر بالقلق من أن أحداث غزة التي تهدف إلى صرف انتباه الإسرائيليين عما تخطط له إيران.
تصريحات بولتون كان لها حضورها على وسائل التواصل. الناشط الإيراني تريتا بارسي ربط بين التهديدات الأميركية وتصريحات أدلى بها قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني أكد فيها أن أميركا لن تهاجم إيران.
إيلي كليفتون ذكّر في تغريدة له أن بولتون، الرجل الذي قد يجر أميركا إلى حرب مع إيران، كما وصفه، تلقى 165 ألف دولار من مجموعة لها صلات بالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى 40 ألف دولار من منظمة مجاهدي خلف الإيرانية المعرضة، وذلك قبل انضمامه إلى إدارة ترامب، بحسب قوله.
أما جويس كرم، وهي مراسلة صحفية في واشنطن، فقد أشارت إلى أن تصريحات بولتون تضم خمس نقاط هامة:
1- صادرة عن بولتون فقط وليس عن البنتاغون ولا عن وزير الخارجية مايك بومبيو.
2- فيها تحذير مباشر لإيران وحلفائها
3- يذكر الحرس الثوري مباشرة
4- معني أيضاً بحلفاء الولايات المتحدة
5- العراق ومضيق هرمز هما أكثر المناطق عرضة للخطر في هذه الفترة