هل تبيع روسيا طائرات السوخوي لإيران رغم علاقاتها الخليجية؟
رأى الخبير في الشؤون الدولية صابر غلعنبري، في مقال له في موقع "إيران دبلوماسي"ـ أنّ التطرّق لصفقة شراء مقاتلات سوخوي-35 الروسية، قبل إتمامها بشكل فعلي، سيزيد من أوراق الضغط والمساومة الروسية مع الأطراف الإقليمية التي لا تريد لهذه الصفقة أن تتم، محذّرًا من عدم إتمام الصفقة في نهاية المطاف، بالنظر إلى علاقات موسكو الجيّدة مع تل أبيب والرياض.
تقدّم “جاده إيران” ترجمة للمقال.
وقفت روسيا إلى جانب السعودية والصين في قضية اليمن، وصوّتت مؤخرًا مرة أخرى في إجماع نادرٍ مع الغرب في مجلس الأمن لصالح قرار تمديد العقوبات ضد حركة “أنصار الله”، ووضعت في حسبانها العلاقات مع السعودية.
وبالتالي، من المتوقع جدًا أن موسكو لن تكون مستعدة لإغضاب الرياض من خلال بيع مقالات سوخوي 35 لطهران، والإضرار بالعلاقات معها في هذا الوضع الحساس.
وتحتل قضية بيع طائرة سوخوي 35 الروسية لإيران منذ فترة اهتمامات الدول، ومؤخرًا أجاب وزير الدفاع الإيراني على سؤال بهذا الصدد، بالقول إنّ شراء هذه المقاتلات قيد المتابعة.
الحقيقة هي أنّ بيع هذه المقالات المتقدمة لإيران لا يخضع فقط لمعايير ثنائية، ولكن يبدو أنه أكثر عرضة لمتغيّرات أخرى.
في الواقع، يعتمد بيع طائرة سوخوي35 الروسية لإيران على متغيّرين مهمين: علاقات روسيا بإسرائيل وعلاقات روسيا مع السعودية وبعض الدول العربية الأخرى.
في ظلّ تأثيرات هذين المتغيّرين، وخاصة المتغيّر الاسرائيلي، يبدو من غير المرجح أن تتم صفقة الشراء هذه في النهاية، بالنظر إلى علاقات موسكو الوثيقة بكلا الطرفين.
نعم، حدث توتر طفيف بين تل أبيب وموسكو بشأن القضية الأوكرانية، ولكن بغض النظر عن الصداقة طويلة الأمد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعلاقات التاريخية بين إسرائيل وروسيا، فإنّ موقف تل أبيب الحالي تجاه الحرب محايد إلى حد كبير، وليس ضد أي جانب.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العلاقات بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك السعودية والإمارات، وثيقة وجيدة، ومن المستبعد أن يرغب بوتين بالإضرار بهذه العلاقات من خلال اتخاذ خطوة كهذه.
مع ذلك، فمن المحتمل جدًا أن تتم إثارة مسألة بيع هذه الأسلحة لإيران بجدية أكبر في المستقبل، بل وربما يتم التوصل إلى اتفاق من دون أن تتم صفقة البيع.
لكن لماذا؟ ليس من المستعبد أن ترغب وسائل الإعلام المقربة من السلطة في روسيا بالتركيز على هذه القضية لتوفير نوع من الضغط لزيادة القوة التفاوضية لموسكو، وتسجيل نقاط إقليميًا، بهدف استفزاز إسرائيل والسعودية بطريقة ما والدخول في مفاوضات خلف الكواليس مع روسيا لثنيها عن بيع هذه الأسلحة.
في غضون ذلك، إنّ إهمال هذه التفاصيل الدقيقة في العلاقات الإقليمية، والتلاعب بهذه القضية قبل إتمام الصفقة والتسليم النهائي، سيوفّر المزيد من أوراق المساومة لروسيا مع الأطراف الأخرى.
إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا
