الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 يناير 2023 09:51
للمشاركة:

بعد تعثّر مساره عام 2022.. هل يخرج الاتفاق النووي من الغيبوبة؟

رغم التفاؤل الكبير بالقدرة على إعادة إحياء الاتفاق النووي بداية عام 2022، إلا أن الأشهر الأخيرة من هذه السنة، شهدت دخول خطة العمل الشاملة المشتركة في شبه غيبوبة، وسط انحراف الاهتمامات الغربية والإيرانية عن مسار المفاوضات، مع ظهور ملفات أكثر إلحاحًا على الساحات الداخلية والخارجية. من هنا، يقدّم "جاده إيران" لمحة عامة عن بعض الأحداث التي رافقت الخطة عام 2022.

هذه المادة نُشرت ضمن العدد 20 من “خبرنامه ايران”.. للحصول على هذا المحتوى عند صدوره وبشكل دائم إضغط هنا للإشتراك في النشرة

شهدت المفاوضات النووية جولة أخيرة قبل توقفها، في الرابع من آب/ أغسطس الماضي في فندق كوبرغ في فيينا. يومها، عُقدت المباحثات وسط أجواء متضاربة بين الخوف من فشلها، والأمل بالوصول إلى نتائج ملموسة.

وعلى الرغم من أن ظلال الخلافات بين واشنطن وطهران ألقت بثقلها على المحادثات، إلا أنه في الوقت نفسه، ظهر يومها بصيص أمل بعد عودة الوفود إلى فيينا. يومها، زعمت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير خاص، أنّ إيران قبلت بإسقاط طلبها بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة، لكنها من ناحية أخرى، بقية مصرة على تلقي ضمانات قوية من الولايات المتحدة.

ولكن النقطة الأبرز التي بقيت خلافية في تلك الجولة، هو الطلب الإيراني بإقفال ملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمتعلق بوجود آثار لتجارب نووية في بعض المنشآت الإيرانية.

في الوقت عينه، وفي سياق تبادل الإشارات الإيجابية بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، أُطلق سراح مراد طاهباز ومحمد باقر نمازي، المسجونين في طهران، بوساطة عُمانية، مقابل الإفراج عن أموال مجمدة لإيران.

إلا أن هذه الإيجابية، سرعان ما تلاشت مع رفض الغرب للطلب الإيراني، وما تبعه من تركيز إدارة الرئيس جو بايدن على ملف الحرب الأوكرانية أولًا، ومن ثم الانتخابات النصفية التي شهدتها البلاد. في المقبل، عصفت بعد أسابيع في إيران احتجاجات كانت كفيلة بتهميش القضية حتى اليوم.

مناوشات في التصاريح

منذ انتهاء الجولة الأخيرة للمفاوضات، انتقل الحديث عن الاتفاق النووي من فيينا إلى التصاريح الإعلامية. وبدأت الدول المشاركة بالمحادثات بإطلاق التصريحات، التي تؤكد أن الوصول إلى أي اتفاق قد يكون بعيد المنال.

فألمانيا مثلًا، أكدت على لسان وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أنّ “تركيز برلين الرئيسي ينصب على دعم التظاهرات الإيرانية بدلاً من تنشيط المحادثات النووية”. كما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر بيرجر أنه “لا يوجد حاليًا أي دافع أو سبب لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران”.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على ضرورة إلغاء العقوبات النووية الأميركية على طهران لاستكمال المحادثات، ووصف هذا الموضوع بأنه أحد الضمانات التي تريدها الجمهورية الإسلامية في إيران لإحياء الاتفاق النووي.

وبالتوازي مع هذه التصريحات، أعلن مستشار فريق التفاوض الإيراني محمد مرندي في تغريدة له، أن “إيران لا تقبل الثغرات والغموض في نص الاتفاق”.

من جهته، ألقى ممثل روسيا في المحادثات النووية ميخائيل أوليانوف اللوم بتوقف المحادثات على الولايات المتحدة، حيث غرّد قائلًا: “لست متأكدًا من أنّ الاتحاد الأوروبي قد نسي من المسؤول عن الوضع الحالي”.

تصعيد إيراني

بالتزامن مع موجات الصعود والهبوط في المحادثات، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي عن نية إيران بناء محطات عدة للطاقة النووية، كما تحدث عن تنفيذ برنامج “أفق 20 عامًا”، والذي يتضمّن تصميم وبناء محطات للطاقة النووية تقدم 20% من حاجة البلاد من الكهرباء.

بالإضافة إلى هذه التصريحات، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنّ إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في إحدى مجموعات أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في نطنز، والتي تتكون من 174 جهاز طرد مركزي IR6.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: