بين الصفحات الإيرانية: روحاني إلى بغداد قريبا… الوقائع تفرمل الأهداف؟
ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟
جاده إيران- محمد علي
تناولت معظم الصحف والوكالات الإيرانيّة، باهتمام كبير، الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد، وأهميتها في المرحلة الراهنة، فيما ركّزت صحف أخرى على التعليقات المتداولة بعد تعيين إبراهيم رئيسي رئيسًا للسلطة القضائية، والإصلاحات المرجوّة في السلك القضائيّ.
روحاني إلى بغداد.. الأهداف والواقع
تعليقًا على الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، رأى المتخصّص في الشؤون العراقيّة رضا قزويني غرابي، خلال مقابلة له مع وكالة “ايلنا”، رأى أنّ أهمية هذه الزيارة تكمن في كونها الأولى لروحاني منذ ترؤسه للجمهورية عام 2013، كما أنها تتم في فترة حرجة تمارس خلالها الولايات المتحدة ضغوطًا على العراق بهدف إخضاعه لتطبيق عقوباتها على إيران. غرابي وضع الزيارة في سياق محاولات تقليص آثار العقوبات على إيران، وأبدى قناعته بأنَّ العراق يمكن أن يكون متنفّسًا لإيران في المنطقة والعالم، غير أنّه ربط تحقيق ذلك بالتخطيط والتنسيق بين البلدين. كذلك خلص غرابي إلى أنّ العراق لا يمكنه التوسّط لحلّ الأزمة بين السعودية وإيران، معلّلًا ذلك بأنّ العداء السعودي لإيران بلغ مستويات أكثر تعقيدًا من قدرة العراق على حلّها.
في السياق نفسه، أوضح المتخصّص في شؤون غرب آسيا رضا صدر الحسيني، خلال مقابلة مع وكالة “ايسنا”، أنّ إيران مستعدّة لتصدير الخدمات الفنية والهندسية والتجارية والاقتصادية إلى العراق ضمن مساعي إعادة الإعمار. الحسيني رأى أنّ أميركا ضيف غير مرغوب فيه في العراق، وأشار إلى أنّ “تضامن بغداد وطهران سيحول دون استمرار التواجد الأمريكي في المنطقة”.
رئيسي والإصلاحات المرجوّة في القضاء
بعد إصدار المرشد الأعلى علي خامنئي، قرارًا يقضي بتعيين إبراهيم رئيسي رئيسًا للسلطة القضائية خلفًا لصادق آملي لاريجاني، أفردت صحيفة “جام جم” مساحة استطلعت فيها توصيات عدد من الساسة حول الرئيس الجديد للسلطة القضائية. أمين عام حزب “مردمى اصلاحات” محمد زارع فومني، طالب رئيسي بالتصدّي للفساد كأولى أولوياته، فضلًا عن التدقيق في ملفات السجناء في قضايا معينة، لتقليل الأعداد التي تكتظ بها السجون على طول البلاد. أما عضو اللجنة المركزيّة لحزب “اعتماد ملى” محمد صادق جوادي حصار، فقد طالب الرئيس الجديد بإفساح المجال للمتخصّصين في القضاء للمشاركة في إدارة السلطة القضائية، وحذّر من أزمة ثقة بين الشارع والقضاء ما لم تبذل السلطة جهودًا كبيرة في اقتلاع الفساد من جذوره. من جهته شدد رئيس كتلة “نواب الولاية البرلمانية” حميد رضا حاجي بابائي، على ضرورة بناء الثقة وإيجاد مساحة أكبر من الحريات ودعم الفئات الضعيفة في المجتمع التي تلجأ للقضاء.
وفيما يتعلق بالانتقادات الخارجية الموجهة لرئيسي ودوره فيما يتعارف عليه ب “إعدامات صيف 1988 للنشطاء السياسيين” أشار الكاتب الصحافي كورش شرفشاهي، في مقاله بصحيفة “تجارت”، إلى أنّه على الرغم من عدم وجود أي “نقطة سوداء” في تاريخ إبراهيم رئيسي الحافل بالمسؤوليات، لكن توجيه مرشد الجمهورية علي خامنئي، رئيسي لتولي السلطة القضائية ينطوي على أمرين: الأول هو أنّ المرشد يثقل المسؤولية الجديدة الملقاة على عاتق رئيس القضاء، لأن المرشد في قراره أكد على “طهارة يد” رئيسي، والثاني هو منح رئيسي التصريح اللازم لمحاربة الفساد بدون قلق من أيّ جهة.
ترامب باق ويتمدد!
الخبير في في شؤون الولايات المتحدة رضا جلالي، توقّع في مقابلة مع صحيفة “افتاب يزد”، نجاح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بسبب امتلاك ترامب العديد من الأوراق الرابحة التي يفقدها منافسوه، وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. جلالي أشار إلى أنّ الاتفاق النووي اتفاقية دولية متعدّدة الأطراف، لا يمكن أن تنتهي بهذه السهولة، رغم انسحاب واشنطن منه، مؤكدًا أن الاتفاق سيبقى قائمًا ما لم يكن لطهران قرار مختلف. وانتقد جلالي ما وصفه بعدم إدراك بعض الإيرانيّين لقيمة هذا الاتفاق، وتحويله إلى قضية للصراعات الحزبية والسياسية، في حين أنه اتفاق دولي له وزنه وتأثيره، وفق تعبيره.