الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 ديسمبر 2022 21:46
للمشاركة:

مسؤول أميركي كبير لـ”جاده إيران”: طهران قتلت حظوظ العودة السريعة إلى الاتفاق النووي

كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لـ"جاده إيران"، أن واشنطن تصب تركيزها اليوم على "دعم الحقوق الأساسية للشعب الإيراني الذي يواجه حملة قمع وحشية"، وذلك بعد "رفض القيادة الإيرانية المتكرر لاقتراحات إحياء الاتفاق النووي".

وإذا لفت إلى أن “وزارة الخارجية الإيرانية ومسؤولين آخرين في الجمهورية الإسلامية أصدروا مؤخرًا تصريحات حول استعداد طهران للتوصل إلى اتفاق بالملف النووي”، قال المسؤول الأميركي: “لن تتغلب بعض الكلمات والتصريحات على الشكوك التي أثارها رفض القيادة الإيرانية المتكرر للمقترحات المقدمة خلال العامين الماضيين”.

وفي أغسطس/ آب الماضي، عقدت الجولة الأخيرة من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية ودول الـ5+1 الموقعة على الاتفاق النووي في فيينا. ورغم الأجواء الإيجابية التي كانت سائدة حينها، إلا أنه بعد عودة الوفود إلى عواصمها، تلاشت الآمال بإحياء الاتفاق، بعد شروط قدّمتها طهران، ولاقت رفضًا من باقي الأطراف.

طريق الدبلوماسية سيبقى مفتوحًا

وأوضح المسؤول أنه “بعد رفض النظام الإيراني لمقترحاتنا الأخيرة، تحوّل تركيزنا إلى دعم الحقوق الأساسية للشعب الإيراني الذي يواجه حملة قمع وحشية، ومعاقبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، واتخاذ خطوات لتعطيل وردع دعم النظام الإيراني للعدوان الروسي على أوكرانيا”.

ورغم ذلك، شدد المسؤول الأميركي لـ”جاده إيران” على “أننا سنبقي باب الدبلوماسية مفتوحًا، لأننا ما زلنا نعتقد أن هذه هي أفضل طريقة لحل هذه المشكلة”.

وقال: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل إيران توسيع برنامجها النووي بطرق غير مسبوقة واستفزازية دون مبرر مشروع، ولن نتوقف عن تشديد ضغوطنا الاقتصادية. قد يكون هدف النظام هو كسب الوقت، لكنهم سيكتشفون أنهم يخسرونه اقتصاديًا وسياسيًا ودبلوماسيًا”.

وأضاف: “بينما يقضي المسؤولون في إيران وقتهم في بناء برنامج نووي لن يعود عليهم بأي فائدة، فإننا نقضي وقتنا في بناء إجماع دولي واسع أكثر من أي وقت مضى لمعارضة سياسات النظام المزعزعة للاستقرار”.

وفي مطلع عام 2021، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، ورفعت تدريجيًا مستويات التخصيب حتى 60%.

وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أحدث تقرير، أنه اعتبارًا من 21 آب/ أغسطس 2022، امتلكت إيران ما يساوي أكثر من 300 كغ من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد على 20%، من اليورانيوم يو -235، بما في ذلك نحو 50 كغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.

وعقب ذلك التقرير، أعلنت طهران على لسان رئيس منظمتها للطاقة الذرية محمد إسلامي، أنها بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في منشأة فوردو النووية.

عواقب سلبية على طهران؟

من جهة أخرى، أوضح المسؤول الأميركي أن “القيادة الإيرانية اتخذت في الأشهر الماضية سلسلة من القرارات بالغة الأهمية: محليًا، قمعت شعبها بدلاً من الاستماع إليهم؛ دوليًا، انحازت إلى روسيا في حربها العدوانية؛ دبلوماسيًا، رفضت العديد من الصفقات العادلة التي كان من شأنها أن تؤدي إلى تخفيف كبير للعقوبات، إضافة لرفض التعاون مع هيئة الطاقة الذرية”.

وقال: “كل هذه القرارات لها عواقب، فقد عُزل النظام عن شعبه وعن كثير من دول العالم. يجب أن يفكروا فيما إذا كان هذا هو الطريق الذي يرغبون في أن يسلكوه”.

واعتبر أن “النظام حوّل المعارضة العالمية لقرار الإدارة الأميركية السابقة بالانسحاب من الاتفاق النووي، إلى انتقادات عالمية لطهران بسبب عدم رغبة القيادة الإيرانية في إحيائه، تزامنًا مع الحملة الوحشية ضد الشعب، ودعم النظام للرئيس الروسي في عدوانه على أوكرانيا”.

وتابع: “النظام الإيراني قتل حظوظ عودة سريعة إلى الاتفاق الذي نال موافقة الجميع في آب/ أغسطس. لكن المسؤولين في طهران يجب أن يعرفوا أن ما لم يُقتل هو تصميمنا على ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، وإيماننا بأن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق ذلك”.

دور إيراني في حرب أوكرانيا

وتطرق المسؤول الأميركي إلى موضوع الأخبار المتعلقة بالدعم الإيراني لروسيا في حربها على أوكرانيا، وأشار إلى أنه “على الرغم من كل نفي النظام، لم يعد هناك شك في أذهان أي شخص أن الجمهورية الإسلامية تقف إلى جانب المعتدي في الحرب الأوكرانية”.

ولفت إلى أن “القيادة الإيرانية هي المزود العسكري الأول لدولة تشن حربًا غير مبررة من الغزو والعدوان في أوروبا”، آملًا في أن “تغيّر طهران هذا المسار بسرعة، ولكن في غضون ذلك، فإننا نبذل قصارى جهدنا لتعطيل وردع تلك المساعدة”.

واتهمت أوكرانيا إيران بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار من طراز “كاميكازي” استخدمت في سلسلة من الهجمات.

ونفت إيران ذلك في البداية، لكنها أقرت فيما بعد بإرسال “عدد محدود” من الطائرات بدون طيار إلى روسيا “قبل عدة أشهر” من الحرب في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “هذه كذبة”، وأن أوكرانيا تسقط حوالي 10 طائرات إيرانية بدون طيار في اليوم.

أميركيون في السجون الإيرانية

وفي سياق منفصل، تحدّث المسؤول الأميركي لـ”جاده إيران” عن موقف الولايات المتحدة من توقيف الجمهورية الإسلامية لعدد من مواطنيها، كاشفًا عن وجود تواصل غير مباشر مع طهران حول هذا الملف.

وأكد “أننا واصلنا العلاقات غير المباشرة مع إيران على وجه الخصوص بشأن قضية مواطنينا المحتجزين ظلماً سياماك نمازي ومراد طهباز وعماد شرقي”.

وشدد على أن هذا الملف “كان ولا يزال أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن، للتأكد من عودتهم إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن”.

وسياماك نمازي رجل أعمال إيراني أميركي يبلغ من العمر 51 عامًا اعتقل في تشرين الأول/ أكتوبر 2015. وتم اعتقال والده المسؤول السابق باليونيسف باقر نمازي (85 عامًا) في العام التالي عندما سافر إلى إيران للمطالبة بالإفراج عن ابنه.

وكلاهما أدين بالتجسس وهي مزاعم ينفيانها. وسُمح لباقر نمازي الذي أُعفي عام 2020 من قضاء عقوبته لأسباب طبية، بمغادرة إيران للسفر إلى أبو ظبي وتلقي العلاج هناك.

أما عماد شرقي، فهو مستثمر حُكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة التجسس. ومراد طهباز، والذي يحمل الجنسية البريطانية أيضًا، أُفرج عنه بصورة موقتة، لكنه مُلزم بالبقاء في إيران.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: