الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 مارس 2023 13:03
للمشاركة:

الأربعاء الأحمر.. من تقاليد إيران القديمة

تعتبر مراسم يوم "الأربعاء الأحمر" أحد مظاهر استقبال عيد النيروز (بتاريخ 21 آذار/ مارس)، أو ما يُعرف بالفارسية ب "چهارشنبه‌ سوري"، وهو مهرجان تقليدي إيراني لوداع آخر شمس في السنة يقام في ليلة الأربعاء الأخير من السنة الفارسية.

“چهارشنبه” بالفارسية تعني الأربعاء، والـ”سور” بالفارسية تعني الاحتفال والفرح والاجتماع، وبالتالي يُقصد من “چهارشنبه سوري” احتفال الأربعاء، كما يُقال إنّ كلمة “سوري” تعني أحمر، وهي تشير إلى حمرة النار.

ويُعتبر هذا اليوم من التقاليد القديمة في إيران، رغم دخول بعض الأعمال التي شوّهته، لكنّ أساس النشاطات التي تُقام أن يوقد الشبان نيراناً في هذه الليلة ويقفز الناس عليها وهم يرددون أشعاراً خاصة باللغة الفارسية، ك”زردی من از تو.. سرخی تو از من”، وتعني بالعربية: “صُفرتي إليك وحُمرتك إليَّ”.

ويعني ذلك أن يا أيّتها النار خذي صفرتنا (اللون الأصفر وشحابة اللون يرمزان إلى المرض والهموم والمتاعب)، وامنحينا حمرتك ودفأك وقوتك وطاقتك.

وكان إشعال النار عند الإيرانيين القدماء أمراً متداولاً كثيراً في المراسم الدينية والوطنية، لأنّ النار كانت تعتبر مقدّسة بالنسبة لهم، وكانوا يعتقدون بأنّ النار مظهر النور وعظمة الخالق، وبأنّ نور الخالق يطهّر أيّ قذارةٍ ورِجس.

ولهذا الاحتفال، كالاحتفالات الإيرانية الأخرى، مكسّراته الخاصة التي توضع على سفرة العائلات، وهي مزيج من سبعة أنواع من المكسّرات والفواكه المجفّفة، منها الجوز، اللوز، الفستق، الزبيب والتّين المجفف.

ومن الطقوس الأخرى، نذكر “قاشق زني”، والذي يغطي خلاله بعض الناس رؤوسهم ووجوههم بأقمشة أو يلبسون ملابس معيّنة، ثمّ يقصدون بيوت الجيران، حاملين معهم ملاعق مع أوعية معدنية، فيضربون الأوعية بالملاعق ويطلبون الطعام من صاحب البيت من دون التفوّه بأيّ كلمة.

“الأربعاء الأحمر” هذا العام ربما سيكون مختلفا عن كل أربعاء بعد الثورة الإيرانية 1979، وذلك بعد ما عاشته البلاد إثر الاحتجاجات التي اندلعت بعد الوفاة الغامضة للفتاة مهسا اميني أيلول/ سبتمبر الماضي.

ففي الأشهر الستة الماضية، شهدت إيران فعاليات اجتماعية، سياسية، ثقافية واقتصادية مختلفة، شهدت الكثير من النقاشات والتحليل بين الخبراء.

وأعلن المدعي العام في طهران علي صالحي إنشاء فروع خاصة في جميع المناطق تابعة له للتعامل مع الجرائم التي يُحتمل أن ترتكب وتكون على صلة بيوم الأربعاء الأخير من العام.

وفی سیاق المتصل، أشارت وزارة الاستخبارات الإيرانية إلى اعتقال فريق مكوّن من 21 عضوًا من جماعة “مجاهدي خلق”، وعدد من أعضاء جماعة الديمقراطي في العاصمة طهران.

وجاء فی بیان وزارة الاستخبارات الإيرانية أنّ المتّهمين خططوا لارتكاب أعمال تخريب، مثل إضرام النار في الممتلكات العامة، خاصة الحافلات في التقاطعات المزدحمة، وتدمير الممتلكات الخاصة، وإلقاء قنابل يدوية الصنع.

أما قائد شرطة طهران فقد شدد على جهوزية الشرطة ليوم “الأربعاء الأحمر”.

عضو هيئة مدرسي حوزة قم العلمية محمد تقي فاضل ميبدي ذكّر بأنّ “الأربعاء الأحمر” هو جزء من التقاليد الإيرانية القديمة التي يجب الحفاظ عليها في كل الأحوال، مشيرًا إلى أنً المجتمع يرتبط جزء من ثقافته دائما بالتقاليد، التي لا تُعتبر إنجازًا دينيًا.

و اضاف ميبدي: “الأربعاء الأحمر ليس رمزًا لتعدد الآلهة والكفر، كما أنه ليس رمزًا لأي شيء يتعارض مع الدين. كتب الإمام علي بن أبي طالب في الرسالة المعروفة إلى مالك أشتر عن عدم العبث بتقاليد الناس… من الخطأ أن نقول إننا نريد أربعاء إسلامياً، لأنّ الأربعاء الأحمر احتفال وطني ويجب على الحكومة احترامه على الوجه الصحيح”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: