الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 فبراير 2023 18:44
للمشاركة:

الملكيون وجماعة خلق مع أكراد تحت سقف واحد.. تحالف المضطرين؟

تناول النائب السياسي للمنطقة الثانية في بحرية الحرس الثوري يعقوب ربيعي اجتماع المعارضة الإيرانية في الخارج، مركّزًا على شخصيّتين شاركتا في هذا الاجتماع. وفي مقال له في مجلّة "صبح صادق" الأسبوعية، ذكّر ربيعي بأنّ هاتين الشخصيّتين في سجلّهما الكثير من الجرائم بحق الشعب الإيراني.

“جاده إيران” تقدم ترجمة كاملة للمقال

لعبة الفتنة

كانت تُسمّى الزرافة “الجمل، البقرة، النمر” في المصطلح القديم. هذا المصطلح يرجع أيضًا إلى المظهر الغريب للزرافة، التي يبلغ طولها مثل الجمل، ولها جلد يشبه النمر وجسم كبير مثل البقرة؛ لكن تُستخدم هذه العبارة للدلالة على عدم التناسق والتناسب في بعض الثقافات.

أعتقد ّأن أفضل تعبير للمخرّبين والانفصاليين هو هذه العبارة. على الرغم من أنّ هذه الجماعة حاولت أن تجتمع تحت سقف واحد، ويقولون إنهم متّحدون، إلا أنّ سجلّاتهم ومعاركهم وراء الكواليس تُظهر اليوم أنّ القصة شيء آخر. تشكُّل تنظيم المنافقين في العهد البهلوي، وكان هدفه محاربة البهلوية، وخلال السجن والتعذيب في زمن البهلوية، اشتُهر كلٌّ من “برويز ثابتي” و”أحمد فراستي”.

في جماعة الجمل والبقرة والنمر، لا تقتصر الخلافات بين المنافقين والملكيين. نفس المنافقين تعاونوا مع صدّام حسين خلال فترة حزب البعث، وذبحوا الكرد في مجازر جماعية، مثل عمليات اللؤلؤ ومجزرة الأنفال وغيرها، بتهمة محاربة صدام. لهذا السبب، فإنّ المخربين والانفصاليين من الكرد لم يكونوا على استعداد للاجتماع مع المنافقين تحت سقف واحد. إذا كانوا قد اجتمعوا اليوم تحت سقف واحد، فلأنّهم مضطرّون. هذا ليس تخمينًا؛ لأنه بعد يوم واحد من اجتماع المخربين، قال عبد الله مهتدي بوضوح على تلفزيون “روداو” الذي يملكه نيجيرفان بارزاني: “القوميون المتشدّدون والإيرانيون لا يقبلوننا، ويعارضون تسميتنا بالأمة. لكن ليست هذه رسالة تمرّد ژينا (الاحتجاجات الأخيرة)! بعد الحرية، سنرفع مطلبنا [الانفصال]، والآن ليس الوقت المناسب. في وقت لاحق، ستتغير التركيبة السياسية”. وبعد  كلمة مهتدي، قال خالد عزيزي، المتحدث باسم جماعة الحزب الديمقراطي الإرهابي والانفصالي: “توصّلنا إلى اتفاق مع منظمة مجاهدي خلق بشأن مسألة الحكم الذاتي لكردستان”.

لا يقتصر الخلاف في هذه المجموعة على المنافقين والملكيين والانفصاليين الكرد. كانت جماعة القومية التركية والجماعة العربية الانفصالية وغيرهما متعطّشة لدماء الجماعات الانفصالية الكردية بسبب قضايا عدة. هذا الانقسام يشبه قتال الشيوعيين في السبعينيات. انقسم الشيوعيون في السبعينيات من القرن الماضي، لدرجة أنه شاع في الوسط السياسي الايراني أنّ الشيوعيين إذا اجتمع ثلاثة أشخاص منهم، فإنهم سيتفرّقون ويؤسسون مجموعة جديدة.

أصبح وجه المخرّبين أكثر وضوحًا

على الرغم من أنّ اجتماع التخريبيين سعى إلى تعزيز وتقوية الشخصيات الرئيسة الثمانية؛ لكنّ صورة برويز ثابتي رئيس الإدارة الثالثة في السافاك، وأحمد فراستي كبير جند السافاك، انتشرت أكثر من البقية في الفضاء الإلكتروني. ولعلّ أفضل برهان على عدم صدق هذه الجماعة هو حضور ثابتي بينهم. ثابتي الذي كان ذروة فنّه إنشاء غرفة تعذيب للحصول على الاعترافات من الثوار، ونفس مجموعة المنافقين، الذين وضعوا أيديهم الملطّخة بالدماء بأيدي الجلّادين والسافاك. ثابتي الذي قتل الصائغ بسبب فقدان زوجته محفظتها، وتم أرشفة قضيته. ثابتي الذي كتب عنه جلّادو لجنة مكافحة التخريب في مذكراتهم لاحقا: “كلّما جاء إلى هناك، كان الجلّاد يقول لهم، عذّبوهم، لأنّ السيد برويز ثابتي يحبُّ كثيرًا سماع صرخات المعذّبين”.

كان للاجتماع الأخير حسنةٌ على الأقل، وهي قراءة خاتمة القضية من الآن، وهي أن نهائية ديمقراطية هذه الجماعة تنتهي إلى برويز ثابتي وأحمد فراستي. أي شخص قرأ التاريخ سوف يتذكّر بلا شك اليعاقبة ومقصلة روبسبيير، والحركة التي يبدأ ديموقراطيوها من ثابتي لن تنتهي بأفضل من مقصلة روبسبيير.

أصوات عبد الكريم سروش وأكبر طنجي أيضًا ارتفعت

كانت هذه التعددية ومحاولة تقسيم إيران واضحة، لدرجة أنّ عبد الكريم سروش صرخ منتقدًا هذه الجماعة: “كان هناك اجتماع وشارك فيه أشخاص عدة، ويمكن القول إنهم نشروا قيادتهم لإيران، ويفترضون أنه بسبب معرفتهم إعلاميًا، ظنّوا أن لهم مكانًا في القلوب. أحدهم لم يتم قبوله في الوسط الفنّي حتى خاض امتحانًا وتعرّى من الرأس إلى أخمص القدمين، وبعضهم لا يعرفون أي شيء عن عالم السياسة. لا يمكن رؤية علم إيراني واحد بينهم. لم يكن هناك ذكر للإسلام ودين غالبية الشعب الإيراني؛ بل وحتى أغلبهم لم يكن لديه أدنى فكرة عن هذا التقليد الإيراني العظيم والقوي، وأحدهم هو أحد الانفصاليين المعروفين والمشهورين. لا يمكنهم فعل أي شيء للأمة الإيرانية. هؤلاء يعملون من أجل سعادتهم الخاصة ولملء البرامج التي نعرف من أين يأتي رأس مالها وخطها السياسي. لا يمكنهم فعل أي شيء للأمة الإيرانية. لا يعرفون الكثير عن إيران، ولا عن الدين والتقاليد وقيم شعبها. معظم هؤلاء الناس لم يعيشوا أبدًا بين الشعب الإيراني. إنهم ليسوا على دراية بآلام وقيم الشعب الإيراني. ومن ثم بتهوّر تام، ولكن بوقاحة تامة، يطالبون بقيادة هذه الأمة، ويعتقدون بأنه يكفي ترك زمام الأمور في أيديهم ليجعلوا البلد بستانًا مزدهرًا”.

وانتقد أكبر كنجي هذه المجموعة وتناقضاتها، وكتب في سلسلة تغريدات: “الملكيّون متورّطون مع أبناء الولايات المتحدة والحكومات الغربية، ويريدون تغيير النظام في إيران وإعادتهم إلى السلطة. هل يمكن لشخص أن يتقاضى راتباً قدره 10.000 دولار شهرياً من إدارة واحدة فقط في الحكومة الأميركية أن يتولّى القيادة. هل يمكن لشخص أن يحصل على 200 ألف دولار شهريًا من وكالة المخابرات المركزية لمدة ثماني سنوات لنفسه وقواته ويدّعي القيادة؟ يجب غسل العيون والنظر بطريقة مختلفة”.

هذه الأصوات والانتقادات يطلقها اليوم سروش وكنجي، في وقت شكّل هذان الشخصان حلقة الجرس في فتنة 2009، منذ وقت ليس ببعيد لإسقاط الجمهورية الإسلامية كما يقولون، ولعلّ هذه الانتقادات نتيجة التجربة التي حصلا عليها، بأنّ إسقاط هذا النظام ليس من عمل مجموعة المهرجين هذه. إنهم يعتنون بأنفسهم ويقلقوننا فقط.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: