بين الصفحات الإيرانية: مقترح ظريف لتبادل السجناء… خطوة ضعيفة أم مقدمة لمفاوضات ببن طهران ووشنطن؟
ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟
جاده إيران- محمد علي
في الوقت الذي حثّت فيه صحيفة “كيهان” المحافظة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على عدم إرسال رسائل ضعف للعدو –في إشارة إلى مقترحه الأخير بتبادل السجناء بين إيران وأميركا-، اتهمته باقتراح التفاوض من موقف ضعف وانفعال، وتوقّعت بأنّ “ذلك سيجعل العدو أكثر وقاحة”.
لكن في المقابل وصف الدبلوماسي السابق نصرت الله تاجيك، مقترح ظريف لتبادل السجناء بالخطوة الذكية في الوقت المناسب، وأضاف خلال مقاله بصحيفة “آرمان امروز” الإصلاحية، أن ظريف يهدف أيضًا إلى خلق تلاحم داخلي ورضا بالمواطنة بين الإيرانيين المقيمين في الخارج، فضلًا عمّا سيخلقه من اهتمام بسياسات إيران الإنسانية.
كما وصف تاجيك المقترح بالخطوة الأولية من قبل إيران في سبيل تجسير هوّة العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أن عدم رد واشنطن بشكل مناسب على مقترح ظريف، وإعلانها عدم الترحيب بخطوته الإيجابية، يكشف أنَّ البلدين لا يزال أمامهما الكثير من العمل. تاجيك رأى أن سياسات ظريف تستطيع فصل واشنطن عن منافسي إيران في المنطقة، ويمكنها التوجه مباشرة لترامب.
للخبير في شؤون الشرق الأوسط علي بيكدلي رأي آخر. ففي مقال نشرته الصحيفة نفسها، انتقد بيكدلي “إغلاق طهران للسبل الدبلوماسية للتواصل مع واشنطن”، ونصح “برؤية أميركا كما هي بالفعل، وألا تتفاوض واشنطن باشتراطات مسبقة”.
بيكدلي رأى أن هناك طرق أخرى للوصول إلى مفاوضات بين واشنطن وطهران غير آلية تبادل السجناء، وأكّد امتلاك بلاده امتيازات وأدوات جيدة في منطقة الشرق الأوسط، يمكن استخدامها للتفاوض مع أميركا.
من جانبه يعتقد الدبلوماسي السابق قاسم محب علي، أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على عكس مستشاره للأمن القومي جون بولتون، ووزير خارجيته مايك بومبيو، لا يسعى للحرب، وإنما للمفاوضات، ورأى محب علي في مقاله بصحيفة “ستاره صبح” أن ظريف باستبعاده وجود نوايا حرب لدى ترامب، إنّما يسعى لخلق فجوة في الحكومة الأميركية من أجل تهيئة المجال للمفاوضات.
أما محلل الشؤون الدولية فريدون مجلسي، فقد أكد على أنَّ تهديدات إيران بالخروج من الاتفاق النووي غير مؤثرة، لأنه في حالة خروجها من هذه الاتفاقية، ستُنفذ مجددًا القرارات الستّة لمجلس الأمن التي أُقرّت، وفرضت على إيران خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وركّعت إيران وفق تعبيره، وأنها ستضع طهران في مهب أخطار أكثر جدّية.
مجلسي أشاد في مقاله بصحيفة “روزان” بالاتفاق النووي الذي لولاه لتغيّر الوضع السياسي والاجتماعي لنظام إيران، وذكر أنًّ طهران وافقت على هذا الاتفاق واستفادت من الكثير من الدولارات، لكن قوى داخل إيران أفشلته.
