الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 فبراير 2023 16:32
للمشاركة:

مير حسين موسوي.. من رئاسة الوزراء إلى الإقامة الجبرية

برز اسم رئيس الوزراء الإيراني السابق والزعيم الإصلاحي الذي يقيم تحت الإقامة الجبرية مير حسين موسوي في الأيام الماضية، بعد مطالبته بصياغة دستور جديد للبلاد، على وقع الاحتجاجات التي تعيشها الجمهورية الإسلامية منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، عقب وفاة الشابة مهسا أميني.

في تلك المبادرة التي أطلقها موسوي، دعا إلى صياغة ميثاق جديد “يكتبه ممثلون منتخبون عن الشعب من أي مجموعة عرقية وبأي توجه سياسي وأيديولوجي، ويصادق عليه الشعب في استفتاء حر”.

وفي نهاية هذه الرسالة نقل موسوي أبيات شعر من قصيدة لمحمد رضا شفيعي كد كني تقول: “إيران، تلك الأم التي فقدت منها طفلة اسمها “الفرح”، بعيون براقة، وضفائر طويلة بطول الأمنيات. فأي شخص لديه معلومات عنها فليخبرنا”.

في حزيران/ يونيو 2009، بات مير حسين موسوي اسمًا بارزًا على الساحة السياسية المعارضة في إيران، عقب الانتخابات الرئاسية التي حصلت في ذلك العام، وما تبعها من احتجاجات عرفت حينها بـ”الحركة الخضراء”. وعقب نتائج تلك الانتخابات التي وصفها بـ”المزوّرة”، صدر حكمًا بحقه بالإقامة الجبرية في منزله، حيث يعيش حتى يومنا هذا. إلا أنّ تاريخ موسوي في الثورة الإسلامية بدأ منذ انطلاقتها عام 1979.

فمن هو مير حسين موسوي؟

ولد مير حسين موسوي لعائلة أذربيجانية في 29 أيلول/ سبتمبر عام 1942 بمنطقة خامنه قرب تبريز عاصمة إقليم أذربيجان، ونشأ في طهران. حصل على شهادته في الهندسة المعمارية وتخطيط المدن من جامعة طهران، كما حصل على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة الشهيد بهشتي، ويهوى الرسم، ويتحدث الإنجليزية والعربية بطلاقة.

عقب تخرجه عمل موسوى بالتدريس في كلية الهندسة بجامعة طهران، كما عمل كرئيس تحرير الجريدة الرسمية لحزب الجمهورية الإسلامية “جمهوري إسلامي”.

في نهاية السبعينات من القرن الماضي، كان موسوي ناشطًا سياسيًا في الخط المتصلب للحزب الإسلامي الذي أوصل آية الله الخميني إلى السلطة عام 1979.

سنتان بعد ذلك عين موسوي رئيسًا للوزراء وكانت البلاد في حالة حرب مع العراق. وقد أقرّت الحكومة الإيرانية التي كان موسوي رئيسها في تلك الفترة العمل بالبرنامج النووي الإيراني السري الذي تحول اليوم إلى مصدر خلاف كبير بين طهران وواشنطن وحلفائها.

اتصف طوال المهمات التي تولاها بالتكتم والنبرة الهادئة، وحينما كان رئيسًا للوزراء أبان الحرب بين العراق وايران، تولى يومها إدارة الاقتصاد، ففرض نظام تقنين للمواد الغذائية، ورقابة متشددة على الأسعار.

وعمل مير حسين موسوي بعد أن ألغت الجمهورية الإيرانية الإسلامية منصب رئيس الوزراء مستشارًا للرئيس هاشمي رفسنجاني (1989- 1997) ثم لخلفه الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997 -2005).

بعد ذلك، أصبح موسوي رئيسًا لأكاديمية الفن الإسلامي في إيران التي تم تأسيسها في عام 1998، كما يعتبر مهندسًا معروفًا، وكان يحب الرسم، وهو يحب من الفن قبل كلِّ شيء الصور المجرَّدة، حسب وصفه.

عام 2009، وعقب خسارته الانتخابات بوجه الرئيس محمود أحمدي نجاد، دعا مناصريه إلى التظاهر ضد النتائج “المزوّرة”. ثم أعلن عبر موقعه أنه “يخضغ لضغوط” لسحب طلبه إلغاء الانتخابات الرئاسية، وأشار إلى أن “الضغوطات الأخيرة تهدف إلى جعلي أتخلى عن طلب إلغاء الانتخابات”، وأضاف أن “التهديدات لن تردعه عن حماية حقوق الشعب الإيراني”، قائلاً: “لن أتراجع عن حماية حقوق الشعب الإيراني، بسبب المصالح الشخصية والخوف من التهديدات”.

ولم تكن احتجاجات 2009 ومواجهة موسوي للنظام وليدة اللحظة. فقبل 4 سنوات من ذلك التاريخ، وبالتحديد يوم فوز الرئيس أحمدي نجاد بولايته الأولى في مواجهة هاشمي رفسنجاني عام 2005. يومها تقبل رفسنجاني فوز نجاد على مضض ولم يقدم تهنئة له، إلا أنه أبلغ المصلين في جمعة طهران “أنه لن يشتكي أمره بسبب التلاعب بالأصوات لأحد سوى الله”. وكان موسوي من أبرز المتضامنين مع ما سمي يومها بـ”تيار رفسنجاني”.

موسوي الغائب الاكبر عمليًا عن السياسة في إيران، أعلن في أكثر من مرة أنه تصريحاته نابعة من شعوره بأن “الثورة في خطر وأن قيم الخميني قد صودرت من قبل أشخاص يسعون إلى تأسيس مفاهيم جديدة على أنقاض مفاهيم الجمهورية الإسلامية”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: