الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 مارس 2019 13:40
للمشاركة:

شبابيك إيرانية/شباك الاثنين: نوروز إيران.. لنحيي الطقوس المندثرة

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية ثقافياً واجتماعياً؟

جاده إيران- ديانا محمود

مع اقتراب نهاية العام الإيراني تبدأ احتفالات وطقوس عيد النوروز المتأثرة بموروث تناقله الإيرانيون عبر أجيال، ويسعى البعض في إيران اليوم لإحياء ما اندثر من هذه الطقوس والتمسك بالإرث ونقله مجددا لجيل المستقبل.
تأثرت الطقوس المهددة أو التي اندثرت خلال العقود الماضية بارتفاع معدلات الهجرة السكانية نحو المدن، “الضرب بالملاعق” أحد هذه المراسم المميزة والذي تحدث عنه موقع “خبر آنلاين” في تقرير وصف تفاصيل طقوسه.
فيرتدي الشبان والشابات عباءات تغطي الوجوه ويحملون معهم صحوناً وملاعق، يطرقون بها أبواب الجيران لإعطائهم حلوى العيد أو حساء خاص مكون من سبعة أنواع من الحبوب، ويرددون أهازيج خاصة.
يبدو هذا الطقس صعب الإحياء في المدينة في الزمن الراهن، إلا أن بعض سكان الأحياء القديمة في العاصمة طهران قرروا إعادته للمشهد خلال احتفالات السنة الماضية، موجهين دعوة عامة للمشاركة في هذه الطقوس وهو ما ينوون تكراره هذا العام.
تتزامن طقوس “الضرب بالملاعق” عادة مع ما يسمى باحتفال الأربعاء الأحمر، ويقال إنها طقوس مرتبطة بالزرادشتية لتكريم أرواح الموتى.
الجدير بالذكر أن ذلك يتقاطع في بعض تفاصيله مع عيد البربارة الذي تحييه مناطق في بلاد الشام.

شبابيك إيرانية/شباك الاثنين: نوروز إيران.. لنحيي الطقوس المندثرة 1

رزق النوروز على “البسطات”
لا يمكن للبعض أن يشتروا حاجيات العيد من المجمّعات التجارية الضخمة المنتشرة في كل أنحاء مدن إيران، فالأسعار فيها لا تتناسب مع الرواتب الهزيلة، التي تغطي الضروريات فقط، ما يجبر شريحة كبيرة من المجتمع الإيراني على التوجه إلى الباعة الجوالين وأصحاب “البسطات” المنتشرة في كل أنحاء مدينة طهران، ويزيد عددها جنوبي العاصمة حيث تقع الأحياء الأفقر.
وفق تقرير لصحيفة “آرمان امروز” الإصلاحية فإن مركز الإحصاء كشف عن وجود 19 مليون نسمة تسكن في أطراف وضواحي المدن الإيرانية، وتعيش ظروفا اقتصادية سيئة، أجبرتها على صناعة سوقها الخاص والمتناسب مع قدرتها الشرائية الضعيفة.
وحسب ذات التقرير فإن شرطة البلدية تسعى لتنظيم هذه السوق ونقلها إلى أماكن خاصة دون تغيير شروط عملها، في محاولة للحد من الصدام المتكرر والذي يقع بين الشرطة والباعة الجوالين، إلى جانب محاولة تسهيل حياة المواطنين من ذوي الدخل المحدود.

شبابيك إيرانية/شباك الاثنين: نوروز إيران.. لنحيي الطقوس المندثرة 2

مخاطر بيئية وثقافية للسياحة في النوروز
تنظم الشركات السياحية في إيران برامجها بما يتناسب مع الطقس الربيعي خلال إجازة عيد النوروز والتي تستمر ثلاثة عشر يوما، فتكثر الرحلات نحو الأماكن الأكثر دفئا واعتدالا في إيران، وهو ما يعني زيادة الرحلات نحو أماكن محددة، ودون قواعد وضوابط، ما يعني مخاطر تهدد بيئة تلك المواقع الجغرافية.
وفق تقرير لزهرا داستاني نشرته صحيفة “ابتكار” الإصلاحية، فإن إقبال السياح على جزيرة هرمز الواقعة جنوب البلاد، ارتفع في عطلة النوروز الماضية بنسبة 180%، وستشهد الجزيرة الدافئة في فصل الربيع المرتقب إقبالا كبيرا بسبب توجه الإيرانيين نحو السياحة الداخلية أيضا.
ويرصد التقرير إيجابيات وسلبيات ذلك، فمن جهة تساهم هذه السياحة بعملية إنعاش الاقتصاد المحلي، إلا أن التوسع في بناء الفلل، وبيع كميات كبيرة من رمال الجزيرة الملون والشهير هناك، سيعود بالضرر على البيئة.
كما تطرق التقرير إلى مشاكل ثانية من النوع الثقافي الاجتماعي، فأشارت داستاني بصورة غير مباشرة للتنوع القومي في إيران والمشكلات التي قد تبرز بين سكان الجزيرة المحليين والسياح الإيرانيين القادمين من مناطق ثانية بسبب اختلاف الثقافات، على حد تعبيرها.

شبابيك إيرانية/شباك الاثنين: نوروز إيران.. لنحيي الطقوس المندثرة 3

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: