الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 فبراير 2023 18:03
للمشاركة:

الأفول الطويل للجمهورية الإسلامية

تحدث المتخصص في الشؤون الإيرانية والمستشار لدى مجموعة الأزمات علي واعظ، في مقال له لمجلة "فورين أفيرز" الأميركية، عن قلق من عدم تحوّل التاريخ في إيران، لجهة بقاء النظام في طهران مسيطرًا على الحكم، معتبرًا أنّ الاحتجاجات الأخيرة التي شملت 160 مدينة شكّلت التحدي الأكثر انتشارًا واستدامةً للجمهورية الإسلامية منذ عقود.

وأضاف واعظ أنّ الإيرانيين اليوم يُجمعون على أنّ شيئًا ما في النظام قد تم كسره ولا يمكن إصلاحه، مشيرًا إلى أنه “ولّت أي أوهام بالإصلاحات، وأوهام المخلصين، وآمال المعجزات الاقتصادية”.

وبرأي الكاتب فإنّ الجمهورية الإسلامية الآن أصبحت حيث كان الاتحاد السوفيتي في أوائل الثمانينيات، واصفًا إياه بـ”المُفلس” أيديولوجيًا والذي يقف في طريق مسدود سياسيًا، فضلًا عن أنه غير قادر على معالجة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية الهيكلية.

ورأى واعظ أنه لا يزال هناك فقط القليل مما تم الحديث عنه خلال ثورة 1979، وأنه تم تدمير اقتصاد كان مزدهرًا قبل الثورة، متّهمًا القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتهميش عدد متزايد من الثوار الأصليين وغيرهم من السياسيين الذين سعوا لوضع النظام على مسار أفضل، والارتقاء بالمتملّقين على حساب الخبراء المهرة، وبالموالين على حساب النقّاد المُخلصين، مما أدى إلى أزمة كفاءة أوصلت البلاد إلى كارثة اجتماعية واقتصادية وبيئية، بحسب الكاتب.

وقال واعظ إنّ الفشل الأساسي للنظام الإيراني يكمن بعدم تطوّره مع تطوّر مجتمعه، ملاحظًا أنّه في حين كان واحدٌ من كل 230 ألف إيراني طالبًا جامعيًا عام 1976، باتت هذه النسبة عام 2016 واحدًا من كل 20.

ونقل الكاتب عن استطلاعات إيرانية حكومية أنّ 83% من الإيرانيين غير راضين عن نوعية حياتهم، مستغربًا استمرار “حرّاس الجمهورية” بإعاقة الفرص لإحياء الاتفاق النووي، مما كان سيؤدي إلى التخفيف من العقوبات الاقتصادية على البلاد.

وتابع: لقد أغلقوا الفضاء السياسي الإيراني، بما في ذلك أمام القوى الأكثر براغماتية في البلاد، وأزالوا أي قناة يمكن للناس من خلالها التعبير عن مظالمهم المكبوتة والتأثير على السياسة”.

وفي السياق، اعتبر واعظ أنّ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الصفقة النووية عام 2018 وضع إيران أمام خيارين: إما تقديم تنازلات كاسحة للولايات المتحدة بشأن السياسات الخارجية والداخلية، أو مواجهة الانهيار الاقتصادي.

سلوك ترامب هذا، وفق الكاتب، شكل استخدام أدوات قسرية عشوائية لتحقيق غايات استراتيجية غير واقعية، حيث أدى إلى إفقار الإيرانيين وشوّه سمعة القوى الأكثر براغماتية داخل الحكومة الإيرانية والبلاد بشكل عام، مما أدى بدوره إلى تقوية وترسيخ المتشددين.

ولفت واعظ إلى أنّ ما يميّز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن سلفه محمود أحمدي نجاد هو الولاء لخامنئي، مؤكدًا أنّ ثقة الجمهور تراجعت في المؤسسات الإيرانية.

وأكمل الكاتب: “من خلال رفضها الشديد للاستماع إلى شعبها، ومن خلال تصديق دعايتها الخاصة، وعدم السماح بأي مسار للتغيير بخلاف الاحتجاج، أوصلت الجمهورية الإسلامية نفسها إلى نقطة الاضطراب الاجتماعي. مع ذلك، لا تظهر أي علامة على الانقسام في الجزء العلوي. لم يشهد النظام انشقاقات كبيرة”.

وقارن واعظ بين النخبة الإيرانية الحالية والنخبة على زمن الشاه محمد رضا بهلوي قائلًا: “على عكس حكومة الشاه، ليس لدى النخبة في الجمهورية الإسلامية فيلّات في كوت دازور أو جبال الألب السويسرية أو جنوب كاليفورنيا حيث يمكنهم الفرار”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: