مانشيت إيران: ما هي استراتيجية إيران للانتقام لسليماني؟

ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“آرمان ملي” الإصلاحية: مشروع قرار لمنع المسؤولين من السفر؛ إلى أين تذهب بدلًا من “من أين لك ذلك”؟

“كيهان”الأصولية: خوف الغرب من التبادلات الاستراتيجية بين إيران وروسيا

“جمهوري اسلامي” المعتدلة: على الحكومة إدارة العجز في الموازنة البالغ 400 ألف مليار تومان

“اطلاعات” شبه الرسمية: استمرار تفوق النساء في امتحانات القبول في الجامعات

“دنياي اقتصاد” الاقتصادية: تحت تأثير سياسة المصارف المركزية وكورونا في الصين.. سقوط أسعار النفط

“جوان” الأصولية: خطوط إيران الحمراء الحتمية

“آسيا” الاقتصادية: زيادة 10% على المساعدات الشهرية

أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الأحد 8 كانون الثاني/ يناير 2023

تحدث الكاتب محمد حسين محترم عن قضية الثأر لاغتيال قائد قوة القدس السابق اللواء قاسم سليماني ورفاقه في الذكرى السنوية لاستشهادهم.

وفي مقال له في صحيفة “كيهان” الأصولية، وصف محترم ماهية الانتقام القاسي بأنها من نفس جنس الثورة الإسلامية التي جعلت العالم المستكبر يائسًا، لافتًا إلى أنه من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية يجب أن يؤثّر الانتقام لدم سليماني على العالم بشكل دائم، مثلما أثر اغتياله على المنطقة والعالم.

وبحسب الكاتب فإنّ الانتقام القاسي ليس فقط انسحاب الأميركيين من المنطقة، بل أبعد من ذلك، وهو إضعاف وحسر الهيمنة الأميركية.

وأضاف محترم أنّ من الدلائل الموضوعية للانتقام القاسي هو قلق الولايات المتحدة من تقدم إيران وعدم فعالية العقوبات ضد كل الدول، والخوف من تحول العالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأطراف، والقلق من تنامي اتفاقيات التبادل غير الدولارية، مستشهدًا بحديث مجلّة “فورين أفيرز” الأميركية عن “انتهاء حقبة العقوبات” وتحذيرها من أن “استخدام العقوبات الأحادية الجانب أدى إلى طفرة في تطوير المبادلات التجارية غير الدولارية في العالم”.

وذكر محترم إنّ الشاهد الأكثر موضوعية على الانتقام القاسي هو فشل الأميركيين في سلب أمن الأمة الإيرانية، رابطًا بين ذلك وبين جهود سليماني، مؤكدًا أنه بغض النظر عن حجم الدعاية الإعلامية في عناوين وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية التي تتحدث يوميا عن عدم فعالية العقوبات على إيران، يفهم الأميركيون جيّدًا رسالة الانتقام القاسي.

ولفت محترم إلى أنّ استراتيجية الانتقام القاسي استطاعت أن تثبت معادلة القوة، سواء في الميدان أو في المشهد الدبلوماسي، من خلال تغيير المعادلات وتوازن القوى، بحيث تصبح عواقبها ونتائجها أكثر صعوبة بالنسبة للعدو، الذي لا يجرؤ على العمل في الميدان من ناحية، ومن ناحية أخرى هو في أشد الحاجة لطاولة المفاوضات!

من جهتها قالت صحيفة “جمهوري اسلامي” المعتدلة إنّ إيران في هذه الفترة تشهد أعلى موجة لهجرة الأدمغة، ثم تحدثت عن الأفكار والرؤى التي تأسست عليها الجمهورية الإسلامية، مستشهدا بقول آية الله محمد بهشتي الذي شغل منصب رئيس السلطة القضائية في أوائل سنوات الثورة، والذي جاء فيه أنّ الجذب في أعلى مستوياته، والنفور عند الضرورة، هي من خصائص نهج مؤسس الثورة آية الله روح الله الخميني.

وذكّرت الصحيفة بأنّ الكثير من الطلّاب والمقيمين في الخارج قبل الثورة عادوا إلى البلاد مع انتصار الثورة ليساهموا في بناء بلدهم، في وقت لم تكن فيه سياسة المناصب والألقاب والتفاخر بها وبالحياة المرفّهة رائجة، مضيفةً أنّ هذه السياسة لو استمرّت وتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها، لما شهدت البلاد هذا التنافس على الرواتب الخيالية والمناصب، وهجرة الأدمغة.

وتطرقت “جمهورى اسلامي” إلى إحصاءات الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة، حيث يعمل هناك نحو 15 ألف طبيب إيراني، كما 12000 أستاذاً إيرانيًا في البحث والتدريس في الجامعات الأميركية ومؤسسات التعليم العالي.

وأوضحت الصحيفة إنّ موضوع هجرة الأدمغة يُنظر إليه بطريقتين، أحدها يُعبَّر عنه على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية ب “دعهم يذهبون لتتطهّر البلاد”، والأخرى لتنقية الأفكار والعقول المتطرّفة حتى لا تكون سببًا في هجرة الأدمغة.

واعتبرت “جمهورى اسلامى” أنّ إيران تتمتع بالكثير من الثروات وأهمها المواهب القوية، مؤكدةً أنّ الحلّ هو إخراج القرار من سيطرة المتطرّفين وتطبيق سياسة الجذب على جميع عناصر النظام، بالإضافة إلى التطبيق الصارم للدستور، الذي يمكن أن يضمن هذه السياسة ويمنع الأدمغة من الهجرة إلى الخارج ويمنع عزلها في الداخل.

صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية بدورها أشارت إلى أنّ مشاكل قطاع الرعاية الصحية في إيران تتجاوز المجتمعات الأخرى التي تأثرت هي الأخرى بجائحة كورونا، مشددةً على أنّ هذا القطلع اليوم يعيش وضعًا خطيرًا وقد يكون من الضروري نقله إلى وحدة العناية المركزة.

وأرجعت الصحيفة في افتتاحيتها أن هذا الوضع لسببين هما القوى العاملة للأطباء، ومستوى المعدات الطبية اللازمة، منوّهةً إلى أنّ هذين العاملين يعانيان من الركود والتراجع بشكل خطير ويجب التفكير فيهما بجدية.

ورأت “هم ميهن” أنّ الموارد البشرية المتخصصة تترك هذه المهنة أو تهاجر لأسباب عدة، أهمها نظام تحديد الرواتب الذي منع الكثير من الأطباء من الاستمرار في عملهم، مضيفة أن جامعات البلاد تفيد بأن عدد الطلبة الذين يتركون درسهم في مجال الطب يتزايد، كما أنّ الوضع الاجتماعي والسياسي في البلاد أفقد الطلبة والأطبّاء الأمل في مستقبل جيد.

وبرأي الصحيفة، فإنّ مجموعة الأسباب هذه أدت إلى تردي الوضع الاقتصادي للأطباء والمستشفيات، في ظل عدم القدرة على توفير الأدوية، التي باتت تشكل مشكلة إضافية.

ولم تستبعد “هم ميهن” تحوّل إيران من قطب للعلاج في المنطقة، إلى بلد يخرج شعبه للبلدان المجاورة للعلاج، وأن يعمل أطباؤه الذين درسوا وتدرّبوا على نفقته شعبه في الخارج، داعيةً صنّاع القرار للتفكير بهذه المشكلة اليوم قبل الغد.