الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 يناير 2023 20:19
للمشاركة:

المثلث الإيراني.. ما لم يُحكَ عن الدور الإسرائيلي في صفقة إيران كونترا

سلّط الكاتب صمويل سيجيف في كتابه "المثلّث الإيراني" الضوء على الدور الإسرائيلي في صفقة إيران كونترا بين طهران وواشنطن، والتي أدت إلى قبول البيت الأبيض بشراء الإيرانيين لأسلحة أميركية وتحويل الأموال جرّاء هذا الشراء لعصابات الكونترا في نيكارغاوا.

هذه المادة نُشرت ضمن العدد 21 من “خبرنامه ايران”.. للحصول على هذا المحتوى عند صدوره وبشكل دائم إضغط هنا للإشتراك في النشرة

وبحسب الكاتب، في خضمّ الحرب الإيرانية – العراقية عام 1985، علم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز من خلال شبكة معقدة من الاتصالات تمتد من طهران إلى الرياض فباريس ولندن، أنّ إيران مهتمة بشراء أسلحة من إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ الحُكم برئاسة آية الله روح الله الخميني لم يكن متجانسًا تمامًا كما كان يبدو للخارج، حيث كان فيه جزء من المعتدلين.

وأشار كتاب “المثلًث الإيراني” إلى أنّ مساعد بيريز لشؤون التكنولوجيا والذي لديه خبرة في التعامل مع إيران، آل شويمر، وشريك الأخير التجاري يعقوب نمرودي، كانا سيتابعان الكثير من الاتفاقيات السرية بين إسرائيل وإيران لمدة تسعة أشهر.

الوسيط الإيراني

ووفق الكتاب، قدّم منوشهر قرباني فر نفسه في المفاوضات بين طهران والإسرائيليين والأميركيين كرئيس الاستخبارات الإيرانية في أوروبا.

وشرح سيجيف أنّ وصول رسائل عبر قرباني فر إلى السعودية تدل على نهج إيراني أكثر تصالحًا مع الدول العربية الخليجية، ما أدى إلى موافقة الرياض على تمويل صفقة تسليح صغيرة لصالح إيران لتقوية التيار المعتدل في طهران، وهو ما سمح تحديدًا بإنشاء أول اتصال بين قرباني فر وإسرائيل.

وقبل أن يتم اعتماد الرجل إسرائيليًا، كان من الضروري بالنسبة لبيريز أن يتأكد من قدرات قرباني فر ومدى وصوله للحكم في طهران، تحديدًا لجهة إن كان لديه الإمكانات المالية لشراء الأسلحة من إسرائيل إن سارت الأمور على ما يُرام.

هكذا ذهب العقيد الإسرائيلي يعقوب نمرودي إلى جنيف ووجد دليلًا على أنّ قرباني فر كان له حق الوصول إلى حساب مصرفي تابع لشركة النفط الوطنية الإيرانية، وبأنّ الحساب يحتوي بداخله فعلًا على مبلغ 100 مليون دولار تم إيداعه مؤخّرًا. علاوةً على ذلك، وصول قرباني فر إلى الحساب كان مصرّحًا به من قبل رئيس الوزراء الإيراني ووزير النفط.

صدمة عربية

كما ذكر سيجيف بأنّ الأنباء عن قيام إسرائيل بتزويد إيران بالسلاح الأميركي صدمت الدول العربية.

ورغم وجود شائعات عن شحنات أسلحة إسرائيلية إلى إيران، لكنّ الانكشاف العلني لقضية إيران كونترا والتأكيد الرسمي الذي تلقته الدول العربية بعد ذلك ترك العديد من الأسئلة من دو إجابة.

وربط الكاتب التورّط الأميركي والإسرائيلي في إمداد إيران بالسلاح بالتعاون الإستراتيجي بين واشنطن، تل أبيب وطهران الذي كان قد بدأ في الخمسينيات من القرن الماضي، لتعمل بعدها الأطراف الثلاثة لمدة تزيد عن 25 عامًا ضمن تحالف إستراتيجي غير رسمي يهدف إلى وقف توسّع الاتحاد السوفيتي في الشرق الأوسط وإضعاف أصدقائه في العالم العربي.

أسلحة للإطاحة بالخميني

روى الكتاب محاولة للإطاحة بالخميني عام 1982، عندما جاء جنرالان سابقان في الجيش الإيراني إلى مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك آرييل شارون في تل أبيب كمندوبين من الشاه المنفي محمد رضا بهلوي.

أحد هذين الجنرالين كان سعيد رزفام، الذي خاطب شارون قائلًا: “يمكننا جمع ملياري دولار. نحن بحاجة إلى أسلحة. هل أنتَ على استعداد لمساعدتنا؟”.

وجاء في الكتاب أنه في شباط/ فبراير 1982، ظهر نمرودي في برنامج تلفزيوني بريطاني مرموق اسمه “بانوراما”، وتحدث عن إمداد إيران بالسلاح، كما أشار إلى أهمية إيران الإستراتيجية، ثم أثنى على قيادة الشاه وضرورة وجوده لتحسين معيشة شعبه، ودعا صراحةً إلى الإطاحة بنظام الخميني.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: