الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 ديسمبر 2022 12:30
للمشاركة:

واقع الاقتصاد الإيراني في ظل فوضى الإنترنت

مرّ نحو 100 يوم على الأوضاع الفوضوية للإنترنت في إيران، والتي وفقًا للخبراء والناشطين الاقتصاديين، أثرت بشكل كبير على اقتصاد البلاد. وانخرطت العديد من الشركات الصغيرة في إيران في التسويق والبيع عبر الإنترنت منذ سنوات عدة، وكانت منصات التواصل الاجتماعي توفر مساحة للعديد من الشركات التي باتت أكثر المتضررين من انقطاع الشبكة العنكبوتية وحجب مواقع التواصل.

هذه المادة نُشرت ضمن العدد 19 من “خبرنامه ايران”.. للحصول على هذا المحتوى عند صدوره وبشكل دائم إضغط هنا للإشتراك في النشرة

وبحسب تصريح عضو مجلس إدارة اتحاد الأعمال الافتراضية رضا أُلفت لنادي الصحافيين، فقد تم إغلاق سوق إيران على الانترنت الذي يضم نحو 300 ألف متجر، ويساوي حجمه تقريبًا 750 سوقًا تقليديًا مثل سوق تجريش، مما أدى إلى إغلاق نحو تسعة ملايين إيراني أعمالهم.

بصرف النظر عن هذه المعاملات، تم إغلاق أسواق العملات الرقمية في إيران بنحو 12 مليون متداول، من دون أن تنتهي المشكلة هنا، حيث يقول الأطباء أيضًا إنهم يعانون من انقطاع الانترنت لما له من تأثير على إعداد الوصفات الطبية الالكترونية، ويضطر العديد من المرضى إلى الحصول على وصفاتهم الطبية من السوق السوداء.

وفي هذا السياق، صرح رئيس مركز الفكر الصحي الدولي التابع لمنظمة النظام الطبي بطهران ياسر نجادي لموقع الأخبار الاقتصادي قائلًا: “لا توجد مشكلة كبيرة في الظروف الحالية للإنترنت في المستشفيات التعليمية الحكومية التي تتمتع ببنية تحتية أفضل، ولكن في المستشفيات والعيادات الخاصة، بسبب العدد الكبير من المرضى وانخفاض سرعة الانترنت بشكل كبير لم يتم تنفيذ الوصفة الإلكترونية”.

لقد أثّر هذا الانقطاع الطويل حتى على إصدار جوازات السفر، فأعلنت السفارات الأجنبية أن سبب بطء أو تعليق إصدار التأشيرات للإيرانيين يعود إلى اضطرابات الانترنت.

وفي هذا السياق تحدث نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية حسين سلاح ورزي عن تلقّي اقتصاد البلاد ضربة قوية، حيث وصل حجم الضرر إلى 1.5 مليون دولار في الساعة.

وأضاف: “لقد شهدنا زيادة بنسبة 30٪ في استخدام برامج الوصول الخاصة للإنترنت، كما عانت الشركات الكبيرة أيضًا بسبب انقطاع الإنترنت، ووفقًا لرجال الأعمال، لا يمكن إجبار الأطراف الأجنبية على استخدام منصات التواصل الداخلية”.

لا تقتصر الأعمال التجارية عبر الإنترنت في إيران على المتاجر. وفي هذا السياق قال علي باك باختغان زنجاني وهو مدير شركة Blockchain House الإيرانية إنّ استمرار القيود الالكترونية، بالإضافة إلى تعطيل الاتصالات الافتراضية، سوف يتسبب بأضرار جسيمة للشركات الناشئة الرقمية وشركات تبادل العملات.

وفي تصريح لوكالة موج للأنباء، أشار باك باختعان زنجاني إلى أنه وفقًا لآخر الإحصاءات، فإن نحو 12 مليون إيراني ينشطون بشكل مباشر وغير مباشر في سوق العملات المشفّرة من داخل إيران، ويكسبون بطريقة ما أموالًا من هذا السوق، والذي يمكن الاعتبار أنه توقف بشكل شبه تام بعد انقطاع الانترنت في البلاد.

وتابع: “الانترنت هو المنصة الرئيسية لبيتكوين وأي عملة رقمية أخرى. إن الانترنت هو الذي حوّل Bitcoin إلى عملة رقمية وجعل من الممكن تعدينها وتداولها”.

على الرغم من أنّ وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي وعد بتعويض الأضرار التي لحقت بالشركات بسبب انقطاع الانترنت، إلا أنه ليس من الواضح إلى متى سيستمر هذا الوضع وما إذا كانت الحكومة التي تعاني من عجز في الميزانية قادرة حقًا على تعويض تلك الأضرار جسيمة التي لحقت باقتصاد البلاد أم لا.

وفي استطلاع أجرته صحيفة “دنيا الاقتصاد”، تم طرح ثمانية أسئلة على 40 ناشطًا اقتصاديًا، وكانت النتيجة أنّ 5.97٪ من أفراد العيّنة تأثرت أعمالهم بانقطاع الانترنت، بينما قدّر نصف المستطلعين أنّ الخسائر الناجمة عن القيود تتراوح بين 1 و 30٪.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: