الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 مايو 2023 12:48
للمشاركة:

هل تتمكن زيارة رئيسي من إحداث نقلة على المستوى الاقتصادي بين دمشق وطهران؟

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، مشيرة إلى أنها الزيارة الأولى من نوعها بهذا المستوى منذ 13 عامًا. وتساءلت الصحيفة عن آثار هذا الزيارة علي العلاقات السورية – الإيرانية وكذلك التطوّرات فى المنطقة.

وللإجابة على هذا الأمر أجرت “شرق” حوارًا مع الخبير في شؤون الشرق الأوسط محمد على إدريسي، الذي أوضح أنّ زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا يمكن أن تكون المحرّك لتعزير وتحسين العلاقات بين الطرفين فى المجالات السياسية، الأمنية، العكسرية، الدفاعية، الاقتصادية والتجارية.

فى المقابل، أبدي الخبير في الشؤون الدولية محمود نظر آبادى رأيًا مغايرًا، معتبرًا أنه حتى لو كانت الزيارة ذات نفع في المجالات السياسية، الدبلوماسية، العسكرية، الأمنية والدفاعية، فإنها ليست كذلك اقتصاديًا وتجاريًا.

وأكد نظر آبادى أنّ سوريا فى وضع اقتصادى غير مناسب، وأنّ قدرات طهران ضعيفة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وتطرّق نظر آبادي إلى دور الصين فى إعادة إعمار سوريا، واصفًا علاقة بكين مع دمشق بالاتحاد الاقتصادي والتجاري، مما ينعكس بقوة على مسألة إعادة الإعمار.

وأضاف الخبير في الشؤون الدولية أنّ دولًا مهمة مثل تركيا تسعي لكي يكون لها دورٌ مهم فى إعادة إعمار سوريا، مستنتجًا أنّ إيران لا يبقي لها الا القليل في هذا المجال.

وعلّق إدريسي على كلام نظر آبادى، معبّرًا عن اعتقاده بأنّ المجال مناسبٌ ليكون لإيران دور جدي فى إعادة إعمار سوريا، وذلك بسبب الأحداث الجدیدة فى المنطقة وعودة العلاقات الإيرانية – السعودية، فضلًا عن تعميق العلاقات بين دمشق وطهران.

وشدد إدريسي على أهمية تعزيز موطئ قدم لإيران فى سوريا فى المستقبل، وذلك نظرًا للأهمية الاستراتيجية لسوريا فى منطقة الشرق الأوسط، لافتًا إلى أنه إذا كانت إيران الآن ليس لديها القدرة على إعادة إعمار سوريا، فإنها يجب أن توظّف قدرتها الهندسية واللوجستية بقدر المستطاع في هذا الأمر.

ونوّه إدريسي إلى زيادة التعاملات التجارية بين إيران وسوويا، داعيًا الأولى إلى الاستفادة من قدرتها التصنعية والإنتاجية من أجل زيادة الصادرات إلى الأراضي السورية، أما في ما يتعلّق بالقطاع المصرفي، شجّع إدريسي على استخدام العملات الوطنية بين البلدين، بدلًا من اليورو والدولار.

أما نظر آبادي فقد وصف هذا الكلام بالكلام المثالي والأحرف الذي لا تمتّ إلى الواقع بصلة، حيث يعتقد بأنه بالنظر إلى مجموعة العقوبات المفروضة على إيران وسوريا، فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين صعبة بعض الشيء.

وفي هذا الإطار ذكّر آبادي بأنّ إيران لاتستطيع أن يكون لها معاملات مصرفية بأي عملة أجنبية، نظرًا لوجودها على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (فاتف) FATF.

ونوّه نظر آبادي إلى أنّ دولًا أخرى استحوذت على التبادل التجارى مع سوريا، مؤكدًا أنّ الأخيرة لا تملك أموالًا لشراء السلع والخدمات الإيرانية بعد أن مزّقتها الحرب.

وفي سياق متصل، عرّجت الصحيفة على الجوانب السياسية، العسكرية والأمنية للزيارة، حيث رأى الخبير في السياسة الخارجية روح الله ثابت أنً زيارة رئيسي إلى سوريا هي تمويه دبلوماسي يدلُّ على أنّ سوريا وصلت إلى حدود الاستقرار وتجاوزت أزمتها وحربها الأهلية.

وبرأي ثابت فإنّ أهمية زيارة رئيسي إلى سوريا هي في محاولة طهران خلق نوع من التوازن الدبلوماسي بين السعودية وسوريا، لمنع حدوث فجوة مقصودة أو غير مقصودة في العلاقات بين سوريا وإيران.

وقال ثابت إنً توقيع إيران الاتفاق الثلاثي مع الصين والسعودية يعود بالنفع على الجانب السعودى، لناحية إنهاء الحرب اليمنية وتحسين العلاقات السعودية مع الفصائل الفلسطنية، فضلًا عن ترميم العلاقات بين الرياض ودمشق وعودة الأخيرة إلى الجامعة العربية.

نظر آبادي تحدث عن هدف آخر لطهران في الزيارة الرئاسية يتمثل بمحاولة التقريب بين تركيا و سوريا، والمساعدة في تعزيز عملية الحوار الرباعي بين إيران، تركيا، سوريا وروسيا.

من جهتة قال إدريسي إنّ طهران حاولت خلال العام الماضي حل الأزمة السورية من خلال تغيير شكل مباحثات آستانة الثلاثية (تركيا، ايران وروسيا ) إلى رباعية (تركيا، إيران، روسيا وسوريا)، وذلك من أجل خفض مستوي التوتر والخلافات بين دمشق وأنقرة فى المنطقة، وتقليل جزء من الخسائر التي تتكبدها سوريا.

الصحيفة الإصلاحية اعتبرت أنّ القضية التي يمكن اعتبارها محور زيارة رئيسي إلى سوريا هي الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتحرّكات الإيرانية هناك.

وفى هذا الموضوع، أشار ثابت إلى أنه فى ضوء تزايد الهجمات الجوية الاسرائيلية على سوريا واستهدافها لبعض المستشارين العسكرين الإيرانيين، بات من المؤكد وجود مشاورات بين البلدين لزيادة التعاون الدفاعي وزيادة قوة الردع السورية للتصدي لهذة الهجمات.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: