الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 يناير 2023 12:22
للمشاركة:

أوروبا والإستراتيجيات الجديدة تجاه إيران

اعتبر الكاتب المتخصص في السياسة الخارجية لإيران ومنطقة الخليج كورنيليوس أديبهر، في مقال له نشره موقع معهد "كارنيغي"، أنّ الوقت قد حان لتغيّر أوروبا من مسارها في التعامل مع إيران، متوقًعًا أن يكون عام 2023 أكثر أهمية من العام الذي سبقه لناحية الوضع في الداخل الإيراني.

ورأى الكاتب أنّ الإعدامات التي شهدتها طهران مؤخرًا كانت تهدف لترهيب المتظاهرين وإجبارهم على الخضوع، مضيفًا أنه لا يمكن إرجاع الزمن إلى الوراء في هذا الشأن رغم تراجع التظاهرات.

واستدلّ أديبهر على حصول تغيير داخل إيران بما نُقل عن القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي لجهة دعوته لعدم نبذ النساء غير المحجبات بشكل صحيح، واصفًا هذا الكلام أيضًا بالتنازل الذي بقي قاصرًا.

وأكد الكاتب أنه لا يمكن الحصول على الحريات الأساسية وضمان حقوق الإنسان من خلال إصلاحات طال انتظارها في الجمهورية الإسلامية، على حد تعبيره، بل من خلال تغيير النظام، مشيرًا إلى أنّ خامنئي عيّن مؤخرًا أحد المتشددين رئيسًا للشرطة.

وتناول أديبهر إعدام نائب وزير الدفاع الأسبق علي رضا أكبري لاتهامه بالتجسس لصالح المخابرات البريطانية MI6، معتبرًا أنّ النظام “بدأ يلتهم نفسه”، في خطوة قد تُخفي وراءها صراعًا على السلطة داخل النخبة الحاكمة، على حد قوله.

من جهة أخرى، ذكر الكاتب أنَ دعم إيران للحرب الروسية في أوكرانيا يدخل مرحلة جديدة إذا تم تأكيد التقارير عن إنشاء موقع لإنتاج الطائرات المسيّرة الإيرانية في مدينة تولياتي غرب روسيا، منوّهًا إلى أنّ الأخيرة ستكون أول عميل يشتري الصواريخ الإيرانية إذا انتهى فعليًا حظر الأسلحة الذي تفرضه الولايات المتحدة على إيران في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وبحسب أديبهر، فإنّ نتيجة الصراع الداخلي الإيراني، وكذلك موقف النظام الإيراني بشأن روسيا، يمكن أن يؤديا إلى عواقب وخيمة على الحرب في أوكرانيا، مما يطرح الأسئلة التالية: “هل سيتم الضغط على الغرب لدعم كييف بالدبابات القتالية لتحقيق نتيجة إيجابية قبل انقضاء حظر الأمم المتحدة؟ هل سيحاول الغرب إقناع الأوكرانيين بالقبول بوقف إطلاق النار بحلول الصيف لتجنّب التصعيد؟ أم أنّ إسرائيل بحكومتها الجديدة المتطرّفة المهووسة بإيران ستأتي أخيرًا لدعم أوكرانيا بنظامها الدفاعي، القبة الحديدية؟”.

هذه هي التطوّرات، من وجهة نظر الكاتب، التي مهّدت الطريق لمواجهة أوسع بين أوروبا وإيران هذا العام، فضًلا عن تقدّم تخصيب اليورانيوم الذي يسلّط الضوء على مسألة خطر انتشار السلاح النووي.

وتابع: “بعد سنوات من التركيز بشكل أساسي على التهديد النووي من إيران، والآن بعد أشهر من المحاولة اليائسة للاستجابة لشجاعة المحتجين الإيرانيين وقمع النظام، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتوصّل أخيرًا إلى نهج شامل لإيران والمنطقة”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: