الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 مايو 2023 21:29
للمشاركة:

استقالة مهندس العلاقات العربية- الإيرانية.. من هو علي شمخاني؟

لم يلبث بيت الشعر الذي غرد به أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني أن يحظى بتفسير دلالاته، حتى حسمت وكالة "نور نيوز" التابعة للمجلس الشك باليقين، مؤكدة استقالة الرجل من منصبه بعد عشر سنوات.

وكان شمخاني قد كتب مساء الأحد 21 أيار/ مايو 2023، على صفحته بموقع تويتر بيت شعر للشاعر محتشم كاشاني، يقول فيه:
الكلام الذي قيل وسمع خلف الحجاب
انتقل وانتشر في النهاية عبر الرموز والايماءات.

وقد جاءت هذه التغريدة بحسب “نور نيوز”، بعد أن انتشرت في الأسابيع الأخيرة في دوائر مختلفة شائعات كثيرة حول نية الأدميرال شمخاني الاستقالة من منصبه.

الجدير ذكره، أن انباء استقالة شمخاني انتشرت في عقب الدور الذي لعبه في جهود استعادة العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، حيث كان له دور بارز في المفاوضات التي دارات بين الطرفين بوساطة العراق وسلطنة عمان خلال العامين الماضيين، كما أنه مثل إيران في مفاوضات بكين التي توجت باتفاق طهران والرياض على استعادة العلاقات. وقد أتبع ذلك زيارتين إحداهما للأمارات العربية المتحدة والأخرى للعراق، ووقع خلالهما اتفاقات مع مسؤولي البلدين.

الدور المذكور لشمخاني لم يكن غريبًا فهون ابن الأهواز العربية أو كما يعرف بمهندس العلاقات الإيرانية العربية شغل منصب قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني إبان الحرب العراقية- الايرانية. كما تولى وزارة الدفاع في عهد حكومة محمد خاتمي. وقبل ذلك تولى منصب نائب القائد العام لفيلق الحرس الثوري، في الفترة الممتدة بين 1981-1989. وبعد وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، انتقل شمخاني بأمر من القائد الأعلى علي خامنئي إلى صفوف القوات المسلحة الإيرانية، كقائدًا للقوة البحرية للجيش الإيراني في عهد حكومة أكبر هاشمي رفسنجاني (1988-1997). ليتولى مهمة تحديث العقيدة القتالية والمعدات الخاصة للقوتين البحريتين في ايران.

ويعتبر وسام الشرف الذي حصل عليه شمخاني عام 2000 من الملك السعودي آنذاك عبدالله بن عبد العزيز بعد توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين من أبرز نقاط العطف في العمل السياسي والدبلوماسي لهذه الشخصية المؤثرة في الدبلوماسية الإيرانية.

تم تعيين شمخاني عضوا في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في عام 2013 بقرار من القائد الأعلى علي خامنئي ومع تسلم حكومة روحاني العمل في العام ذاته تم تعيين شمخاني في منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو المؤسسة المحورية التي ترسم سياسات الدفاع والأمن الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية تحت إشراف القائد الأعلى للبلاد.

وبهذا القرار نُقلت أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي شخصية أصولية متشددة متمثلة بسعيد جليلي إلى شخصية أكثر انفتاحا على العلاقات الخارجية وهو شمخاني.

وقد تم اعتبار تعيين شمخاني في هذا المنصب آنذاك على أنه رسالة من طهران إلى جيرانها العرب على اعتبار أن شمخاني عربيا وصاحب علاقات قوية مع الدول العربية المحيطة، وذهب البعض للقول إن المنصب سيشكل منصة لفتح أبواب مغلقة مع العالم العربي.

قد يكون شمخاني أنجز المهمة وحقق لإيران ما كانت تخطط له وهو توطيد العلاقة مع الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
لكن نبأ استقالة شمخاني من منصبه رغم كل الإشاعات التي كانت تتحدث عن احتمالية هذه الاستقالة جاء مفاجئا خاصة في ظل الإنجازات الذي حققها الرجل بقيادته للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو الأمر الذي لا يوجد له تفسير واضح حتى الإن في الأوساط، لكن الأيام المقبلة قد تكشف الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالة، حيث يكثر السؤال الآن عن الشخصية الإيرانية التي يمكنها أن تشغل بعده هذا المنصب المهم في قائمة صنع القرار الإيراني؟

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: