الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 نوفمبر 2022 17:50
للمشاركة:

الخارجية الإيرانية: قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية محاولة لتعطيل أنشطتنا الفنية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنّ القرار الأخير الصادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهر استعداداً غربيًا لتعطيل الأنشطة الفنية لإيران والوكالة بأساليب سياسية، مشيرًا إلى أنّ الرد الإيراني تم بالفعل في مفاعلات نطنز وفردو بحضور مفتشي الوكالة.

كلام كنعاني جاء في المؤتمر الصحافي الأسبوعي الخاص بوزارة الخارجية الإيرانية والذي أتى بعد أسبوع حافل في مجال الدبلوماسية الخارجية تلقى خلاله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان محادثات هاتفية مع نظرائه في جنوب إفريقيا وباكستان وجمهورية أذربيجان وقطر والعراق، كما عقد لقاءات مع رؤساء و نواب رؤساء مجموعات دول الصداقة في المجلس الإسلامي.

وأضاف كنعاني أنّ أساس تعامل إيران مع الوكالة هو أنه إذا كان لدى إيران واجبات فيجب أن يكون لها أيضًا حقوق، واصفًا تسييس قضية حقوق الإنسان بغير المثمر.

واتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ألمانيا تحديدًا بأنّ أي جهد تقوم به يتعلّق بإثارة قضايا حقوق الإنسان في إيران داخل في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يكون له دوافع سياسية، معبّرًا عن إدانة بلاده لهذه الأعمال.

وذكّر كنعاني بأنّ هناك دولًا في مجلس حقوق الإنسان – بعضها أعضاء دائمون في مجلس الأمن – ارتكبت عبر التاريخ جرائم جسيمة ضد الإنسانية وسجلّها في مجال حقوق الإنسان قاتم للغاية.

وأضاف: “نعتقد بأنّ مطالبات حقوق الإنسان ضد الدول المستقلّة واستخدامها لتحقيق أهداف سياسية تعطل عملية تعزيز قضية حقوق الإنسان كقضية ذات مكانة عالية في المجتمع الدولي”.

وتابع: “الحكومة الألمانية لها سجل مظلم في مجال حقوق الإنسان عبر التاريخ، وليس لها موقف سياسي ولا أخلاقي، وليس لها الحق باتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد الدول المستقلة، بما في ذلك إيران”

وفي سياق متصل هدد كنعاني برد حاسم من بلاده إذا تم إحالة ملف بلاده النووي إلى مجلس الأمن، موصيًا الدول التي اعمل على هذا الأمر بالتوقف عن هذا النوع من المقاربات وعدم السماح بتسييس المنظمات المتخصصة الدولية.

وفي ما يتعًلق بزيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لإيران صرّح كنعاني: “بعد زيارة الوفد الإيراني لفيينا والمفاوضات الجيّدة مع الوكالة، أُبرمت اتفاقيات لمواصلة التعاون البنّاء بين الجانبين لحل الخلافات، وزيارة وفد الوكالة إلى طهران من بين القضايا التي طرحت في إطار الاتفاقية. بحسب القرار السياسي الصادر عن مجلس المحافظين ضد إيران، فإنّ الإجراءات المقبلة ستتم وفق الشروط الجديدة، ومن الضروري إعادة تقييم الأمور. وفي هذا الصدد، تقوم منظمة الطاقة الذرية والجهات ذات الصلة بالتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة”.

وعن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، علّق كنعاني: “أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الهجمات غير الشرعية للنظام الصهيوني على سوريا وأعمال هذا النظام ضد وحدة أراضي سوريا هو عدم وجود رد فعل جاد ورادع من قبل المحافل الدولية المسؤولة كمجلس الأمن، وأي اعتداء من قبل إسرائيل على سوريا هو انتهاك واضح وصارخ للأنظمة الدولية.
هذه الضربات مدانة وتستحق ردًا جادًا من المجتمع الدولي ويتحمل الجميع المسؤولية ويجب عليهم الوفاء بمسؤوليتهم، فالشعب السوري ضحية للاعتداءات الإسرائيلية ونحن ندعم أي خطوة للحكومة السورية لحماية وحدة أراضيها وأمن شعبها”.

أما بما يخص الضربات التي وجهها الحرس الثوري لجماعات كردية في إقليم كردستان العراق، فقد أَمِلَ ألا يكون هناك تهديد لأمن إيران من الأراضي العراقية وأن لا تُستخدم الأراضي العراقية كمنطلق لتهديد بلاده، متوقّعًا من الحكومة العراقية والمسؤولين الحكوميين المحليين الوفاء بمسؤولياتهم الدولية والوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها في إطار المفاوضات الثنائية مع السلطات الإيرانية ذات الصلة.

وأكد كنعاني أن إيران تتعامل على أساس حقوقها القانونية لحماية أمن الحدود والأراضي والمواطنين لتوفير الأمن وصد التهديدات، وذلك بعد تباطئ الجانب العراقي في اتخاذ أي خطوات عملية، على حد تعبيره.

واستطرد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: “في الشهر الماضي، شهدنا لقاءين عُقدا في طهران وبغداد بين كبار المسؤولين الأمنيين في البلدين، حيث تم التعبير عن المطالب الإيرانية بوضوح، بأنه لا ينبغي أن يكون إقليم كردستان العراق مكانًا لتصدير الأسلحة للداخل الإيراني”.

ونوه كنعاني إلى أنّ بلاده تؤمن بالتأكيد باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، متهمًا جماعات انفصالية وإرهابية موجودة داخل العراق بانتهاك سيادة هذا البلد بأعمالها قبل سيادة وأمن إيران.

كنعاني رحّب بتوسيع سيادة الحكومة العراقية على طول الشريط الحدودي مع بلاده، آملًا بأن تمنع الحكومة العراقية بهذا الإجراء استمرار أعمال الجماعات الانفصالية المسلحة ضد الأمن القومي الإيراني.

وفي سياق منفصل رأى كنعاني أنّ نتائج انتخابات الكونغرس الأخيرة لا تغيّر السياسة العدائية للإدارة الأميركية، داعيًا واشنطن للتوقف عن اتخاذ إجراءات معادية وغير قانونية ضد إيران حكومةً وشعبًا والسماح لعملية العلاقات الدولية بالسير في اتجاهها الصحيح.

ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أنّ العلاقات مع سلطنة عمان هي علاقات وثيقة وودية ومثمرة، نشيرًا إلى أنّ المحادثات الأخيرة في طهران ركزت على القضايا المشتركة بين البلدين.

وذكّر كنعاني بأنّ العلاقات التجارية والاقتصادية وبين السلطة وإيران شهدت تطوّرًا في العام العام الماضي، معتبرًا أنّ تعزيز هذه العلاقات يتطلّب مشاورات وثيقة بين البلدين في المجال المصرفي.

وعن العلاقات مع أذربيجان والدعاية التي تقوم بها الأخيرة ضد بلاده قال كنعاني: “مبدؤنا في العلاقات مع جيراننا وتجديدًا جمهورية أذربيجان يقوم على تعزيز العلاقات وتطوير التعاون، ونرحّب بأي شيء إيجابي في هذا الصدد، حيث أنّ جهود سلطات البلدين تطوّرت في العام الماضي وكانت في طريقها إلى تعزيز العلاقات الثنائية”.

ونصح كنعاني السلطات الأذربيجانية بالتركيز على القضايا المشتركة وعدم التحدث عن القضايا الخلافية وسوء الفهم، وتحدث عن رسائل إيجابية تلقتها طهران في هذا الإطار خلال الفترة الأخيرة.

وعلّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على كلام إسرائيل عن بيع إيران تكنولوجيا المعدات العسكرية إلى بيلاروسيا بالتالي: “قضايانا الثنائية مع الدول الأخرى لا تخص إسرائيل وتصريحات هذا النظام لا قيمة لها بالنسبة لنا، وعلاقاتنا مع بيلاروسيا وثيقة وودية وكانت لدينا زيارات متبادلة ووقعنا اتفاقيات جيدة، وهذه العلاقات تتوسع بناءً على المصالح المشتركة بين البلدين”.

وعن حاجة أوروبا للغاز في الشتاء والكلام عن تأجيل إيران للمحادثات النووية حتى الشتاء، لاحظ كنعاني أنّ أوروبا بات لديها الآن كميات كافية لفصل الشتاء، مؤكدًا أنّ ربط الموضوعين ببعضهما كان مجرّد تكهّنات إعلامية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: