الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 مايو 2023 13:56
للمشاركة:

بلجيكا تطلق سراح أسد الله أسدي.. من هو الدبلوماسي المتهم بمحاولة تفجير اجتماع للمعارضة الإيرانية؟

أعلنت الخارجية العمانية التوصل لاتفاق بتبادل الأسرى بين إيران وبلجيكا برعاية السلطان هيثم بن طارق، مضيفةً في بيانٍ لها أنه تم نقل المُفرج عنهم من طهران وبروكسل إلى مسقط الجمعة 26 أيار/ مايو الحالي تمهيدًا لعودتهم إلى بلادهم.

بدوره، أكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو أنّ إيران أطلقت سراح مواطن بلجيكي، مشيرًا إلى أنه في طريقه إلى البلاد. كما أعلن وزير الخارجية الإيراني أن الدبلوماسي الإيراني أسدالله أسدي، في طريقه لطهران، شاكرًا سلطان عمان على الدور الذي قامت به في هذا المجال.

وكانت السلطات البلجيكية، قد اتهمت الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، بمحاولة تفجير الاجتماع السنوي ل”المجلس الوطني للمقاومة الإيراني” الذي أُقيم عام 2018 في إحدى مناطق ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وهو التنظيم الذي تشكِّلُ جماعة “مجاهدي خلق” عنصرًا أساسيًا فيه.


وحوكم أسدي بتهمة تسليمه عبوة لمنفّذي الهجوم الذي لم ينجح على الاجتماع في فرنسا، بالإضافة إلى أمير سعدوني وزوجته نسيمة نومني، اللذين قيل إنهما اعتراف باستلامهما العبوة من أسدي في مدينة لوكسمبروغ.

الجدير ذكره، أن اسدي البالغ من العمر 49 عامًا عمل دبلوماسيا في العراق من 2003 إلى 2008 قبل أن يتم تعيينه سكرتيرًا ثالثًا للسفارة الإيرانية في فيينا في عام 2014. وفي تقرير لوكالة أسوشيتد برس في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، نُقل عن مسؤولين أمنيين قولهم أن “أحد مهام الجهاز الأساسية والتي كان يؤديها أسدي، هي المراقبة المكثفة ومكافحة الجماعات المعارضة داخل وخارج إيران”.

وخلال فترة اعتقاله، نقلت وكالة “رويترز” عن محضر للشرطة البلجيكية، أن أسدي حذّر السلطات البلجيكية من أن قضيته تتم مراقبتها عن كثب من قبل مجموعات لم يتم الكشف عنها، في إيران ودول مجاورة، وأكد، حسب المحضر، أن “الجماعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وكذلك إيران ستراقب ما يحصل”.

محامي أسد الله، ديميتري دي بيكو، نفى للوكالة نفسها أن يكون موكله قد وجه تهديدات، مشيراً إلى أن “هذا قطعا ليس تهديدا بالانتقام، وإذا تم فهمنا بهذه الطريقة فهذا سوء تفسير”.

الردّ الرسمي على هذه الاتهامات جاء في حينها على لسان المتحدّث باسم الخارجية، الذي رأى في تصريح له في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، أن “الجمهورية الإسلامية في إيران تعدّ اعتقال الدبلوماسي الإيراني في أوروبا، إجراءً غير قانوني، وانتهاكاً سافراً للأسس والمعايير الدولية وقرارات مؤتمر فيينا عام 1961″، وبناءً على ذلك قدّمت إيران، في وقت سابق، احتجاجاً رسمياً شديد اللهجة إلى مسؤولي الدول الاوروبية المعنية.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية آنذاك، وصف ما نشرته وكالة “رويترز” بأنه “لا يعدو عن كونه زوبعة إعلامية واهية”، معتبراً أن “إثارة هذه الأجواء الإعلامية العارية عن الصحة، تأتي في سياق أجندات أخرى”.

في السياق نفسه، وصفت السفارة الإيرانية لدى بلجيكا، التقارير عن التهديدات الموجهة ضد مسؤولين بلجيكيين من قبل أسدي، بأنها “بعيدة عن الحقيقة”، وتهدف إلى “تقویض العلاقات الإيرانية الأوروبية”.


من جهة أخرى حكمت طهران سابقًا على أحمد رضا جلالي، وهو مواطن بلجيكي من أصل إيراني، بتهم تتعلّق بالتجسس، وكانت أنباء قد تحدثت عن نيتها، تنفيذ حكم الإعدام بالرجل في 21 أيار/ مايو الحالي.

وكانت منظمة العفو الدولية قد صرّحت بهذا الشأن بالتالي: “تشير أدلة متزايدة إلى أن السلطات الإيرانية تحتجز جلالي رهينة وتهدد بإعدامه لإجبار أطراف أخرى على مبادلته بمسؤولين إيرانيين سابقين أدينوا أو تجري محاكمتهم في الخارج والامتناع عن أي ملاحقات قضائية مستقبلية لمسؤولين إيرانيين”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: