الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 أبريل 2023 18:41
للمشاركة:

هل تحالفت أذربيجان مع إسرائيل ضد إيران؟

افتتحت أذربيجان أول سفارة لها في مدينة تل أبيب يوم الأربعاء الماضي، بحضور وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف، وذلك رغم قيام العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين بشكل رسمي منذ عام 1991.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن “افتتاح السفارة الأذربيجانية دليل آخر على تعزيز العلاقات”.

وخلال مراسم افتتاح السفارة، أشار كوهين إلى أنّ كون أذربيجان دولة مسلمة ولها موقع استراتيجي، فإنّ ذلك يجعل العلاقات بين الطرفين ذات أهمية كبيرة.

وتابع كوهين: “تحدثت مع وزير الخارجية جيهون بيرموف عن تشكيل جبهة موحّدة ضد إيران، وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن والطاقة والابتكار، وسأذهب قريبًا في زيارة سياسية إلى باكو مع وفد اقتصادي كبير، مما سيزيد من عمق العلاقات التجارية بين إسرائيل وأذربيجان”.

وردًا على ذلك، طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني المسؤولين الآذربيجانيين بتقديم إيضاحات بشأن تعاون بلادهم المعادي لإيران مع إسرائيل، كما اعتبره.

وفي تصريح له يوم الجمعة الماضي، رأى كنعاني أنّ تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي بشأن الاتفاق مع وزير خارجية أذربيجان من أجل “تشكيل جبهة موحّدة ضد إيران” تدلّ على النوايا الشريرة لتحويل أراضي جمهورية أذربيجان إلى ساحة لتهديد الأمن القومي لجمهورية إيران الإسلامية، مدينًا هذا الأمر بشدة.

ووصف كنعاني الكلام الإسرائيلي، وما رافقه من تصريحات لوزير خارجية أذربيجان بخصوص مضمون المحادثات و”المرحلة الجديدة من الشراكة الاستراتيجية” مع إسرائيل، تاييدًا ضمنيًا على توجه للتعاون المعادي لإيران.

كنعاني ذكّر بالأواصر التاريخية والدينية التي لا تنفصم بين الشعبين الإيراني والأذربيجاني، مشددًا على أنّ بلاده سعت على الدوام لإفشال محاولات المناوئين لخلق فجوة بين البلدين الجارين، متوقّعًا من الحكومة الأذربيجانية تجنّب الفخ الذي نصبه أعداء العلاقات بين البلدين.

وحذّر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية من أنّ إيران لا يمكنها أن تظل غير مبالية تجاه مؤامرة إسرائيلية ضدها من أراضي أذربيجان.

وجاء في تغريدة لكنعاني: “طلبنا من حكومة أذربيجان توضيحًا بشأن ما قاله وزير خارجية الكيان الصهيوني عن الاتفاق مع جمهورية أذربيجان على تشكيل جبهة موحدة ضد إيران. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية تهرّب من ذلك وأطلق اتهامات جديدة ضد إيران”.

وسأل كنعاني: “ألا يُعدُّ استمرار الصمت ختم تأييد ضمني لتصريحات الشريك الاستراتيجي لباكو”؟

يُذكر إنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية ركّز في تصريحاته الأخيرة على اتهام إيران باغتيال عضو في برلمان بلاده.

وردًا على كلام كنعاني، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأذربيجاني آيخان حاجيزاده، وفق وكالة “أذرتاج”: “لا تزال الأخوّة بين إيران وأرمينيا تشكل تهديدًا للمنطقة بأكملها. على مدى السنوات الثلاثين الماضية، تجاهلت إيران، في الواقع، بموافقتها الصامتة، احتلال أرمينيا للأراضي الأذربيجانية على مدى السنوات الثلاثين الماضية. ومن المعروف جيدا أن إيران تجاهلت احتلال قره باغ وزنكازور الشرقية ونهب هذه الأراضي وبيع الأحجار المسلوبة من المنازل الموجودة في هذه الأراضي بالأسواق الإيرانية، وتدمير وتدنيس 65 من أصل 67 مسجدًا قائمًا”.

وأردف: “على خلفية ما سبق، ندين بشدة تصريح ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية. هذا التصريح هو الخطوة التالية نحو تفاقم العلاقات بين أذربيجان وإيران”، مؤكدًا أنً تهديدات إيران هذه لن تخيف أذربيجان بلاده.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية أنه على الرغم من الدعم العسكري الذي تم إرساله من الأراضي الإيرانية إلى أرمينيا، فقد دمرت القوات المسلّحة الأذربيجانية قوات الاحتلال الأرميني في عام 2020، على حد تعبيره.

عضو البرلمان الايراني روح الله متفكر آزاد اعتبر أنّ إقامة الدول الإسلامية والجارة علاقات مع إسرائيل خيانة للعالم الاسلامي، وذلك في معرض تعليقه على افتتاح سفارة جمهورية اذربيجان في تل ابيب.
أما قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري فقد تحدث عن الجاهزية التامة للقوة البرية للجيش الايراني للتصدي لأي هجوم محتمل.

وعلى هامش تدشين مجمع رفاهي للجيش في مدينة قم المقدسة (يستخدم ايضا للسياحة الدينية)، صرّح حيدري: “إنّ القوة البرية للجيش اليوم هي في أفضل ظروفها، ولديها الجاهزية التامة سواء من حيث الكوادر الإنسانية أو المعدّات، وسترد على أي هجوم بشكل مدمّر في جزء من الثانية”.

وفي السياق يُحكى عن أجندة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يريد عبرها تجاوز إيران وإخراجها من ممرات نقل البضائع والطاقة، حيث شارك علييف في مائدة مستديرة تتعلق بأمن الطاقة في مؤتمر ميونيخ ، وحاول ترسيخ مكانة باكو كمورّد رئيسي للغاز إلى أوروبا ، مما يساعد في الحفاظ على الأمن الأوروبي.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: