الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 مارس 2023 21:38
للمشاركة:

اتفاق طهران والرياض.. ما هي العوائق السابقة التي أخّرت تحسين العلاقات؟

ناقشت دراسة سابقة للخبير في سياسة إيران الخارجية والدفاعية عبد الرسول ديوسالار، والمنشورة في "مجلة العالم الإسلامي" الصادرة عن معهد هارتفورد اللاهوتي، طبيعة العلاقات بين السعودية وإيران و"النهج العدائي" الذي تتخذه كل دولة تجاه الأخرى، لافتًا إلى وجود "صعوبات أمنية" يجب تخطيها للوصول إلى تفاهم وتحسين للعلاقات بين الجانبين، مشددًا على ضرورة "تفهّم البلدين لمخاوف بعضهما البعض".

ولفت الكاتب، في الدراسة المنشورة في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى أن “التنافس بين السعودية وإيران خيّم على شكل العلاقات بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية”، مشيرًا إلى أن “البلدين دخلا في مواجهة بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان واليمن في السنوات الأخيرة”.

وإذ اعتبر أن “التصور السعودي تجاه إيران كان مبنيًا على مخاوف من النظام الإسلامي للجمهورية الإسلامية، إضافة لتدخلات طهران في المنطقة”، أكد أن “أغلب الباحثين قللوا من أهمية وجهة النظر الإيرانية للتهديد السعودي”.

وقال: “لسنوات، كان التواجد السعودي في العقيدة العسكرية الإيرانية ضئيلًا، لأن طهران كانت تنظر إلى الرياض على أنها خصم سياسي لا يشكل تهديدًا أمنيًا – عسكريًا مباشرًا”.

وأضاف: “لكن الأمر تغيّر في السنوات الأخيرة، وبدأت السعودية تحمل جزءًا من الاهتمام في التفكير العسكري الإيراني، حيث بدأت طهران في تعديل قدراتها العسكرية لتلائم سيناريو حرب مع السعوديين باعتبارهم من أعدائها الإقليميين الأكثر قوة”.

واعتبر ديوسالار أن “هناك سببين أساسيين على الأقل ساهما في زيادة جهوزية إيران العسكرية ضد السعودية، يتعلق الأول بتكوين القوة الوطنية للجمهورية الإسلامية ومنطقها الإستراتيجي القائم على الاعتماد على الموارد المتاحة في ظل العقوبات المفروضة عليها مقابل القدرة المالية الكبيرة للملكة العربية السعودية، وبالتالي هي تعتبر أن الحلفاء في دول محور المقاومة هم الوسيلة الأفضل لتصميم إستراتيجية ردع مع المملكة العربية السعودية”.

أما العامل الثاني وفق الكاتب، فهو “متعلق بالخصائص المؤسسية لعملية صنع القرار في السياسة الخارجية في إيران، حيث يهيمن الحرس الثوري على المجمعات العسكرية والأمنية، ما يجعل قرارات الجمهورية الإسلامية عسكرية لا دبلوماسية”.

وبعد تقييم الدراسة لنظرة طهران لتهديدات الرياض، شدد الكاتب على أن “تغيير نظرة الجمهورية الإسلامية للملكة غير متعلّق بشخص رئيس الجمهورية في البلاد أو وزير الخارجية، بل هو بحاجة إلى قرار أعمق بكثير تتخذه القيادة الإيرانية”.

وتابع قائلًا: “كان التحوّل في تصور إيران للتهديد السعودي تدريجيًا بسبب مجموعة من العوامل الداخلية، حيث تشمل عملية صنع القرار في الجمهورية الإسلامية بشأن مسائل الأمن القومي الرئيسية المراكز العسكرية بعيدًا عن رئاسة الجمهورية، وهذا يفسّر سبب ازدياد العداء تجاه الرياض في العقيدة العسكرية لإيران رغم وجود الرئيس المعتدل حسن روحاني في منصبه”.

ورغم بدء المفاوضات منذ أشهر بين الطرفين، إلا أن “هذا التهديد لم ينخفض” وفق ديوسالار، الذي أكد أنه “في ظل غياب الآليات التي يمكن أن تساعد كلا الجانبين على التعامل مع مخاوفهما تجاه الآخر، يمكن أن تكون جهود الوساطة والدبلوماسية الخاصة فعالة بشكل كبير في نزع عسكرة العلاقات”.

وقال: “يبدو أن الاتجاهات تشير إلى تشديد النهج الأمني لكلا البلدين تجاه بعضهما البعض، مما يعقد الوصول إلى مسار للتهدئة الثنائية، وبالتالي، إن استمرار عسكرة العلاقات السعودية الإيرانية هو عامل مزعزع للاستقرار الإقليمي أيضًا”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: