الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 فبراير 2023 18:45
للمشاركة:

الإصلاحيون في إيران.. حسم الموقف من الراديكاليين ضرورة للبقاء؟

دعا الكاتب مهدي سعيدي الإصلاحيين في إيران لتحديد موقفهم من الرديكاليين، والعمل ضمن إطار دستور الجمهورية الإسلامية، مشيرًا في مقاله في مجلة "بصيرت" الأصولية، إلى انقسامهم لثلاث فئات: الذين لا يزالون يعترفون بالجمهورية الإسلامية ونظامها السياسي، الذين يطالبون بتغيير الدستور والذين يدعون لقلب نظام نظام الحكم في البلاد.

“جاده إيران” تقدم ترجمة كاملة للمقال

في هذه الأيام، وبعد أعمال الشغب الأخيرة، اشتدّ النقاش بشأن كيفية تكثيف الإصلاحيين نشاطهم. تحاول الفئة الأولى اللعب في مجال المنافسة الانتخابية التي ستُقام العام المقبل، ويفكّر مؤيدوها في العودة إلى السلطة، حيث يرون بذلك الاستراتيجية الصحيحة للوضع الحالي.

يمكن أن نذكر منهم الحركة المقرّبة من الرئيس السابق، الذين يؤمنون بالإصلاحات القانونية، فيما يخطون خطوة نحو الأمام بالحديث عن الحصول على السلطة.

الفئة الثانية هي فئة غير مستعدة تمامًا للمشاركة في الانتخابات، ولا تعتبرها ممكنة من دون تغيير جوهري في الحكم.

بالطبع، ما زال مؤيدو هذه الفئة يحاولون تعريف أنفسهم داخل النظام، ولهذا السبب يتحدثون عن إصلاحات أساسية في البلاد، ويحاولون تطبيق الدستور الحالي بشكل كامل، ويرون في تطبيقه وسيلةً للمضيِّ قدمًا.

الفئة الثالثة هم الذين اجتازوا الإصلاح في النهاية، وباتوا من بين المخرّبين. واليوم تتحدث هذه الفئة رسميًا عن التخلّي عن الدستور واقتراح صياغة دستور جديد!

يترأّس هذه الحركة مير حسين موسوي، الذي تحدث عن تطبيق الدستور بشكل كامل قبل 13 عامًا، خلال الفتنة التي بدأها بذريعة التزوير في الانتخابات. إلا أنه اليوم، بتأثير من مستشاريه، يتحدث عن تجاوز الدستور وقلب نظام الجمهورية الإسلامية.

المثير للاستغراب هو أنه حتى هذه القضية الجدلية لم تلقَ قبولًا جيّدًا من قبل المناهضين للثورة، بمن فيهم الباحثون عن المَلَكية والمنافقون، حيث واجهت العديد من الهجمات والإهانات.

تأتي هذه الاختلافات في وقت كان فيه المعسكر المُربَك للإصلاحيين ضعيفًا للغاية في السنوات الأخيرة، مع عدم وجود مرجعية لخلق التماسك وتجنّب الاختلاف، كما اختفى الفصل البلاغي لأمثال خاتمي، كما أنّ الحدود غير الواضحة لهذا المعسكر مع معارضي الخارج والمخرّبين دفعت أولئك الموجودين في هذا المعسكر للادعاء بأنه ليس لديهم قيمة مشتركة مع التيارات الأخرى

قدم الإصلاحيون أنفسهم ذات مرة على أنهم يسيرون على خطى الإمام الخميني، وما زالوا على ما يبدو يتجمّعون في ضريح الإمام في أيام عشرة الفجر ليُبايعوا الإمام مجددًا على الولاء.

ومع ذلك، إذا كانوا يريدون لهوية الحركة الإصلاحية أن تبقى، فعليهم توضيح موقفهم من الراديكاليين ومتابعة مطالبهم في إطار الدستور، الذي أيّده الإمام، وإلا ستتم إزالتهم من دائرة الحركات ذات النفوذ والصلاحيات.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: