الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 أبريل 2019 07:13
للمشاركة:

بين الصفحات الإيرانية: قرار واشنطن حول الحرس… مقدمة حرب أم تكتيك تفاوض قاسٍ؟

كيف قرأت الصحف الإيرانية ردود الفعل الرسمية على قرار أميركا اعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية؟

جاده إيران- محمود زراع

استحضرت صحيفة “كيهان” الأصولية، مَشهد احتجاز قوات الحَرس الثوري الإيراني ، مجموعة من جنود البحرية الأميركية في البحر ثم داخل الأراضي الإيرانية في كانون الثاني/ يناير عام 2016. ووجهت الصحيفة رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر مقالٍ افتتاحيٍّ عنوانه: “سيد ترامب؛ أمعن النظر مرة أخرى في الصورة، ستغدو مياه الخليج “مقبرة” لجنودكم على أيدي قوات الحرس الثوري”. وعلَّقت الصحيفة على تصريحات ترامب، بوصفه للحادث “بالرهيب” بقولها : “لم يعلم ترامب بعد بأنه يلعب بالنار من تلقاء نفسه، بعد إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية، في الماضي عاد الجنود الأمريكيين إلى بلادهم، لكن من الآن و صاعداً، تغيرت جميع الموازين ولن يغادر أي منهم، وستصبح مياه الخليج مقبرة لهم، إن توفرت الشروط نفسها”. ورأت الصحيفة ان قرار ترامب الأخير، عَزَّزَ موقف الحرس الثوري بالدفاع عن نفسه بأسهل الطرق المتاحة، و من خلال الأهداف المرئية وغير المرئية، حيث ستكون مؤلمة و مكلفة جِدَّاً للأميركيين . ووصفت كيهان قرار ترامب الأخير “بالأحمق” من الدرجة الأولى، حيث وَحدَّ صف الشعب الإيراني بكامل أطيافه، و في ختام المقال أصرت الصحيفة على ضرورة تحويل استنكار الشعب و الحكومة الإيرانية لقرار ترامب، إلى خطوات عملية واستراتيجية، و عدم الإكتفاء بالتنديد و الشعارات.

بين الصفحات الإيرانية: قرار واشنطن حول الحرس... مقدمة حرب أم تكتيك تفاوض قاسٍ؟ 1


وفي السياق نفسه رأى المحلل السياسي صادق زيبا كلام، أن قرار ترامب أدى إلى إلتفاف الشعب الإيراني حول الحرس الثوري من جديد، مبيّناً أن هذا الإلتفاف ظهر من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وارتداء نواب مجلس الشورى الإيراني الزي العسكري تضامنًا مع الحرس الثوري، و أيضاً عبر تأكيد رموز التيار الإصلاحي انتماءهم إلى الحرس على الملأ. واستنتح زيبا كلام خلال مقال في صحيفة “آرمان امروز” أن هدف ترامب من القرارات الأخيرة هو إضعاف الديمقراطية وحرية الانتخاب في إيران، كما اتهم ترامب بأنه يعادي مفاهيم الحرية و التعبير عن الرأي، مشدّداً على أن ” غض الطرف الأميركي عن الأعمال الإجرامية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وما تقدم عليه السعودية بتدمير اليمن و تجويع شعبها، هي دلائل على غياب حرية الرأي وانعدام المعايير عند الإدارة الأميركية”. وختم زيبا كلام قائلاً إن أميركا لم تضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، بل وضعت الشعب الإيراني على قائمة الوحدة و التكاتف و التعاضد فيما بينهم.

بين الصفحات الإيرانية: قرار واشنطن حول الحرس... مقدمة حرب أم تكتيك تفاوض قاسٍ؟ 2

من جانبه، استبعد الكاتب الإيراني سيد كريمي في مقاله بصحيفة “آفتاب يزد” اندلاع حرب بين إيران و أميركا في المنطقة، بعد إعلان ترامب الأخير، مدللاً على ذلك، بتأكيد ترامب المتكرر عدم رغبته في دخول حرب جديدة في المنطقة، ومخالفته لفكرة الحرب على العراق و أفغانستان، وانتقاده قرارات الحروب التي اتخذها بعض الرؤساء السابقين، وصرفهم 7 ترليون دولار في الشرق الأوسط من عام 2001 و حتى عام 2017. وأضاف سيد كريمي بأن ترامب يرغب في إنعاش الاقتصاد الأميركي و الحرب تفعل عكس ذلك، كما اعتبر أن الوضع الداخلي الإيراني ووحدة الشعب الإيراني دليل آخر على استبعاد الحرب، مبيّناً أن إيران أثبتت خلال الحروب السابقة التي فُرضت عليها امتلاكها للقدرات الدفاعية و الهجومية. وإلى جانب ذلك كله، رأى سيد كريمي في قرب الأهداف الأميركية من مرمى القوات الإيرانية في المنطقة، مؤشراً آخر سيسهم في إبعاد شبح الحرب.

بين الصفحات الإيرانية: قرار واشنطن حول الحرس... مقدمة حرب أم تكتيك تفاوض قاسٍ؟ 3

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: