الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 مارس 2019 20:35
للمشاركة:

رؤساء السلطة القضائية في إيران قبل محسني اجئي

عيّن القائد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي قبل ظهر الخميس 1 تموز/ يوليو 2021، غلام حسين محسني اجئي رئيسًا للسلطة القضائية، الأمر الذي جعل هرم السلطة القضائية يسجل ثاني عملية تغيير في السنوات الأربع الأخيرة، وقد ساهمت عوامل عدة في إحداث هذا التغير خلال تلك المدة الوجيزة أبرزها الموت الذي كان سببًا أيضًا في إنهاء مبكر لمهام أول رئيس لهذه السلطة ومؤسسها بعد انتصار الثورة الإيرانية، لتتوالى بعده شخصيات عديدة في هذا المنصب.. من هي؟ وبماذا تميزت؟

 

مع نجاح الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني عام 1979، تأسست السلطة القضائية بمرجعيتها الإسلامية الحالية وكان محمد حسيني بهشتي أول رئيس لها في العام 1980. كان بهشتي حاملا لشهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة طهران.
اغتيل بهشتي في 28 حزيران/ يونيو عام 1981 إثر تفجير وقع في المقر الرئيسي للحزب الجمهورية الإسلامي في طهران أثناء انعقاد اجتماع لقادة الحزب، وكان ضحية هذا التفجير نفسه 72 مسؤولاً آخر في الحزب منهم أربعة وزراء.

رؤساء السلطة القضائية في إيران قبل محسني اجئي 1

خلف بهشتي في هذا المنصب عبد الكريم الموسوي الأردبيلي، الذي بقي رئيساً للسلطة القضائية حتى 30 حزيران/ يونيو 1989. تابع الأردبيلي دراسته الحوزوية ودخل نادي المراجع الدينيين تاركا خلفه مؤلفات عديدة في هذا المجال، كـ “فقه القضاء” و”الاقتصاد” و”نهج الرشاد” وغيرها.

رؤساء السلطة القضائية في إيران قبل محسني اجئي 2

بعد الأردبيلي عُيّن خلفا له محمد يزدي الذي بقي رئيسا لها حتى 30 حزيران/ يونيو 1999. لم يكن هذا المنصب هو الوحيد الذي تولّاه يزدي في مسيرته السياسية فشغل مناصب عدة، منها رئاسة مجلس خبراء القيادة وعضوية مجلس صيانة الدستور، كما أنه عالم دين شغل منصب أمين جمعية المدرّسين في حوزة قم العلمية.

رؤساء السلطة القضائية في إيران قبل محسني اجئي 3

خامس رؤساء السلطة القضائية كان محمود هاشمي الشاهرودي، وقد بقي في هذا المنصب حتى 30 حزيران/ يونيو 2009.
تابع الشاهرودي دراسته الحوزوية في العراق على يد محمد باقر الصدر حتى حصل منه على شهادة الإجتهاد، وكان من مؤسسي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وأول رئيس له. وفي إيران تولّى مناصب عدة منها رئاسة الهيئة العليا لحل الخلافات وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث في البلاد، كما عُيِّنَ رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام وعضواً في مجلس صيانة الدستور.

رؤساء السلطة القضائية في إيران قبل محسني اجئي 4

 على إثر إتمام الشاهرودي دورتين في رئاسة السلطة القضائية بمجموع عشر سنوات، عُين صادق آملي لاريجاني، خلفًا له بقرار من قبل القائد الأعلى علي خامنئي وبقي يشغل هذا المنصب حتى بداية آذار/ مارس 2019.
درس لاريجاني في الحوزة العلمية في مدينة قم الإيرانية، ونال شهادة الدكتوراة في مجال علم الكلام في الفلسفة التطبيقية، وكان له نشاط سياسي أوصله إلى عضوية مجلس صيانة الدستور ومجلس الخبراء، قبل أن يُعيّن في أوائل العام 2019 رئيساً لمجمع تشخيص النظام بعد وفاة رئيسه السابق محمود هاشمي الشاهرودي.

رؤساء السلطة القضائية في إيران قبل محسني اجئي 5

وفاة هاشمي الشاهرودي أواخر عام 2018، ساهمت في إحداث تغيير على رأس السلطة القضائية تمثل في خلافة صادق لاريجاني للشاهرودي في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وعليه آلت السلطة القضائية إلى إبراهيم رئيسي في بداية آذار/ مارس 2019. حيث واصل هذا الأخير مهامه في هذا المنصب إلى أن فاز في الانتخابات الرئاسية خلال حزيران/ يونيو 2021 ما حذا به أن يطلب من القائد الأعلى أواخر الشهر ذاته إعفاءه من قيادة السلطة القضائية في سبيل التفرغ لاختيار أعضاء حكومته في فترة الأسابيع التي تفصله عن تنصيبه رئيسًا للبلاد مطلع آب/ أغسطس 2021.

وُلد إبراهيم رئيس الساداتي في أسرة متدينة في نوغان قرب مدينة مشهد، وقد كان والده وجدّه لوالدته من علماء المدينة، فتأثر بهما وسلك مسار العلوم الدينية التي درس مستوياتها الأربعة في الفقه في حوزة قم. لم يكتف رئيسي بالتحصيل الديني فاختار أن يسلك مسارا أكاديميا سمح له بالحصول على درجة الماجستير في الحقوق الدولية، ودرجة الدكتوراه في الفقه من جامعة الشهيد مطهري.

تقلّد رئيسي مناصب قضائيّة مختلفة في البلاد، في 1981 شغل أولها، وهو المدّعي العام لمدينة كرج، ثم تدرّج حتى بات على رأس المحكمة الخاصّة برجال الدين.

عام 1986 خلف مدّعي محكمة الثورة في طهران، وتسلّم بعد ثلاث سنوات المسؤوليّة المباشرة للتحقيق في المشاكل القضائيّة لمحافظات لرستان وكرمانشاه وسمنان.

‏‎بعد وفاة مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة روح الله الخميني، عيّن رئيس السلطة القضائيّة المؤقت محمد يزدي، رئيسي مدّعياً عاماً للعاصمة طهران، وكان عمره 29 سنة فقط، كما شغل منصب رئاسة منظمّة التفتيش لكلّ البلاد لمدة عشر سنوات، وعمل كمساعد أوّل في السلطة القضائيّة في الدورة الثانية لرئاسة محمود شاهرودي لها، ثم بات مدعياً عامًّا لكلّ البلاد بين 2015 و 2017، وفي العام 2016 عينه قائد الثورة آية الله علي خامنئي سادنا لضريح الإمام الثامن عند الشيعة، علي بن موسى الرضا، خلفا لعباس واعظ طبسي، وبذلك أصبح وصيّا على أحد أهم الأوقاف وأغناها في إيران.

و‎بقي رئيسي منذ عام 2007 عضواً في مجلس خبراء القيادة وواحدا من أحد عشرَ عضوًا يؤلّفون لجنة تعيين المرشد الإيراني.

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: