الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 مارس 2023 10:06
للمشاركة:

هل تفتح زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران نافذة لاستئناف الدبلوماسية النووية؟

تناول الصحفيان أندرو باراسيليتي، وعلي هاشم زيارة مدير الوكالة الدولية رفائيل غروسي لطهران والاتفاق الذي أبرمه مع المسؤولين هناك بهدف حل القضايا العالقة بين الطرفين، حيث أشار الصحفيان في مقالهما بموقع "المونيتور" الأميركي، إلى أن ما توصل إليه الجانبان أعطى بعض الأمل بتجديد الدبلوماسية بشأن برنامج إيران النووي.

ربما تكون إيران قد أحبطت قرارًا آخر كان سيحمّلها اللوم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA، بشأن برنامجها النووي، وفتحت الباب لجولة أخرى من الدبلوماسية النووية، بعد شهور من المحادثات المتوقفة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.

جاءت زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي إلى إيران من ثلاثة إلى أربعة آذار/ مارس، والتي تضمّنت لقاءً مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وسط مخاوف متزايدة بعد العثور على جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83.7%، أي أقلّ بقليل من نسبة 90%، وهو متسوى التخصيب المطلوب لإنتاج أسلحة، في إحدى منشآت إيران النووية.

وبحسب ما ورد، كان مسؤولون أوروبيون يفكرون بإصدار قرار يوجّه اللوم في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما سعت الولايات المتحدة إلى انتظار نتيجة زيارة غروسي.

وفي بيان مشترك عقب اجتماعات غروسي، التزمت إيران بواجباتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاقية الضمانات النووية، كطرف مُلزَمٍ بصفتها دولة موقّعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وأشار البيان أيضًا إلى أنّ إيران ستسمح طوعًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ المزيد من أنشطة التحقق والمراقبة المناسِبة، مع المضيّ قُدُمًا في إغلاق القضايا العالقة المرتبطة بترتيبات الضمانات في ثلاثة مواقع، وهو النزاع الذي أصبح حجر عثرة أمام إيران في محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة.

غروسي قال إنّ إيران وافقت على إعادة تركيب معدّات مراقبة وكاميرات مراقبة إضافية في المواقع النووية التي كانت قد أزالتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

ولفت غروسي إلى “تحسّنٍ ملحوظ” في حواره مع الحكومة الإيرانية، حيث بات من المتوقع عقد اجتماعات متابعة فنّية في طهران.

ورحّب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس اليوم بجهود غروسي في إيران، منوّهًا إلى “الخطوات المهمة” الواردة في البيان المشترك. ومع ذلك، أشار برايس إلى أنّ الولايات المتحدة تتوقّع من إيران أن تتابع ب”إجراءات ملموسة”، و”من دون تأخير”، بشأن الخطوات المتفق عليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في غضون ذلك، يبدو أنّ بعض المسؤولين الإيرانيين يتساءلون أو يتراجعون عن الالتزامات الواردة في البيان المشترك، بحسب موقع “أمواج”.

قبل عام من هذا الشهر، وافق غروسي، أثناء زيارته إلى إيران، على خطة عمل لحل قضية الضمانات، التي تتعلّق بادّعاءات ما قبل عام 2003 بشأن أنشطة إيران النووية.

انهار هذا الاتفاق بسبب اتهامات متبادلة من قبل إيران بشأن نوايا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتالي أصبح حل هذه القضية شرطًا للمحادثات النووية التي انهارت في أيلول/ سبتمبر 2022.

أعطت الإشارات الإيجابية التي أتت من زيارة غروسي بعض الأمل بتجديد الدبلوماسية بشأن برنامج إيران النووي.

في ملاحظاته الافتتاحية أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا يوم الاثنين، قال غروسي إنّ اجتماعاته في إيران كانت “خطوات في الاتجاه الصحيح”، مضيفًا: “بالطبع، يجب أن نكون دقيقين في حُكمنا، لأنّ هناك الكثير من العمل بانتظارنا”.

مصدر دبلوماسي إيراني رفيع قال ل”المونيتور” إنّ “طهران تريد مشاركة غير مسيّسة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مشددًا على أنّ “إيران هي الأكثر التزامًا من بين جميع دول العالم بضمانات الوكالة”.

وتابع المصدر: “نحن حريصون على عدم تفويت أي خطوة في إطار التزاماتنا، حتى عندما قررنا الرد على الانتهاكات التي ارتكبتها الولايات المتحدة، حرصنا على الالتزام بما فرضه الاتفاق النووي”.

وأضاف المصدر ل”المونيتور” أنّ إيران مستعدة دائمًا للعودة إلى طاولة المفاوضات تحت سقف الاتفاق النووي لعام 2015، لكن “على الأطراف الأخرى احترام مصالح الشعب الإيراني”.

وقال إنريكيه مورا، رئيس موظفي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ل”المونيتور”: “إذا تم تنفيذ الاتفاقية، فسيكون ذلك إيجابيًا بالنسبة لخطة العمل الشاملة المشتركة، لأنها ستجعل من السهل العودة إلى الاتفاقية النووية إذا توصلنا في النهاية إلى اتفاق”.

وأضاف: “لكنّ الأهم الآن، هو أنه يمكن للوكالة أن تراقب برنامج إيران النووي مرة أخرى”.

وردًا على سؤال من أحد المراسلين في إيران، قال غروسي إنّ الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية سيكون “محظورًا”، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرد بالقول إنّ غروسي “شخصٌ ذو قيمة أدلى بتصريح غير ذي قيمة”.

يُذكر إنّ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يزور واشنطن اليوم لمناقشة سياسة إيران مع كبار المسؤولين الأميركيين.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: