الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 أبريل 2023 20:46
للمشاركة:

أحمدي نجاد يظهر بعد طول غياب.. هل كان مريضًا؟

ركزت الأوساط الإيرانية خلال الأشهر الماضية على غياب الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد عن الاحتجاجات التي جاءت عقب الوفاة الغامضة لمهسا أميني، حيث لم يظهر ولم يعقب على الوضع كما جرت العادة في الأحداث السابقة، الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام. ومع نشر صور له من قبل موقع "دولت بهار"، تناولت صحيفة "دنياي اقتصاد" هذا الموضوع، عبر إجراء مقابلة مع أحد المقربين السابقين منه والذي أكد أن الرئيس الأسبق عانى خلال الفترة الماضية من المرض، لكن في المقابل استبعد أحد الصحفيين هذه الرواية، معتبرًا أن احمدي نجاد يلعب لعبته السياسية الخاصة في هذا المجال.

“جاده إيران” تقدم ترجمة كاملة للمقال

إن انتشار صور محمود أحمدي نجاد بعد 7 أشهر من الغياب تكشف عن عودته إلى الوسط الإخباري في البلاد. لم ترد أنباء عن محمود أحمدي نجاد في الأشهر القليلة الماضية، خاصة بعد إعادة تعيينه في مجمع تشخيص مصلحة النظام والأحداث الأخيرة في البلاد. لذلك انتشرت شائعات كثيرة حول أسباب غيابه. وذكر داوري وهو من أقارب أحمدي نجاد أن سبب هذا الغياب هو مرضه.

خرج محمود أحمدي نجاد بعد سبعة أشهر من الغياب جعلت الكثير من الناس يسألون أين هو؟ خاصة بعد الأحداث التي تلت وفاة مهسا أميني. وفي هذا الصدد أعلنت وكالة “دولت بهار” وهي وسيلة إعلام منسوبة إلى محمود أحمدي نجاد عودته إلى المسرح بنشرها صور لأحمدي نجاد. وبحسب الصور التي نشرتها وسائل الإعلام للرئيس السابق أمس، يظهر محمود أحمدي نجاد وهو يحمل قلمًا ويوقع على عرائض لمطالب الناس.

الصورة تظهر محمود أحمدي نجاد في عملية التعامل مع شؤون الناس الذين ما زالوا يلجئون إليه لحل مشاكلهم في ساحة نارمك. كما ذكر موقع ‘دولت بهار” مكان الصور وهو ساحة 72 نارمك وعنوانها ” حجر الشعب الصبور”. هذه الصور نشرت من قبل “دولت بهار”، حيث جاءت في ظل بعض شائعات تتحدث عن احتمال فرض إقامة جبرية على أحمدي نجاد بسبب تعليقاته في السنوات الماضية، وبذلك يمكن القول إن هذه الصور نوع من إنكار مثل هذه الشائعات. شئنا أم أبينا، محمود أحمدي نجاد هو أحد أكثر رؤساء إيران إثارة للجدل. رجل ارتدى الثوب الرئاسي عام 2005 وسط عدم تصديق السياسيين ودخل إلى قصر باستور الرئاسي. أصبحت فترة رئاسته الثانية التي بدأت عام 2009 من أكثر الأيام إثارة للجدل في التاريخ السياسي للبلاد وغيرت المصير السياسي للعديد من الشخصيات البارزة في البلاد.

إلى جانب هذه القضايا، فإن ما جعل اسمه أكثر إثارة للجدل من رؤساء إيران الآخرين هو جميع تعليقاته وأفعاله في حكومته خلال الأعوام 2005- 2013. لكن نهاية رئاسة أحمدي نجاد لم تستطع إخراجه من المشهد الذي كان عليه لمدة 8 سنوات، أو ربما من الأفضل القول إنه هو نفسه لم يرغب في نزع الملابس التي كان يرتديها لمدة 8 سنوات. لذلك بدأ في كتابة الرسائل بين الحين والآخر  لشخصيات سياسية من العالم حول مختلف القضايا، وإلى جانب ذلك حاول إبقاء وجهه حياً في الذكريات بتغريداته ورسائله بالإنجليزية. ومع ذلك، ساعد اعتقال اثنين من أصدقائه القدامى والمقربين (بقائي ومشائي) كثيرًا في إبقاء اسمه في الأخبار.

بالطبع، ما جعله يتصدر أخبار إيران السياسية بالإضافة إلى هذه القضايا هو تحوله من رئيس سابق وحلال لمشاكل الناس إلى منتقد لسياسات الحكومة القائمة. التعليقات التي يعتقد الكثيرون أنها تجاوزت الخطوط الحمراء للنظام. رغم كل هذا استمر في قول هذه الكلمات التي نشرت في الفضاء الافتراضي على شكل كلمة في تجمعات معجبيه في المدن الصغيرة والكبيرة. لا أحد يعرف ما إذا كان قد تم تحذيره أم لا خلال هذه الفترة، لذلك فإن اختفائه وصمته بعد الأحداث التي وقعت في البلاد بعد وفاة مهسا أميني جعل الكثير من الناس يتساءلون أين كان كل هذا الوقت؟ سؤال يعتبره الكثيرون أن إقامته الجبرية هي الإجابة، والبعض يعتبر إعادة تعيينه في مجمع تشخيص مصلحة النظام هي السبب في صمته.

أصبح أحمدي نجاد عضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام للمرة الأولى بعد انتهاء رئاسته عام 2013. ومع ذلك، خلال هذه السنوات، وعلى الرغم من أنه كان عضوا في المجلس، إلا أن كلماته تفوح منها رائحة الاحتجاج والانتقاد للوضع القائم. لذلك، اعتبر الكثيرون أنه من غير المحتمل أن يظهر مرة أخرى في مجمع التشخيص. ومع ذلك، فقد تم تعيينه كأحد الأعضاء الحقيقيين في المجمع للمرة الثانية بمرسوم صادر عن القائد الأعلى علي خامنئي. صدر المرسوم قبل أعمال الشغب التي شهدتها البلاد العام الماضي، وبعد حدوث بعض القضايا في البلاد، لم يتكلم أحمدي نجاد ولم يغرد ولم ينشر حتى صورة له وهو يوقع على رسائل شعبية. القضية التي أوجدت هذا الشك في الذهن أنه ربما تم تحذيره أو طلب منه صراحة عدم التدخل في هذه القضايا. وصور الأمس انتشرت بسبب ما سمع عن أسباب صمته في عالم السياسة والهدوء النسبي للأجواء السياسية في البلاد.

مرض احمدي نجاد؟

لماذا بعد هذا الغياب الذي دام 7 أشهر، ظهر علنًا مرة أخرى بنفس اللفتة الشعبية وأين كان خلال هذا الوقت، هو سؤال ناقشناه مع عبد الرضا داوري، أحد المقربين السابقين من نجاد. ورداً على سؤال حول مكان تواجده خلال هذه الفترة، أعلن داوري عن مرض أحمدي نجاد لمدة شهرين. على الرغم من أنه لم يعلن على وجه التحديد عن ماهية مرض أحمدي نجاد، إلا أنه قال إنه على حد علمه تم نقله إلى المستشفى بسبب المرض خلال هذه الفترة. ووفقًا له، فإن نوع المرض كان لدرجة أنه اضطر إلى البقاء في المنزل ولم يكن قادرًا على الذهاب إلى الأماكن الاجتماعية.

وقال داوري أيضا إنه على الرغم من أن أحمدي نجاد لم يتحدث خلال هذه الفترة، إلا أنه كان حاضرا في اجتماعات مجمع تشخيص مصلحة النظام. وعن سبب التزام أحمدي نجاد بالصمت وعدم اتخاذ موقف بعد الأحداث الأخيرة في البلاد، قال داوري أيضا: أحمدي نجاد لا يريد أن يتخذ موقفا من هذه القضايا، لأنه على أي حال عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام وبما أن حكم تعيينه صدر عن القائد الأعلى، فهو لا يريد أن يتخذ موقفاً خارج النظام، ولهذا يفضل التزام الصمت. كما أكد داوري أن الأفلام التي يتم بثها حاليًا في الفضاء الافتراضي هي من سنوات ما قبل 2021.

لقد طرحنا نفس الأسئلة على الصحفي بويا دبيرمهر ولكنه خلافا لداوري فهو يعتقد أن أحمدي نجاد لم يكن مريضا بأي شكل من الأشكال خلال هذه الفترة. مشيرا إلى أن أحمدي نجاد هو سياسي وبناء على تقديره، فإنه يدلي بالتعليقات متى شاء، وقال: أحمدي نجاد كان بالفعل في مجمع تشخيص مصلحة النظام عندما كان لديه انتقادات. بعبارة أخرى، كان دائمًا إما رئيسًا أو عضوًا في المجمع، وعلى أي حال، كان لديه مسؤولية في النظام، ولم يكن أبدًا مواطنًا عاديًا. وتابع دبيرمهر بالقول إنه مثلما يمكن فحص انتقاداته في مكانها، فإن صمته يمكن أن يكون مثيرًا للاهتمام أيضا، وأشار إلى كلمات أحمدي نجاد السابقة خلال رئاسته عن الصمت الذي يوحي بالوحدة، وقال: يعتقد نجاد أننا نطقنا كلماتنا. أيضًا، على الرغم من أن الفيلم الذي تم نشره مؤخرًا عنه يعود إلى ما يقرب من ثلاث سنوات، ولكن يبدو أنه أدلى بهذه الكلمات صباح اليوم. يقول دبيرمهر أيضًا أن أحمدي نجاد يلعب دائمًا لعبته في مجال السياسة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: