الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 فبراير 2023 15:38
للمشاركة:

“كابوس إسرائيل”.. ماذا ستضيف طائرات السوخوي للقدرات العسكرية الإيرانية؟

تطرّقت صحيفة "فرهيختكان" في تقرير لها، إلى اتفاقية شراء إيران مقاتلات سوخوي - 35 الروسية، حيث ناقشت التكهّنات المتعلقة بأعدادها وطرازاتها التي تتضمنها الاتفاقية، فضلًا عن القاعدة الجوية الإيرانية تحت الأرض التي تم الكشف عنها مؤخرًا، حيث وصفتها بـ"الكابوس بالنسبة لإسرائيل".

تقدّم “جاده إيران” ترجمة كاملة للتقرير.

من المقرر أن يحل على إيران ضيوف كرام. لذلك، قام جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحملة كبيرة لتهيئة المنزل وكشف النقاب عن قاعدته الجوية التشغيلية تحت الأرض “عقاب 44”.

على الرغم من أنّ الجميع تقريبًا يعرف الضيف الجديد لسلاح الجو، وقد تم وضع المخططات عند مدخل القاعدة، إلا أنّ القائد العام للجيش الايراني اللواء عبد الرحيم موسوي، قال فقط: “ستستضيف القواعد الجوية مقاتلات جديدة”.

واسم هذه المقاتلات الجديدة “سوخوي 35″، التي تُعتبر من أقوى المقاتلات ومن الجيل الرابع. من أجل تحديث وزيادة عدد مقاتلاتها، كانت إيران تبحث عن صفقة شراء منذ سنوات عديدة. في أيلول/ سبتمبر2015، كشف نائب رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجية سورنا ستاري عن مفاوضات بشأن شراء سوخوي 30 على هامش زيارة معرض في روسيا، لكنه قال إن التفاصيل يجب أن يتم الإعلان عنها عبر وزارة الدفاع.

في ذلك الوقت، لم تتمكن إيران من شراء سوخوي 30 من روسيا لأسباب مختلفة. لكن في العام الماضي، خلال زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى روسيا، وخلال اجتماع رئاسي بين البلدين، تم الانتهاء من اتفاق شراء المقاتلات. في أيلول/ سبتمبر الماضي، قال قائد سلاح الجو في الجيش الإيراني العميد حميد وحيدي لوكالة “بارنا”، إنّ “شراء مقاتلات سوخوي 35 من روسيا هو على جدول أعمال القوات الجوية”.

تزعم مصادر غربية أنّ الطيارين الإيرانيين أكملوا دورات متخصصة في روسيا لقيادة هذه المقاتلات التي ستغادر إلى طهران على الأرجح خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة. في هذه القاعدة الجوية، وبخلاف المقاتلات الروسية، تمكّنت طهران من تحديث الطائرات بجميع الأسلحة والمعدّات الإلكترونية، وتحديث كبسولات الحرب الالكترونية وتركيبها.

بناء هذه القاعدة المجهولة، والتي استغرق نحو ثماني سنوات، جعل من أي خطط للأعداء بالإقدام على عمل استباقي ضد القوة الجوية الإيرانية، بلا فائدة. اعتقدت الولايات المتحدة وإسرائيل بأنه في أي معركة مع إيران، وبالاعتماد على قوتهما الجوية، يمكنهما استهداف القواعد الجوية الإيرانية ومهابط الطائرات وتكبيل جزء من قوة طهران في بداية الحرب. لكنّ إيران بددت هذه الخطة ببناء العديد من القواعد تحت الأرض. كما قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، إنّ “قاب 44” هي واحدة من القواعد الإيرانية العديدة تحت الأرض. على الأرجح، أنشأت إيران هذه القواعد غير القابلة للاختراق في أماكن عدة مختلفة في البلاد، نظرًا للتهديدات.

ميزة القواعد تحت الأرضية

إنّ نقل القواعد العسكرية من سطح الأرض إلى أعماق الجبال له مزايا واضحة، خاصة في ما يتعلّق بالحماية، ولكن على الرغم من أنّ بعضها واضح، إلا أنّ هناك أيضًا بعض المزايا غير المعروفة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ المزايا المعروفة لها أيضًا أبعاد أكثر مما قد يتم التوصل إليه للوهلة الأولى.

1- الأمن
يتم حماية سلسلة من الأسلحة (المقاتلات)، الذخيرة (القنابل والصواريخ)، المعدّات المساعدة (المضادات الالكترونية والإشارة)، خزّانات الوقود، الأفراد (الطيّارين والفنيين) وغرف التحكّم في الطيران في هذه القواعد من هجمات العدو.

قبل مرحلة الطيران، يمكن القيام بجميع الإجراءات الضرورية مثل الإصلاح والفحص والتسليح داخل المنشأة. تخرج المقاتلات فقط من حظائر الطائرات الموجودة تحت الأرض للطيران، وهو أمر يتطلب القليل من الوقت. في بعض القواعد، تقع المراحل الأولى من المدرج داخل التحصينات، وبالتالي تصبح الطائرة الحربية في بيئة مفتوحة في نهاية المدرج.

2- التستر

بصرف النظر عن الأمن ضد الهجمات التي تؤمّنه القواعد تحت الأرضية، تستفيد هذه القواعد أيضًا من الإخفاء. هذا الإخفاء له طبقات عدة. في طبقة الاستعداد الأولى، لا يمكن تقييم أنشطة القاعدة واستعدادها، لأنّ أقمار التجسس الصناعية ليس لديها طريقة للوصول إلى هذه القاعدة.

في الطبقة الثانية، من الصعب جدًا تتبّع الطيران من هذه القاعدة، نظرًا لموقعها بين الجبال ومسار الطيران الذي يمر عبرها. الجبال تمنع مرور موجات رادار العدو.

في الطبقة الثالثة، القواعد الموجودة تحت الأرض، نظرًا لأنها غالبًا ما تكون غير نشطة في وقت السلم ونشطة في زمن الحرب، تتمتّع بمستوى عالٍ من الإخفاء لتوجيه ضربات غير متوقعة للعدو. في وقت السلم، لا يتم إطلاق طلعات جوية من هذه القواعد، ولكن في زمن الحرب، تنطلق المقاتلات منها بشكل مفاجئ.

3- تخفيض التكلفة

لا تتطلّب القواعد تحت الأرضية دفاعًا جويًا واسع النطاق، بسبب قوتها وعدم قابليتها للاختراق من الخارج. من ناحية أخرى، تُستخدم مثل هذه القواعد في أمور كثيرة، مثل إطلاق صواريخ كروز والطائرات الانتحارية والهجومية.

نظرًا للاستخدام المعقّد للقواعد تحت الأرضية، سيتم بناء عدد أقل من القواعد، مما سيؤدي لتخفيض النفقات. في بناء القواعد فوق الأرض، يكون الهدف هو جعلها عديدة ومشتتة قدر الإمكان. على سبيل المثال، جرت محاولة لنشر 48 طائرة مقاتلة، والتي تشمل أربعة أسراب عادية. بدلاً من قاعدة واحدة، يتم إنشاء من اثنين إلى أربع قواعد بمسافات طويلة، بحيث يواجه العدو صعوبة في مهاجمة وإلحاق الضرر بكلّ القوات والإمكانات العسكرية الموجودة.

4- القرب من ساحة المعركة

يجب أن تكون القواعد الموجودة فوق الأرض بعيدة بما يكفي عن ساحة المعركة، حتى لا تتعرّض لنيران كثيفة. وفي حال حدوث هجوم بري للعدو بالقرب من موقع المعركة، هناك احتمال لسقوط القواعد القريبة. كانت قاعدة “وحدتي” في دزفول في مثل هذا الوضع في الأيام الأولى من الحرب المفروضة، بحيث تمكّنت قوات نظام البعث من الوصول إلى مسافة 11 كيلومترًا من هذه القاعدة. لهذا السبب، تم إخلاء “وحدتي” بالكامل ثلاث مرات في الأشهر الأولى من الحرب. نظرًا لقربها من الأراضي العراقية، كانت دائمًا تتعرّض لهجمات جوية، وأحيانًا كانت أيضًا تحت نيران مدفعية العدو ومدى صواريخه.

كما نقل العراق عددًا كبيرًا من مقاتلاته من القواعد المتاخمة للحدود الإيرانية إلى قواعد H-3 قرب الحدود الأردنية، جرّاء الغارات الجوية الإيرانية. ومع ذلك، في النهاية، ضربت إيران أيضًا هذه القاعدة في عملية معقّدة، بحيث لا تنجح خطة نقل الطائرة بعيدًا عن ساحة المعركة.

ولكن، نظرًا لكون القواعد تحت الأرضية غير قابلة للاختراق، لا تحتاج القواعد الموجودة تحت الأرض لكي تكون بعيدة عن ساحة المعركة، وإنما المقاتلات والصواريخ الموجودة فيها قادرة على إلحاق الضرر بالعدو في أقل وقت ممكن.

ما هي القضايا التي يُظهرها الكشف عن القاعدة الجوية السرية؟

إنّ الكشف عن قاعدة “عقاب 44” تحت الأرض، بعد بناء منشآت نووية تحت الأرض ومدن صواريخ وطائرات من دون طيار له معنى خاص، لأنه يُظهر أنّ البناء تحت الأرض أصبح سياسة كلية لطهران.

1- البناء تحت الأرض ضرورة العصر الجديد

إن وجود منشآت تحت الأرض، ووضعها في قلب الجبال، ليست ظاهرة مختصة بيومنا هذا. منذ أكثر من نصف قرن، أنشأت الصين أيضًا قواعد مليئة بالمقاتلات في قلب الجبال، وخزّنت صواريخها الباليستية في قواعد مماثلة. تمتلك الدول الاسكندنافية، مثل السويد، ودولة مثل يوغوسلافيا، منشآت مقاومة للأسلحة النووية لإدارة الحرب، وأنشأت العديد من القواعد الجوية في قلب الجبل.

ومع ذلك، في العصر الحالي، نظرًا لانتشار الأسلحة، مثل الطائرات من دون طيّار والطائرات الصغيرة، أصبح البناء تحت الأرض ضرورة، ولم يعد مجرد ميزة. إيران تنقل المزيد من المنشآت النووية تحت الأرض. بعد أن تعرّض مصنع شركة “تسا” في كرج، حيث يتم تجميع أجهزة الطرد المركزي، للهجوم بواسطة مروحيّات رباعية، في تموز/ يوليو من العام الماضي، نقلته طهران إلى جبال نطنز.

الانتقال إلى استراتيجية البناء تحت الأرض لا تتم فقط من أجل مواجهة “الهجمات النووية غير التقليدية” أو “التفجيرات الهائلة”، كما كان الحال في الماضي، ولكن أيضًا لظروف أقلّ خطرًا، مثل هجمات الطائرات المسيّرة والطائرات الصغيرة.

يمكن أن تتضرّر القواعد من خلال “الهجمات الخارجية” و”التخريب الداخلي”. ونظرًا لحقيقة أنّ الهجمات الخارجية لها تأثيرات تدميرية عالية ويمكن تنفيذها ضد أهداف متعددة، من خلال إخفاء القواعد، تزداد حمايتها إلى حد كبير. على الرغم من أنّ التخريب يمكن أن يتسبّب أيضًا بأضرار، ولكن ليس بقدر الهجمات العسكرية أو حتى الطائرات الصغيرة. أيضا، لا يمكن ترتيب الأعمال التخريبية على التوالي في أماكن مختلفة.

2- التركيز على الهجوم الثاني وليس الهجوم الاستباقي

لا تقوم استراتيجية إيران العسكرية على هجوم أول أو هجوم استباقي، وبالتالي ليس لديها نهج عدواني. تركّز إيران على الهجوم الثاني، وهو الهجوم الانتقامي.

هذه السياسة لا ترجع فقط إلى الطبيعة الدفاعية لسياسات إيران، ولكنها تُظهر أيضًا أنّ طهران لديها العديد من الإمكانات، ولديها ثقة عالية في قدراتها. هذا بينما تدّعي إسرائيل بأنه لا خيار أمامها سوى استخدام الهجمات الاستباقية، بسبب صغر مساحتها وكثافتها السكانية الكبيرة.

3- إيران تبحث عن سلسلة ردع

لا تسعى إيران إلى الردع ببعد واحد، لكنها تنوي إنشاء سلسلة من الردع. تم بناء المنشآت النووية، مثل “فوردو”، في أعماق الجبال، وكذلك في مدن الصواريخ والطائرات المسيّرة. يُظهر وضع القواعد الجوية تحت الأرض، المصممة أيضًا للعمليات الهجومية، محاولة لتطوير أبعاد ردع من جميع الجهات.

في المجال غير العسكري، تنتهج إيران “الردع العلمي – القومي” الذي يمنع الإطاحة بالدولة وتدميرها، من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على العلم، وزيادة عدد العلماء في المجتمع، حتى في حالة الفشل.

ومن الأمثلة على هذا الردع، حالة ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تم احتلالهما، وحتى تفكك الروس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وعلى الرغم من صعوبة الوضع، ليس فقط لم تختفِ هذه الدول والأمم فحسب، بل تعافت سريعًا.

كان وضع ألمانيا واليابان بعد الاحتلال في الحرب العالمية الثانية أفضل حتى من وضع العديد من حلفاء الولايات المتحدة في الحرب، والتي كانت تضاهي هاتين الدولتين من حيث عدد السكان والحجم. وبحسب خبراء دوليين، فإنّ طهران تسعى إلى “الردع النووي” على مستوى اكتساب “القدرة” على البناء – وليس إنتاج المنتج النهائي.

بناءً على ذلك، إذا كانت إيران تمتلك القدرة التقنية والصناعية اللازمة لصنع أسلحة نووية ، حتى لو لم تبدأ في بناء وتخزين هذه الأسلحة، فإنّ الآخرين سيتوصلون إلى النتيجة اللازمة.

المجال الآخر الذي تسعى فيه إيران إلى الردع هو “الردع التقليدي المشبع”، الذي يختلف عن “الردع التقليدي”. في غياب الأسلحة النووية، يعتمد “الردع التقليدي” على امتلاك قوة عسكرية كافية، بحيث يعرف العدو أنه لا يمكنه إنهاء الحرب. اتّبعت إيران هذا الرأي خلال النظام البهلوي، الذي تضمّن إنشاء قوة جوية وبرية قوية لاستخدامها ضد العراق. لكنّ هذا الردع محدودٌ من بعض النواحي، لأنه لا يمكن من خلاله اللحاق بالقوى العظمى، ولا يمكن أن يخلق الاستقرار ضدها.

لا ينطبق هذا الردع أيضًا على الدول غير الحدودية. يختلف “الردع التقليدي المشبع” عن “الردع التقليدي” في بعض النواحي. في هذا النوع من الردع، ليس الأساس في عدد المقاتلات والدبابات وعدد الجنود، بل هو مصمم على أساس الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيّرة، وله ارتباطات في المنطقة، مثل المجموعات العسكرية وشبه العسكرية.

في الردع التقليدي المشبع، على عكس الردع التقليدي، يتم أخذ وقت أقصر بكثير بعين الاعتبار. بدلاً من القتال لمدة ستة أشهر، مع جيش يريد نقل دباباته إلى الحدود ودخول أراضي العدو، يصبح العدو على الفور هدفًا لهجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة في غضون ساعات أو أيام قليلة، ويجد نفسه في مواجهة مجموعات عسكرية نشطة من جميع النواحي.

في هذه الحالة، يواجه العدو أجواءً مشبعة، حتى أنه في فترة وجيزة تتّجه نحوه أمطارٌ من القذائف والصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المسيّرة، وفي نفس الوقت تنشط شبكة من المجموعات العسكرية حول حدوده وحتى داخل أرضه.

تعمل إيران على تعزيز “ردعها التقليدي المشبع” بالكشف المتتالي عن منشآتها تحت الأرض المصممة لهجوم مفاجئ.

بحثٌ في تهديدات رئيس الأركان العامة اللواء باقري

رئيس الأركان العامة للقوات المسلّحة اللواء محمد باقري، وقبل إزاحة الستار عن قاعدة “عقاب 44″، في كلمة ألقاها في مرقد مؤسس الثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني، وفي إشارة إلى التهديدات العسكرية لإسرائيل ضد إيران، هدّد بأنه إذا تم استخدام القواعد في الدول المحيطة بإيران للهجوم، فإنّ هذه الدول ستتعرّض للهجوم على الفور. تشير خطوط وشعارات اللواء باقري إلى قضايا أعمق:

1- الغرب يريد أن يستخدم مجانين إسرائيل للغزو

من وجهة نظر منطقية، هجوم إسرائيل على إيران غير ممكن، لكنّ المشكلة أنّ في إسرائيل تسلّم أشخاص السلطة، يصفهم أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله بالجنون. من ناحية أخرى، تبنّى الغرب في الوقت نفسه نهجًا عدوانيًا ضد جميع منافسيه، من روسيا والصين إلى إيران. ومن ناحية أخرى، لا يريد أن يدفع ثمن هذه الهجمات بشكل مباشر. لهذا السبب، وعلى الرغم من الصراع مع روسيا، وضع الغرب تكاليفه المباشرة على أوكرانيا. في غرب آسيا، ولاحتواء إيران، من الممكن أن يستخدم الغرب إسرائيل لتحقيق أهدافه. من خلال تهديد تل أبيب والحكومات الرجعية المحيطة بها، ستوضح إيران للولايات المتحدة أنها إذا تآمرت لإلحاق الأذى بإيران، فسوف ترى جميع أصولها ومصالحها مشتعلة.

2- إضعاف الأهداف المتصّورة للولايات المتحدة

تنوي الولايات المتحدة وإسرائيل إظهار قوّتهما الضعيفة في المنطقة بالضجيج، كما في السابق، من خلال ممارسة التهديدات والتعبير عنها باستمرار. تهديدات إيران المتبادلة، التي يتم التعبير عنها بوسائل مشروعة، يمكن أن تُفشل هذه الإجراءات.

2- استغلال فرصة رد الفعل للكشف عن القوة

إذا بدأت إيران بالكشف عن قدراتها في ظل الظروف العادية، فسوف تُتَّهمُ باتباع نهج عدواني. في كل مستوى من مستويات التهديد، يمكن الكشف عن مستوى معيّن من القدرات، ويجب مراعاة التناسب فيه.

بحسب التدريبات الأميركية العديدة، والأجواء التي أوجدتها في الرأي العام الدولي، بدأت إيران تكشف قدراتها، ليس من موقع هجومي، بل من موقع ردع.

3- خطوة بخطوة من “السلام” و”الاستعداد للحرب” إلى “الحرب”

كشفت إيران النّقاب عن قاعدة غير نشطة في وقت السلم ونشطة في زمن الحرب. وتخطِّطُ طهران لوضع “الكشف” كمرحلة وسيطة بين السلام والحرب، وإظهار تحرّكها من السلام إلى الاستعداد للحرب.

بإزاحة الستار، إيران لا تُخفي وجود القاعدة كما هو في السلام، ولا تكشفها عن طريق عمل عسكري كما في الحرب، لكنّها تخطو من مرحلة السلام إلى الحرب من دون الدخول فيها.

صاروخ كروز الجوي “عاصف”

على هامش الكشف عن قاعدة القوات الجوية للجمهورية الإسلامية تحت الأرض، تمّ عرض صاروخ “كروز” طويل المدى من طراز “عاصف”.

يتم إطلاق هذا الصاروخ، الذي يتمتّع بقوة تفجيرية عالية لتدمير التحصينات، من قاذفات سوخوي – 24. هناك بعض الملاحظات بشأن هذا الصاروخ:

1- تُظهر الصورة المنشورة لصاروخ “عاصف” أنّ هذا الصاروخ يُشبه صاروخ “كروز سومار”. أنتجت إيران من صاروخ “سومار”، الذي ترجع جذوره إلى الصاروخ السوفياتي خا-55، كلًّا من صاروخ كروز الأرضي “هويزه”، وصاروخ “أبو مهدي” المضاد للسفن. يبدو أنّ صاروخ “آصف” هو أيضًا نموذج يُطلق من الجو، أُنتج على أساس صاروخ “سومار”. يبلغ مدى صاروخ سومار الأرضي بين 1300 و2500 كيلومتر في إصدارات مختلفة.

2- إذا كان صاروخ “عاصف” هو نسخة تُطلق من الجو من صاروخ “سومار”، مع الأخذ في الاعتبار مدى 2500 كيلومتر من نسخة “سومار” الأرضي، فإنّ صاروخ “عاصف” سيحقق مدى يزيد عن 3000 كيلومتر، حسب طريقة الإطلاق. وتجدر الإشارة إلى أنّ قاذفة سوخوي -24 تحمل الصاروخ “عاصف” ما لا يقل عن 500 إلى 1000 كيلومتر قبل الإطلاق. يمكن لصاروخ “عاصف” أن يصل بسهولة إلى وسط أوروبا.

3- إن تجهيز المقاتلات الإيرانية بصواريخ “كروز” سيزيد بشكل كبير من قدراتها الهجومية، لأنه، باستثناء عدد قليل من البلدان، لا توجد دولة لديها إمكانية الوصول إلى صواريخ “كروز” طويلة المدى التي يتم إطلاقها من الجو، على الرغم من أنها اشترت أفضل المقاتلات. تمتلك بعض الدول عددًا محدودًا من صواريخ “كروز”، بمدى 300 كيلومتر، من خلال الواردات، وهو ما يعادل ربع أو عُشر مدى صاروخ عاصف. مصر مثالٌ لهذه الدول التي اضطرّت، بعد فشلها في شراء أسلحة بعيدة المدى من الولايات المتحدة، إلى شراء 30 مقاتلة رافال من فرنسا. وبعد مفاوضات طويلة مع الفرنسيين، حصلت أخيرًا على 50 قذيفة من صواريخ كروز SCALP. مدى هذا الصاروخ في نموذج التصدير أقل من 300 كيلومتر.

4- بصاروخ “كروز” بعيد المدى، يمكن للمقاتلات الإيرانية مهاجمة أهدافها من دون أن تكون في مدى الدفاع الجوي، أو حتى في مدى طائرات العدو المقاتلة.

قطع مسيرة الـ44 عامًا

بحسب باقري، في بداية الثورة، كانت إيران تنتج محلّيًا 5٪ فقط من احتياجاتها. أما اليوم، فقد وصلت هذه النسبة إلى 90٪. لقد أسفر المسار الذي استمر 44 عامًا، حتى الآن، عن نتائج حوّلت إيران من مجرّد مستورد إلى شركة كبرى لتصنيع الأسلحة، طائرات النّقل، المقاتلات وأجزائها الحسّاسة. في ما يلي محاولة لمراجعة هذه التطورات.

1- صناعة المقاتلات

بدأت صناعة المقاتلات الإيرانية مع “أذرخش”، ووصل إلى “الصاعقة” و”كوثر”. هذه المقاتلات الثلاث هي من بين أهم المقاتلات المصنوعة في إيران، وقد تم الانتهاء من جميع عمليّات التصميم والبناء في بلادنا. تم إنتاج نموذجين، 1 و2 من مقاتلة “الصاعقة”. تتمثّل المهمة الرئيسية لـ”الصاعقة” بتوفير دعم جوي قريب للقوات الأرضية المنتشرة في ساحة المعركة.

تتمتع الصاعقة بالقدرة على حمل جميع أنواع القنابل والصواريخ التي تٌرمى بطريقة السقوط الحر، وقد تطوّرت أيضًا من أجل المعارك الجوية عن طريق تثبيت صاروخ “سايندوايندر” على طرفي أجنحتها. يمكن لـ”الصاعقة” أيضًا حمل صواريخ “مافريك” ومارك 80″ وCBU وقنابل محلية أخرى.

في وقت الكشف، تم توفير قوة محرّك “الصاعقة” بواسطة محرّكين من طراز J 85، مما يمنحها سرعة تساوي 1.8 ضعف سرعة الصوت. نظرًا لأنّ بلدنا قد كشف النّقاب عن محرّك “اوج” الوطني، فمن المحتمل أن تكون الأجيال الجديدة من “الصاعقة” مجهّزة بهذا المحرّك المحلي. يبلغ الحد الأقصى لوزن الحمولة لهذه الطائرة أكثر من أربعة أطنان، والوزن الخالي لهذه الطائرة هو ثمانية أطنان، أما أقصى وزن للإقلاع فيتراوح بين 15 و 18 طنًا.

يُقدّرُ مدى هذه المقاتلة بنحو 600 إلى 800 كيلومتر، كما أنّ المقصورة الزجاجية للطيّار مصمّمة لتكون مضادة للرصاص، مما يضمن سلامة الطيار ضد طلقات العدو.

بصرف النظر عن الصاعقة، تتمتّع “كوثر” أيضًا بقدرات رائعة. تُعتبر هذه الطائرة من تصميمات إيران الخاصة والمهمة في السنوات الأخيرة. ومنذ تقديمها حتى اليوم، كان هناك الكثير من الأحاديث والتحليلات عنها، ومسألة المعدّات التي يمكن تركيبها عليها من النقاط التي تم تناولها أكثر أو أقل في السنوات الأخيرة.

لكن لبعض الوقت، لم ترِد أنباء جديدة عن المعدّات والأنظمة الجديدة التي تم تركيبها على هذه الظائرة الايرانية. وشوهدت صورة مثيرة لطائرة “كوثر”، مع قنبلة مجنّحة قابلة للطيّ، مثبّتة تحت جناحها. القنبلة مشابهة بشكل ملحوظ لسلسلة SDB، ويبدو أنها جيل جديد من القنابل الإيرانية الموجهة عبر الأقمار الصناعية.

المثير للاهتمام أنّ هذه القنبلة الإيرانية الغامضة شوهدت سابقًا تحت طائرتَي “كمان 12” و”كرّار”، لكنّ هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تركيبها على طائرة مأهولة في إيران. في الوقت نفسه، فإنّ الوزن الخفيف لهذه القنبلة يسمح بتثبيتها، ليس فقط على الطائرات المسيّرة، ولكن أيضًا على الطائرات المأهولة بأعداد أكبر. في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، تم الإعلان عن ثلاث بحوث في صناعة الطيران التابعة لوزارة الدفاع لتطوير الوسائل الالكترونية والعمليات المشتركة مع الطائرات المسيّرة، وبالطبع تطوير الأسلحة بعيدة المدى ليتم إطلاقها من طائرات “كوثر”. والآن مع تركيب هذه القنابل الموجّهة، يمكن القول إنها خطوة مهمة لتجهيز طائرات سلسلة “كوثر” للمشاركة في المعارك المتقدّمة للقرن الجديد.

2- صنع المحرك النفّاث “أوج”

إنّ اعتماد تصميم المحرّكات الهوائية على حسابات دقيقة، جعل تصنيع هذه المحرّكات عملية معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً. نشطت إيران في هذا المجال لعقود عدة. وتُعتبر الهندسة العكسية للمحرّك النفّاث “G85” خطوة مهمة في هذا الاتجاه، والتي تم اتخاذها في عام 2016.

هذا المحرّك، الذي يُعرف الآن باسم المحرك النفاث “اوج”، يمكن تركيبه واستخدامه في كل من الطائرات المقاتلة للقوات الجوية والمقاتلات الإيرانية، مثل “كوثر”. “أوج” هو أوّل محرّك نفّاث صنع في إيران، وهو قادر على الطيران على ارتفاع 50000 قدم، ومجهّز بالعديد من الأنظمة ذات القدرة العالية في مختلف الظروف التشغيلية والطقس، ويمكن تثبيته على جميع أنواع الطائرات ذات الأوزان الإقلاعية، كحد أقصى عشرة أطنان.

تم أيضًا إنتاج النسخة الثانية لهذا المحرّك، واختبارها في عام 2017 في مختبر المحرّك الوطني، كما تم إجراء اختبارات الأرض والسير والطيران لهذا المحرّك بنجاح في عامي 2018 و2019 على متن طائرة “كوثر”.

مع أكثر من 14000 جزء، تم بناء محرّك “اوج” على أساس المحرّك الأميركي “G85” المثبّت على الطائرة المقاتلة F5، والتي تُعتبر من أكثر المحرّكات قدرةً وأطول عمراً في العالم. الإنتاج يجعل إيران واحدةً من ثماني دولٍ متقدمة في هذا المجال.

تم افتتاح خط إنتاج المحرك التوربيني الوطني “أوج” عام 2020 في منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع. وبحسب الوزارة، فإنّ خط الإنتاج هذا لديه القدرة عبر استخدام القدرات المحلية، على تقليل تكلفة بناء محرّك “اوج” الوطني بنسبة 50٪ مقارنة بتأمينه من مصادر أجنبية.

يتم استخدام هذا المحرّك أيضًا في المقاتلات المصنّعة من قبل الصناعة الدفاعية لبلدنا، مثل طائرة “كوثر” وطائرة التدريب “ياسين”. ويبدو أنّ الصناعات الدفاعية في البلاد ستستخدم أيضًا هذا المحرك في إنتاج المقاتلات المحلّية التي يتم تصميمها وإنتاجها. أحدثت التكنولوجيا المعقّدة للغاية لمحرّك “اوج” قفزة كبيرة في تكنولوجيا التصميم والتصنيع في صناعة الطيران في البلاد. التكنولوجيا المستخدمة في محرك “اوج” تُعتبر حزمة مرجعية أساسية لدخول البلد في مرحلة تصميم وصناعة المحرّكات المروحيةـ والمحركات التوربينية ذات العمود الدوّار شبه الثقيلة والثقيلة، الفضائية والصناعية.

3- صواريخ جو – جو

تعود أولى السوابق العليا لأخصائيي الفضاء في البلاد بشأن بحث صواريخ جو – جو المعقّدة إلى حقبة الحرب المفروضة، عندما بدأوا أنشطة بهدف إطالة عمر هذه الأسلحة، وكذلك إنتاج بعض الأجزاء، بما في ذلك بطاريات الصواريخ.

أدت هذه الأنشطة إلى أهداف مهمة، بما في ذلك إطلاق صواريخ “فينيكس” الاستراتيجية، والتي استُخدمت كسلاح جوي رئيسي لبلدنا ضد القوة الجوية للنظام البعثي في العراق. وبعد التأكد من استمرار الحرب لمدة أطول، توصّل كبار القادة إلى الاتفاق على أهمية الحفاظ على ما لديهم من صواريخ “فينيكس” الهامة والحساسة للظروف الخاصة، لذلك فهم بحاجة إلى صاروخ جديد للعمل على آليات القوة الجوية.

بعد أشهر من الاختبارات الأرضية والطيران، وأثناء الاختبارات المختلفة في ساحات القتال الحقيقية، أخيرًا، تمتّعت صواريخ MIM-23 Hawk الموجّهة بالرادار شبه النشطة، التي يتم إطلاقها من منصّات دفاع جوي أرضية، مع التعديلات، بالقدرة على التنسيق مع الرادار المتقدم لطائرات F-14، وتم تقديمها كسلاح جديد تحت اسم “سجّيل”.

يمكن تثبيت صاروخين فقط من هذا الصاروخ على المقاتلة، نظرًا لحجمه الكبير، بينما كانت كل مقاتلة من طراز F-14 قادرة على حمل ما يصل إلى ستة صواريخ “فينيكس”. أسقطت هذه الطائرة طائرة من طراز “سوبر ستاندرد” فوق بحر الخليج، وطائرة “ميغ 29” من القوات الجوية العراقية في نهاية الحرب فوق المنطقة الغربية من البلاد.

مع نهاية حرب، قدّم الجهاد الكفائي للقوات الجوية صاروخًا جديدًا، أُطلق عليه اسم “فاطر”، والذي بدا أنه نسخة محسّنة من “سايدوايندرAIM-9 “، تم شراؤه من الولايات المتحدة قبل الثورة، ويتم استخدامه ضد المقاتلات الغربية، مع إمكانية التوجيه الحراري.

في هذا المشروع، كان الهدف الأساسي هو تحسين أداء وعُمْر الصواريخ الحالية للخدمة، والتي مضى عليها وقت طويل منذ شرائها، وكان الهدف الثانوي هو بناء نموذج مشابه لـ “سايدوايندر”، مع الأخذ في الاعتبار التجربة الناجحة لهذا الصاروخ خلال حرب الثماني سنوات. ونتيجة لهذه الأنشطة، ظهرت أنباء مختلفة عن التطوير الأمثل لجميع أنواع الأسلحة الجوية لدى القوة الجوية، والتي يتم اختبارها عمليًا في بعض الأحيان في التدريبات.

4- إنتاج “جهاز محاكاة الطيران” الإيراني بالكامل

عن الأشياء الأخرى التي شهدناها عمليات تطوير فيها، يمكننا أن نذكر “جهاز محاكاة الطيران” المصنوعة في إيران. أجهزة المحاكاة التي تنقسم إلى قسمين عامين: أجهزة محاكاة ثابتة FTD (Flight training device) وأجهزة محاكاة متنقلة FFT (Full flight trainer).

تتم متابعة تدريب الطيّارين، وجزء كبير من التمارين، من خلال أجهزة محاكاة ثابتة. تُستخدم هذه الفئة من أجهزة المحاكاة عمومًا لتعليم السلوك الديناميكي للطائرة وكيفية عمل أدواتها. منذ أكثر من عشر سنوات، تم نشر بوادر نتائج الجهود الأولى للمهندسين الإيرانيين في هذا المجال في وسائل الإعلام، وتم عرض عملية تطوير مشروع إنتاج محاكاة الطيران للجمهور.

تم تقديم شركة صناعة الطيران الإيرانية “هسا” كمتعهّد مشروع جهاز محاكاة الطيران الثابت هذا، المعروف باسم إيران 140، في عام 2010. نقطة أخرى جديرة بالملاحظة، هي أنّ الهيكل الميكانيكي للمقصورة، وأسطح التحكّم الخاصة بها، والمفاتيح الميكانيكية، هي من بين العناصر التي تنتجها شركة “هسا”.

ومن أبزر أبرز ميّزات أجهزة محاكاة الطيران هذه، يمكننا أن نذكر أمورًا مثل: “محاكاة نظام الطيار الآلي”، “محاكاة لوحة الطيار الرئيس”، “محاكاة نظام GPS”، “محاكاة نظام تجنّب تصادم الحركة الجوية (TCAS)”، “محاكاة نظام تحذير القرب الأرضي (EGPWS)”، “محاكاة لوحة أجهزة القياس للطائرة “، “محاكاة المشهد خارج الطائرة “، “محاكاة قشرة الأرض باستخدام صور الأقمار الصناعية”، “محاكاة نظام صوت الطائرة “، “عرض البحيرات والغابات والمدن “، “إظهار الأضواء والضوء الأمامي للطائرة في الليل”، “انعكاس ضوء الشمس على الماء والثلج“، “القدرة على إنشاء حركة جوية وتحديد سيناريوهات رحلات الطيران المختلفة“، “القدرة على عرض بيئة 360 درجة في نفس الوقت“، “إمكانية تغيير الرؤية في جميع ساعات النهار والليل“، “محاكاة الطقس العشوائي أو الحقيقي لنفس المنطقة“، “القدرة على عرض أنواع السحب ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد في عدة طبقات “، “محاكاة جميع ساعات النهار والليل من حيث التفاصيل وزوايا الضوء وطول الظل للأشياء” و”مراعاة تفاصيل الأضواء وشوارع المباني والمطارات في ساعات مختلفة من النهار والليل”.

في كانون الثاني/ ديسمبر من العام الماضي، أعلنت هيئة صناعات الطيران التابعة لوزارة الدفاع ودعم القوات المسلّحة إنها أنتجت جهاز محاكاة طيران تحت الاسم التجاري FARASIM، وإنّ جميع أجزائه مصنوعة في إيران، والتكلفة النهائية له أقل بنسبة 50٪ من تكاليف إنتاج مثيلاته الأجنبية. ومن أهم ميّزات هذا المحاكي الإيراني، تم ذكر نظام وحدة التحكّم والأساتذة المتقدّمين بقدرات ضبط الظروف الجوية، ظروف الطيران، خطوات الرحلة وبرامج إدارة الوصول إلى النظام.

سوخوي – 35 القادمة في الطريق

وفقًا لمسؤولين برلمانيين إيرانيين، ستبدأ طهران عملية استلام طائرات مقاتلة من طراز سوخوي-35 من روسيا أوائل العام الإيراني المقبل.

تُعتبر هذه المقاتلات من الجيل 4+، وهي أقرب فئة لمقاتلات الجيل الخامس. بصرف النظر عن الجسم، فإن سوخوي – 35 يمكن مقارنتها بمقاتلات الجيل الخامس في المعدات الأخرى.

ومع ذلك، في جسم هذه المقاتلة، تم استخدام المواد المركّبة على نطاق واسع لتقليل الوزن وانعكاس الرادار.

على الرغم من أنّ سوخوي -35 تُشبه مقاتلة سوخوي – 30 متعددة الأدوار، ويمكن استخدامها في أدوار مختلفة، مثل اعتراض الأهداف الجوية ومهاجمة الأهداف الأرضية الثابتة والمتحرّكة، وحتى السفن، إلا أن تخصصها الرئيسي هو صيد المقاتلات المعترضة. بشراء هذه المقاتلة، سيزداد أمن أجواء إيران بشكل كبير، وسيتم تحييد بعض التهديدات الموجودة في مجال العمليات الجوية ضد البلاد.

هناك العديد من الروايات عن عدد طائرات سوخوي – 35 التي تم طلبها. وتُقدَّر إحدى الروايات المتعلّقة بتكهّنات وسائل الإعلام الدولية هذا العدد بـ 24. تزعم وسائل الإعلام هذه إنّ روسيا ستسلم على الأرجح إيران 24 طائرة مقاتلة كانت مصرُ أوصت بصناعتها، لكنّ القاهرة غير قادرة على استقبالها بسبب الضغط الأميركي.

تشير تكهّنات أخرى إلى أنّ الاتفاقية بين إيران وروسيا تتضمّن شراء أربعة أسراب (أربعة أسراب من 12 مقاتلة لكل منها)، والحقّ باختيار سربين آخرين. في هذه الحالة، اشترت إيران 48 طائرة مقاتلة، ويمكنها إنهاء شراء 24 طائرة أخرى إذا لزم الأمر.

في حالة إتمام هذا العقد، ستحصل إيران على 72 طائرة من طراز سوخوي – 35. على الرّغم من تركيز وسائل الإعلام على سوخوي -35، إلا أنه من المحتمل أن تشتري إيران مقاتلات أخرى من روسيا، والتي يمكن أن تشمل المزيد من مقاتلات سوخوي – 24 المستعملة وسوخوي-30.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: