الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 ديسمبر 2022 22:21
للمشاركة:

الصين تستفز إيران في السعودية

أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان موقف بلاده الرافض لما جاء في البيان الختامي للقمة الصينية الخليجية، حول الجزر الثلاث في المياه الخليجية، حيث قال إن جزر أبوموسى وطنب الصغرى والكبرى جزء لا يتجزّأ من أراضي إيران الخالصة التي ستبقى تنتمي إلى وطنها الأم للأبد"، مضيفًا أنّ بلاده لا تتسامح مع أي طرف بشأن ضرورة احترام وحدة أراضيها.

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن مساعد وزير الخارجية الإيراني عقد جلسة مع السفير الصيني لدى طهران عبر فيها عن استياء طهران الشديد من إدراج قضايا متعلقة بإيران مثل الجزر الثلاثة ومفاوضات الاتفاق النووي خلال القمة الصينية الخليجية، كما تم التأكيد على أنّ الجزر الثلاث جزء لا يتجزّأ من الأراضي الإيرانية.

وبحسب تعبير كنعاني فإنّ وحدة أراضي إيران ليست موضوعًا للتفاوض مع أي دولة ولن تكون كذلك.

وذكر كنعاني أن السفير الصيني لدى طهران تشانغ هوا اعتبر أنّ “زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض تساعد على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، واستخدام الحوار كأداة لحل المشاكل، لافتًا إلى أنّ السياسة الخارجية للصين في المنطقة تقوم على التوازن، حيث ستصب زيارة نائب رئيس الوزراء الصيني إلى إيران في الأيام المقبلة في هذا النهج”.

بدوره، أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الايرانية رضا زاده أن اللجنة ستعقد الأحد اجتماعا عاجلًا بشأن البيان الأخير للقمة الصينية السعودية.

كذلك، اعتبر عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية الايرانية جليل رحيمي جهان آبادي أنّ سياسة الصين تعمل على مبدأ عدم وجود أعداء دائمين أو أصدقاء دائمون، بل مصالح دائمة، داعيًا الصين والسعودية لامتلاك فهم أكثر دقة وواقعية لمواقف إيران.

مساعد رئيس مكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية محمد جمشيدي رد على تصريحات من جهته رد على هذا الموقف بالقول إن “على الزملاء الصينيين أن يتذكروا بأنه عندما دعمت السعودية والولايات المتحدة الجماعات الإرهابية في سوريا وداعش والقاعدة ودمّرت اليمن بالعدوان العسكري الوحشي، كانت إيران هي التي حاربت الإرهابيين لإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة ومنع انتشار الإرهاب شرقاً وغرباً”.

وكان بيان قمة الرياض الأخيرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي قد ذكر في بنده ال12 تأكيد القادة المجتمعين دعمهم لكافة الجهود السلمية، بما فيها مبادرة ومساعي دولة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية وفقًا لقواعد القانون الدولي.

جوانب أخرى متعلقة بإيران جاءت على جدول أعمال هذه القمة، حيث بحث الزعماء وفق البيان الملف النووي الإيراني والسياسات الإيرانية في ملفات المنطقة.

وأكد البيان الختامي المشترك ضرورة دعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني، كما دعا إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

البيان أيضًا شجع على أن تكون العلاقات بين دول الخليج وإيران قائمة على أساس اتباع مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلال الدول وسيادتها على أراضيها، بما يشمل الجزر المتنازع عليها مع الإمارات وحل الخلافات بالطرق السلمية.

الرد الإيراني جاء بشكل خاص بشأن قضية الجزر المتنازع عليها مع الإمارات، ذلك أنّ هذا الموقف يبدو أنه شكل صدمة للجانب الإيراني، فمن المعلوم بأنّ طهران ساندت بكين دائمًا في قضية جزيرة تايوان التي تدعي الصين حقها بالسيادة عليها.

الجدير ذكره أن قضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى تعد بارزة في علاقات إيران والدول الخليجية لا سيما الإمارات، حيث أعلنت طهران السيادة على الجزر عام 1971، قبل أن تنال الإمارات استقلالها عن بريطانيا بيومين فقط، وسط مطالبات من أبو ظبي بإرجاعها إليها، في حين تؤكد إيران أنّ ملكيتها للجزر “غير قابلة للنقاش”.

وتدّعي الإمارات بدورها تبعيّة جزيرتي طنب الكبرى والصغرى لإمارة رأس الخيمة، وجزيرة أبوموسى لإمارة الشارقة.

وتحظى الجزر الثلاث بأهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة لأسباب مختلفة، منها إشرافها على مضيق هرمز الذى يمر منه يومياً 40% من النفط العالمي، وبالتالي من يسيطر على هذه الجزر يتحكّم إلى حد كبير بحركة الملاحة في مياه الخليج.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: