الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 فبراير 2023 18:04
للمشاركة:

ما هي دلالات هجوم المسيّرات الأخير ضد إيران؟

اعتبر الخبير في سياسة إيران الخارجية والدفاعية عبد الرسول ديوسالار، في مقال له لمعهد "الشرق الأوسط"، أن هجوم المسيّرات الأخير الذي استهدف أحد المراكز التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية يحمل رسالة سياسية إستراتيجية يصعب عدم اعتبارها مرتبطة بالتوترات المتصاعدة بشأن برنامج طهران النووي والدعم المقدّم لروسيا في حربها على أوكرانيا.

وأضاف ديوسالار أنّ الرسالة هذه تدل على استعداد المهاجم لتحمّل مخاطر محسوبة، وإظهار الاستعداد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لإجبار قادة الجمهورية الإسلامية على مراجعة سياساتهم.

وفي حين أكد أنه لا يمكن للهجمات الصغيرة، مثل هجوم بمسيّرات، أن تؤثر بشكل ملموس على القدرات العسكرية والنووية لإيران، أشار الكاتب إلى أنّ الجمهورية الإسلامية واجهت مثل هذا التخريب والضربات المحدودة لسنوات، مما يؤشر برأيه إلى فشل الأجهزة الأمنية في البلاد في حماية البنية التحتية الحيوية.

ووفق ديوسالار، دفع هذا الأمر الإيرانيين لقبول واقع استحالة منع حدوث هذه العمليات، والتوجه إلى تطبيق سياسات دفاع سلبي تؤدي إلى تخفيض أثر أي هجوم. على سبيل المثال، يتم الاحتفاظ بإمدادات وآلات في أماكن متفرّقة وبعيدة، مما يمكن أن يخفف من الآثار المدمرة على الخدمات اللوجستية والقدرات العسكرية الفنية الأساسية.

ولاحظ الكتاب أنّ الهجوم الأخير يأتي في وقت تنسّق الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل متزايد سياساتهما تجاه إيران، مذكّرًا بأنه بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير الماضي – قبل يومين فقط من هجوم المسيّرات على منشأة وزارة الدفاع الإيرانية – اختتمت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر مناورة مشتركة بينهما في التاريخ، تتضمّن استعداد الجانبين للانخراط في سيناريوهات عملياتية معقدة، وتشمل ضرب موقع نووي إيران.

وتابع ديوسالار: “في ظلّ هذه البيئة الأممية المتغيّرة، قد يعكس هجوم السبت الماضي على منشأة إنتاج الأسلحة الإيرانية ضمنيًا رغبة مشتركة تظهر تدريجيًا بين القوى الغربية لإظهار استعداد جماعي لاستخدام القوة الاستباقية لوقف برنامج إيران النووي إذا فشلت الدبلوماسية”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: