الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 مارس 2023 20:01
للمشاركة:

هل تسعى طهران لضبط التوتر في علاقاتها مع الغرب؟

رأى الصحافي جلال خوش جهره أنّ تصريحات رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي قبل زيارة المدير العام للوكالة الدولية رفاييل غروسي التي تحدث فيها عن عدم إعطاء الغرب ذريعة، يمكن أن تدلّ على إعداد إجابات واضحة يتم تقديمها لغروسي، مضيفا في مقال بموقع "ايران دبلوماسي"، أن هذه التصريحات تعكس رغبة طهران بتخفيف حدة التوتر مع هذه المنظمة النووية الدولية.

“جاده إيران” تقدم ترجمة كاملة للمقال

حصيلة كل جزء من مسلسل زيارات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران في أوقات مثل عشية الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي هذه المؤسسة، دائمًا ما تشبه تفسير المفهوم الذي يقول: في المتر الأخير نحو النجاح، تصل المفاوضات إلى الفشل أو إلى طريق مسدود. يبدو أنه لا يوجد نظرة تفاؤلية لهذه السلسلة الطويلة في المستقبل القريب. من المفترض أن يأتي رافائيل غروسي إلى طهران مرة أخرى. أيضًا عشية الاجتماع الدوري الذي سيبدأ يوم الاثنين.

تأتي الخلافات الحالية تحت غطاء قضايا خارج الاتفاق النووي، والتي تسببت بزيادة العبء في كل مرحلة، بعد تعليق المحادثات النووية في فيينا (من آب/ أغسطس 2022 حتى الآن). لذلك، يبدو أنّ الجولة الجديدة من مفاوضات غروسي في طهران لا تقتصر على القضايا الفنية، بل تشمل نطاقًا أوسع من الخلافات المتعلقة بالضمانات. بالطبع، هذه احتمالية وفرضية، وعلينا أن ننتظر ونرى.

ما يمنح زيارة المدير العام للوكالة إلى طهران أهمية هو التغيير المفاجئ في نبرة كلام جميع الأطراف، أي من التعبير عن الأدب القاسي والنقدي إلى نوع من الرّقة. بعبارة أخرى، من خلال فهم التطرّف في التعاملات، وتوقّع ما يمكن أن يجلبه هذا الوضع، وضعت الأطراف خطة جديدة ليس بحجم إدارة الوضع، ولكن بهدف السيطرة عليه.

والسبب في ذلك هو عدم وجود خارطة طريق واضحة يمكن تصورها في حالة الفشل الكامل للمحادثات. لذلك، شهدنا في الأيام الأخيرة انخفاضًا في الضغوط النفسية والدعائية لجميع الأطراف الغربية ضد طهران.
أهم مظاهر هذا التوجه هو تجنّب الاتحاد الأوروبي ضغوط معارضي المفاوضات لقبول تصنيف الحرس الثوري إرهابيًا، تمديد إعفاء الإذاعة والتلفزيون من قائمة العقوبات الأميركية، مقاومة الضغط الشعبي لإغلاق السفارات الأوروبية في طهران، التقليل من أهمية قضايا حقوق الإنسان في أي أجندة مفاوضات عاجلة، حضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الاجتماع الثاني لمجلس حقوق الإنسان والاجتماع السنوي لمؤتمر نزع السلاح بجنيف ولقاء عبد اللهيان بنظيره الفنلندي.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن التغاضي عن أهمية بعض الزيارات الدبلوماسية في الأيام الأخيرة في المنطقة،  بما في ذلك زيارة عبد اللهيان ونظيره السعودي إلى العراق. تُظهر زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي إلى سلطنة عمان، والزيارة المحتملة لسلطان عمان هيثم بن طارق إلى طهران، بعض الإصلاحات في المناهج، والتي ستخرج نتائجها تدريجياً من خلال السيطرة الدبلوماسية.

فن الدبلوماسية، القيام بالأفعال المستحيلة. يبدو أنّ المقاربات الدبلوماسية الجديدة، من جهة، تسعى للسيطرة على الوضع الخارج عن السيطرة لأسباب مختلفة. من ناحية أخرى، فإنّ أمل جميع الأطراف في حركة جديدة هو اختبار جديد للدافع لخلق فرصة يمكن أن تعيد مكانة الدبلوماسية في التفاعلات المتوترة للغاية بين العواصم الأوروبية – الأميركية مع طهران إلى نقطة يمكن السيطرة عليها. في هذه الحالة، سيكون هناك أمل في إخراج الاتفاق النووي من التجمّد، ومنع موته المبكر في ضوء عودة ظهور الدبلوماسية الرائدة.

إن ذكاء الأطراف، سواءً الإيرانيين أو الغربيين، في النهج الجديد، هو تخليص الجو العام للمفاوضات من الخلافات الإعلامية والإجراءات المدنية. في الواقع، إنّ تفضيل الأطراف الآن هو “الدبلوماسية الخفية”، وفي هذه الحالة، يتم ملاحظة غيض منها فقط في الرأي العام. ولكن هل يعني تفسير ما قيل أنّ الطرفين يقتربان من اتفاق بهيبة الاتفاق النووي عام 2015؟ سيكون من الرائع لو تم أخذ الأمر على هذا النحو.

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي عادة ما ترفع تقاريرها عن عملية المفاوضات بواقعية، في أحد تقاريرها الأخيرة عن الاجتماع الدوري لمجلس المحافظين يوم الاثنين المقبل، إنّه جاء في تقرير مدير عام الوكالة الدوري عن الملف النووي الإيراني أنّ قضية التخصيب بنسبة 84٪ التي أعلنت عنها طهران لن يتم عرضها في تقرير منفصل.

في هذه الحالة، قد يقوم المحافظون بإصدار القرار الثالث هذا العام، مما سيفرض عواقب الطرد المركزي على التفاعلات الحالية. وكان هدف طهران من دعوتها غروسي لزيارتها هو منع الوصول إلى هذا الوضع أو التأثير على تقرير الأخير.

يمكن أن يتضمن معنى كلام إسلامي الأخير إجابات واضحة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي الوقت نفسه، يعكس ذلك رغبة طهران بتخفيف حدة التوتر مع هذه المنظمة النووية الدولية، التي لديها خلافات طويلة الأمد بشأن قضايا الحماية. يفضل الغرب في الوقت الحالي، وكحلّ فوري للسيطرة على الوضع، إيقاف قدرة إيران النووية في الوضع الحالي. بعبارة أخرى، إنشاء اتفاقية محدودة، ليس بالضرورة أن يكون لها معنى قريب من الاتفاق النووي لعام 2015.

ولكن، هل ستؤدي الدبلوماسية الخفية الحالية، ونهج إحداث تعديلات في التوترات الحالية بين طهران والغرب، إلى العودة إلى النقطة “القابلة للسيطرة” أم لا؟ ويرافق هذا النهج شرطان: الأول؛ نتائج مفاوضات غروسي في طهران وطبيعة التقرير الدوري الذي يقدّمه لمجلس المحافظين. الثاني؛ القرار النهائي الذي سيجعل المنظور المستقبلي أوضح مما هو عليه بالنسبة للمراقبين. هذا في حين أنّ العوامل التكميلية في تفاعلات الأطراف لا تزال سارية؛ الحرب في أوكرانيا وقضايا حقوق الإنسان التي زادت من إيقاع التوتر في العلاقات بين الجانبين.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: