الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 مارس 2023 21:23
للمشاركة:

سُجنت أكثر من مرة بسبب انتقادها للنظام.. من هي فائزة هاشمي رفسنجاني؟

في بداية العام الحالي، وتزامنًا من الاحتجاجات التي شهدتها إيران منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، أصدر القضاء في الجمهورية الإسلامية حكمًا بالسجن مدة 5 سنوات بحق فائزة هاشمي رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني.

هذا وكانت المحكمة الابتدائية في الفرع الخامس عشر لمحكمة الثورة في طهران قد أصدرت في وقت سابق حكماً بالسجن على فائزة هاشمي رفسنجاني.

فمن هي فائزة، وما هو تاريخ علاقتها بالنظام في إيران؟

ولدت فائزة هاشمي رفسنجاني في 7 كانون الثاني/ يناير 1963، وهي تُعتبر من أبرز الناشطات في مجال حقوق المرأة، وباتت من المنتقدين البارزين للنظام الإيراني، وتحديدًا بعد أحداث الانتخابات الرئاسة لعام 2009، أو ما يُعرف بالثورة الخضراء.

فائزة حاصلة على درجة الدكتوراه في حقوق الإنسان من جامعة آزاد الإسلامية بجامعة طهران المركزية، وعلى ماجستير في حقوق الإنسان من جامعة برمنغاهم، ودرجتي بكالوريوس واحدة في الإدارة من جامعة الزهراء، وواحدة في العلوم السياسية من جامعة آزاد الإسلامية، وهي أيضًا أستاذة محاضرة في جامعة آزاد.

انتُخبت فائزة عام 1996 نائبة في البرلمان الإيراني، وبعد ذلك عُيّنت رئيسة الرابطة النسائية لحزب البناء ورئيسة التحرير السابقة لصحيفة زان (المرأة) التي انتقدت الحجاب، ودعمت الحركة النسوية، وتعرضت لحظر أول لمدة أسبوعين في شباط/ فبراير 1999، وحظر آخر في 6 نيسان/ أبريل 1999.

سلسلة اعتقالات

بدأت فائزة رفسنجاني نشاطها الذي وُصف بـ”المعارض للنظام” عام 2009، بعد انتخابات وصفها المرشح آنذاك مير حسين موسوي ومناصريه بأنها تعرّضت للتزوير. وفي 16 حزيران/ يونيو من ذلك العام، منعتها السلطات الإيرانية من السفر، بعد توجيه خطاب شكك بصحة الانتخابات.

هذا الحكم بحقها لم يثنها عن متابعة خطاباتها، إلى أن أوقفت لفترة وجيزة في العام نفسه. وفي شباط/ فبراير 2010، أوقفت مرة جديدة بتهمة “الإدلاء بتصريحات معادية للثورة وترديد شعارات استفزازية”، وفق الإعلام الرسمي الإيراني.

بقيت العلاقات بين فائزة والنظام تتراوح بين الفتور والتصعيد حتى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، حيث انتقدت دوره في سوريا، معتبرة أن “تدخل إيران في سوريا تسبب بمقتل 500 ألف مدني”، ومشيرة إلى أن “والدها نصح سليماني بعدم الدخول والمشاركة في القتال بسوريا”.

وتساءلت رفسنجاني حينها: “ماذا أنتجت تصرفات سليماني وسياستنا المقاومة؟ ماذا حققت لنا في مجالات الاقتصاد والحريات والسياسة الخارجية؟”، وأضافت أن “سياسة المقاومة لم تترك لنا شيئًا لنفخر به”.

هذه التصريحات لاقت الكثير من التنديدات والانتقادات في الجمهورية الإسلامية، حيث أعلنت النائبة السابقة أكثر من مرة عن تعرضها للمضايقات من مناصري التيار الأصولي في إيران.

احتجاجات عام 2022

تُعرف فائزة رفسنجاني بتصريحاتها المنتقدة للقائد الأعلى في إيران علي خامنئي مباشرة، إضافة لرفضها لإلزامية الحجاب في الجمهورية الإسلامية.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، وعند انطلاق موجة الاحتجاجات الأخيرة عقب وفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق، أطلقت فائزة عددًا من التصريحات التي لاقت غضبًا من قبل المسؤولين الإيرانيين.

وفي أواخر الشهر المذكور، اعتقلت السلطات رفسنجاني بتهمة التحريض على الاحتجاج، وفق ما أفادت به وكالة تسنيم للأنباء.

وذكرت الوكالة أن “فائزة هاشمي اعتقلت من قبل جهاز أمني لتحريضها مثيري الشغب على الاحتجاج في الشوارع”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقبل هذه الحادثة، وتحديدًا في تموز/ يوليو الماضي، وُجهت إليها تهمة “القيام بأنشطة دعائية ضد البلاد والتجديف في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي”، وفق ما أفاد به القضاء في ذلك الوقت.

ونقل عنها يومها قولها على تطبيق “كلوب هاوس” إن مطالبة إيران بإزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية “يضرّ المصالح الوطنية” للبلاد.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: