إجراءات قضائية لفرض الحجاب الإجباري والنشطاء يحذرون من عودة الاحتجاجات

تسبب إغلاق السلطات الإيرانية لعدد من المتاجر والمحال التجارية والخدماتية التي ظهر موظفوها بلا حجاب بعودة الجدل حول الحجاب الإجباري إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر بعض النشطاء أنّ هذه الاجراءات ستعيد إشعال المظاهرات وتخلق جوًّا من الغضب في الشارع.

وكان مدير وكالة “ميزان” التابعة للسلطة القضائية الإيراني مهدي كشت دار قد أعلن الخميس 16 شباط/ فبراير 2023، أن السلطة القضائية قررت إغلاق أحد الصيدليات شمال طهران بالشمع الأحمر بسبب عدم ارتداء أحد موظفاتها للحجاب.

وفي ردود الفعل، غرّد أستاذ علم الاجتماع عباس عبدي بالتالي: “تصرّ الحكومة على القول إن الاحتجاجات من صنع وسائل الإعلام الأجنبية والعدو، على افتراض أنّ هناك من سيقبل هذه الرواية، لكنها الآن تعيد إشعال هذه النار بنفسها. الإجراءات الضارّة المتعلّقة بمخالفي الحجاب ليست أكثر من وضع عود ثقاب على هذا الحطب نصف المشتعل”.

كذلك، وصف الأستاذ الجامعي محمد رضا جوادي الإجراءات الحكومية بشأن الحجاب بغير الصحيحة، مضيفًا أنها ستؤدي إلى إشعال الشارع مجددًا، وعقّب: “عاصفة أخرى مقبلة! نفس السياسات التي أدت إلى مأساة موت مهسا اميني تكررها الحكومة من جديد: التهديدات، الإغلاق بالشمع الأحمر والطرد، هي إجراءات ستؤدي إلى احتجاجات واسعة النطاق، وطبعًا سياسة المسؤولين في التجاهل وعدم تحمل المسؤولية زادت حدة غضب الناس”.

أما سميرة كرمي فنشرت صورًا لبعض النساء الإيرانيات اللواتي شاركن في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية من دون حجاب، وقالت: “إذًا يتوجّب عليكم اعتقال تلك النساء أيضاً”.

كمران خفندجر عبّر في هذا السياق عن استياءه، مغرّدًا: “هل مارست فنًّا؟! هل أنت فخور بالعمل غير القانوني الذي قمت به؟ بأي إذن تنشر صورة شخص؟  بأي إذن قانوني أغلقت محل عمل هو من ضرورات وحاجات الناس وثانيًا هو مصدر رزق عدد من الأشخاص، فقط بسبب سلوك شخص واحد وهو ليس جريمة؟ اللعنة على الظلم”.

من جانبه، رأي الطبيب مهدي عبدوس أن هذه الإجراءات تقسم المجتمع إلى قطبين.

بدورها، طالبت المعلّمة رويا احمدي  السلطات اتباع منطق الحكمة والعقلانية، وقالت: “لا تجعلوا الناس تعادي بعضها البعض. لإيران ما يكفي من الأعداء، فلا تصنعوا أعداء جدد، دعوا الناس يعيشون معًا بسلام واحترام، امنحوهم فرصة الاتحاد والتسامح لصدّ العدو الحقيقي، لا تفهموني خطأ، فالناس يتجسسون على بعضهم البعض بسبب الكراهية والنفاق والانقسام والغضب”.

 إلى ذلك، أبدى جواد غياثي استنكاره لإغلاق الصيدلية، مشيرًا إلى أنّ إغلاق مكان يعمل به أشخاص آخرون بحجة مخالفة الحجاب أمر غير قانوني.

يذكر أنه في الأيام الأخيرة ظهر مقطع مصوّر للصيدلانية المسجونة في طهران أثناء القبض عليها، كما انتشرت اعترافاتها واعتذارها عن خلعها للحجاب، وقد ظهرت وهي محجبة.