بين الصفحات الإيرانية: ظريف في جولته الإقليمية… استمرار الدور الإيراني حيث تنزعج واشنطن

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده إيران- محمود زراع

رأى المحلل السياسي جعفر قناد باشي أن جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، التي بدأها من دمشق يوم أمس، وستقوده اليوم إلى أنقرة، تدلّ على أن طهران غير مكترثة لتصنيف واشنطن الحرس الثوري منظمة إرهابية. وفي مقاله بصحيفة “آرمان امروز” أكدّ قناد باشي أن زيارة ظريف لهاتين العاصمتين تؤكد “استمرار دور الحرس الثوري في محاربة الإرهاب وإحلال السلام في سوريا”. قناد باشي شدّد على أنّ التشاور من أجل التوصل لتفاهمات جديدة هو محور لقاء ظريف بالرئيس السوري بشار الأسد، كما أن تلك المشاورات ستكون هدفاً للقاءات الوزير في أنقرة، خصوصاً مع اقتراب موعد جلسة الحوار الروسي الإيراني التركي في آستانة، وهذا ما يؤشر بحسب قناد باشي على الدور الريادي لإيران في المنطقة.

حريق كنيسة نوتردام لم يغب عن الصحف الإيرانية. صحيفة “كيهان” لفتت إلى أن الحادثة في باريس مرّت دون أي تسييس من قبل المسؤولين الفرنسيين، على عكس ما حصل بحادثة احتراق مبنى “بلاسكو” في طهران قبل ثلاثة أعوام، حيث اجرى اتهام مسؤولي الحكومة بالتقصير تجاه الحادث، و على وجه الخصوص، رجال الإطفاء الذين طالتهم الاتهامات بشكل خاص، خلال وجودهم في الميدان. الصحيفة أشارت كذلك الى تسييس موجة السيول الأخيرة التي اجتاحت البلاد، متساءلةً عن أسباب عدم التعامل مع الحوادث الطبيعية على أنها طبيعية، ودعت إلى “عدم استخدام الأزمات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية على حساب معاناة الشعب الإيراني”.

وفي الموضوع نفسه، وصف وزير التعاون الإيراني علي صوفي الاتهامات التي وجهت للرئيس روحاني بالتقصير في مواجهة السيول الأخيرة، و مطالبته بالتنحي عن منصبه، بأنها واهية، وبأنها تهدف إلى الانتقام من الرجل بسبب فوزه في الانتخابات الأخيرة، وحصد بعض الثمار السياسية على حساب هذه الازمة وغيرها من الأزمات. صوفي أكد في مقال نشرته “آفتاب يزد” أن “الانتقاد هو حق مشروع للجميع لكن في الظروف الحساسة يجب علينا أن ندعم الحكومة لتفادي المخاطر التي تواجهها وعدم الوقوف في وجهها ، بل يجب علينا أن نصب اهتمامنا باقتراح الحلول وإنقاذ وتعويض المتضررين بدلا من توجيه التهم”.

من جانبها وصفت صحيفة “جوان” الأصولية، خطوة إغلاق الصفحات الشخصية لعدد من المسؤولين الإيرانيين على موقع “إنستغرام”، وعلى رأسهم قائد الحرس الثوري و نائبه و قائد فيلق القدس، بالعمل “الصبياني”. ورأت الصحيفة أن تطبيق “انستغرام” يلتحق بالإدارة الأميركية، من خلال “انتهاجه سياسة كم الأفواه و الحد من حرية التعبير التي اتخذتها واشنطن مجرد شعار فقط”. واتهّمت الصحيفة إدارة موقع “إنستغرام” بالتبعية لإسرائيل أيضًا، علماً أنها لا تعرف ما إذا كانت هذه الصفحات المقفلة، تدار من قبل الأشخاص أنفسهم، أم من قبل محبيهم وأصدقائهم. وأكدت “جوان” أن مثل هذه التصرفات “لا تؤثر على شعبية الشخصيات المستهدفة، بل تزيد من دفاع و محبة الشعب لهم، مثلما حصل بعد إدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب من تضامن و تقارب أبداه الشعب الإيراني”.

اقتصاديًا، تناولت افتتاحية صحيفة “جهان صنعت” مشروع قرار حذف أربعة أصفار من العملة المحلية الايرانية “الريال”، واستبدالها رسميا بعملة “التومان”. الصحيفة شكّكت بإمكانية قطف الرئيس حسن روحاني ثمار هذه الاستراتيجية الاقتصادية، حيث اعتبرتها أهم التحديات التي يواجهها، باعتبار القوة الشرائية للعملة المحلية، مؤشرا على سيطرة الحكومة على الوضع الاقتصادي و السياسي في ظل العقوبات المفروضة البلاد. وأكدّت الصحيفة وجود عوامل عدّة تعيق تطبيق المشروع، مثل الركود الاقتصادي، والنمو الهائل في حجم السيولة الذي قد تحدثه، و الفراغ الاقتصادي الذي يسببه التجار و المستثمرين. و أشارت الصحيفة الى نتائج المشروع السلبية، بدءًا من عدم التأثير بشكل إيجابي على التضخم الاقتصادي، وعلى القوة الشرائية للعملة المحلية أمام الدولار، فضلا عن القدرة الشرائية للودائع المصرفية في البنوك، بالنسبة للتجار و الاقتصاديين. الصحيفة أوصت بعدم الاكتفاء بحذف الأصفار الأربعة، لأنها خطوة غير كافية بمفردها لإنعاش الاقتصاد، بل ينبغي إعادة النظر في هيكلية وسياسة المؤسسات على نحو شامل.