الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 مايو 2023 23:01
للمشاركة:

رسالة من “طالبان” لخامنئي عبر “جاده إيران”: نحن وأنتم إخوان لكن لا نقبل لغة التهديد

من التاريخ والجغرافيا إلى طبيعة الحكم ومشروعه، بدأت الجمهورية الإسلامية في إيران عام 2021 خطوات التقارب مع الإمارة الإسلامية في أفغانستان بقيادة حركة "طالبان".

عدوّهما واحد، وهو الولايات المتحدة الأميركية التي أطاحت بحكومة “طالبان” الأولى (1996 – 2001). ووفق تقارير غربية، زوّدت إيران “طالبان” بالأسلحة خلال قتالها لإخراج الأميركيين من أفغانستان، وهو الهدف الذي تحقق بعد مفاوضات الدوحة قبل سنتين.

وعندما دخل مقاتلو الحركة، إلى العاصمة كابل في آب/ أغسطس 2021، مما شكّل حدثاً أذهل العالم وأثار مخاوف بلدان ومنظمات دولية كثيرة، سارعت إيران للتعامل مع الأمر الواقع هناك، حيث تبادلت البعثات الدبلوماسية مع الحكام الحاليين لأفغانستان.

كما عقد الطرفان جملة اتفاقيات وتفاهمات اقتصادية وتجارية وأمنية، وتلك التي تتعلّق بوجود آلاف اللاجئين الأفغان في إيران ومكافحة تهريب المخدرات والبشر على الحدود.

لكنهما أيضاً يختلفان في قضايا كثيرة، بعضها يثير العنف بينهما، وبالتالي يبقى التوجس دائمًا.
من الجانب الإيراني، هناك حادثة اقتحام القنصلية الإيرانية في مزار شريف عام 1999 وقتل دبلوماسيين عدة، إضافة إلى “سوء” معاملة الهزارة الشيعة في تلك الحقبة.

يقابل ذلك شكوى “طالبان” من “التمييز” بحق الأفغان المقيمين في الأراضي الإيرانية، و”حرمانهم” من التعليم والرعاية الصحية، وتقييد تحرّكاتهم واستغلالهم في العمل القسري.

والآن أضيفت قضية مياه نهر هلمند، وهو أطول أنهار أفغانستان الذي ينبع من سلسلة جبال هندوكوش الغربية قرب كابل، ويتدفّق قاطعاً الصحراء على طول 1150 كلم، ليصبّ في بحيرة هامون داخل الأراضي الإيرانية.

تقول إيران إن “طالبان” تحجز حصتها من المياه وإنها تلتزم بالاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 1973، بينما نفت الحركة هذا الاتهام وسخر أحد أعضائها الكبار من التصريحات الرسمية الإيرانية، فأمسى التوتر يخيّم على العلاقات بين الجانبين، لاسيما بعد التهديد الذي أطلقه الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي بخصوص تلك القضية خلال زيارته لمحافظة سيستان وبلوشتان الحدودية.

وفي حوار أجرته معه “جاده إيران”، كرّر المتحدث باسم المكتب السياسي لـ”طالبان” سهيل شاهين نفي عدم التزام حركته بالاتفاقية المائية، مشيرًا إلى أنّ وفداً إيرانياً يزور كابل حالياً للتفاوض بشأن هذه المسألة.

كما انتقد ما وصفه بـ”الاستفزازت” الإيرانية، ودعا إلى مراجعة التاريخ العسكري لحركته وقتالها للقوات الأميركية، موجّهًا رسالة إلى الإيرانيين والقائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وفيما يلي، نصّ الحوار:

  • جاده إيران: ماذا تقول عن الخلاف بشأن مياه نهر هلمند؟

شاهين: هناك اتفاق بين البلدين وُقِّع في عهد ملك أفغانستان السابق ظاهر شاه. نحن ملتزمون بهذا الاتفاق وعلى الجانب الإيراني الالتزام به. هناك ندرة في المياه بسبب تغير المناخ، إنها حقيقة.
رغم ذلك، وخلال السنوات الماضية، كان الجانب الإيراني يحصل على المياه أكثر مما سُمح له بموجب الاتفاقية. إنها قضية فنية وليست سياسية، ويتعيّن على فريقين من الجانبين التأكد من ذلك وفق بنود الاتفاقية.

نحن أيضّا نعاني من أزمة مياه. إنّ كلام إيران عن عدم امتثالنا لحصة المياه (المقررة في الاتفاقية) أبعد ما يكون عن الصحة، فهو بيان سياسي للاستهلاك الداخلي أكثر من كونه انعكاسًا للواقع على الأرض.

  • جاده إيران: هل توجد الآن مفاوضات بينكما بشأن هذه القضية؟

سهيل شاهين: هناك وفد إيراني موجود الآن في كابول، يتحدّث مع السلطات.

  • جاده إيران: وهل تشمل المفاوضات قضايا غير المياه؟ أمن الحدود مثلاً؟

سهيل شاهين: ليس لدي تفاصيل ولكن يمكن للطرفين مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك أو المخاوف.

  • جاده إيران: صحف إيرانية قالت إن “طالبان” تسعى لجرّ إيران إلى حرب، ما ردكم؟

سهيل شاهين: إنهم يصدرون بيانات استفزازية، وليس نحن.

  • جاده إيران: هل تعتقد بأنّ هناك من يسعى لإثارة مشكلات بين البلدين؟

سهيل شاهين: ربما، ولكن أسأل الإيرانيين، لماذا يلجأون إلى مثل هذه التصريحات التي تؤدي إلى تفاقم الوضع بدلاً من حله؟

  • جاده إيران: هل تشعرون بأنّ مشروعكم في “الإمارة الإسلامية” يتعارض مع دول تتبنّى مشاريع إسلامية ويقلّص نفوذها؟ وبالتالي تقوم باستفزازكم كما تقول؟

سهيل شاهين: هذا سؤال يجب أن تطرحونه عليهم، لكننا نرى الجمهورية الإسلامية كدولة إسلامية شقيقة.

  • جاده إيران: هل لديك رسالة للإيرانيين؟ للقائد الأعلى علي خامنئي تحديدًا؟

سهيل شاهين: نحن جيران وإخوان مسلمون، لكننا لا نقبل لغة التهديد من إخواننا. فقط أنظروا إلى تاريخنا في ما يتعلّق بأعدائنا الآخرين، قوات الاحتلال الأميركية الأخيرة.

لدينا الكثير من المساحات المشتركة، من الأفضل التركيز على ذلك.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: