الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 أكتوبر 2022 03:50
للمشاركة:

ماذا حصل مع الطلاب المحتجين في جامعة “صنعتي شريف”؟

أوردت صحيفة "جهان صنعت" تقريرًا تحدث عن الأحداث التي جرت الأسبوع الماضية في جامعة صنعتي شريف للتكنلوجيا الأحد الماضي، حيث نقلت فيه روايات لما حدث هناك، موضحة أن السياسيين اختلفوا في قراءتهم لتلك الأحداث التي شهدتها جامعة شريف للتكنولوجيا الأحد الماضي، فمنهم من رأى أن أي اعتراض يخرج عن إطاره القانوني يجب إيقافه، مثل السياسي الأصولي جعفر قندباشي. آخرون رأوا أنه إذا كان هناك تخوّف من استغلال القوى الكبرى للقضايا الداخلية في البلاد، فإنّ هذه الإجراءات التي اتُّخذت في جامعة شريف ترجّح كفّة الأعداء في المواجهة، على حد تعبير الإصلاحي جواد إمام.

روايات لما حدث لطلبة وأساتذة جامعة شريف

أظهرت أحداث مساء 2 تشرين الأول/ أكتوبر في جامعة شريف أظهرت فرقًا كبيرًا بين المواقف المعلنة والمواقف العملية. بدأ طلّاب جامعة شريف بالتجمّع بعد ظهر الأحد 2 تشرين الأول/ أكتوبر في حرم جامعتهم، لكنّ لم يتم التسامح معه مع هذا الأمر، في حين شهدت جامعات عدة في البلاد الاثنين تجمعات احتجاجية عدة.

روايات مختلفة تم تناقلها عن أحداث جامعة شريف، بين رواية لوكالات الأنباء ورواية الجمعية الإسلامية في الجامعة، وكذلك الصور ومقاطع الفيديو المنشورة في الفضاء الافتراضي.

وفي بداية المسيرة أمام بوابة الجامعة ردد الطلاب شعارات متعلّقة بوفاة مهسا أميني، كما طالبوا بالإفراج عن الطلاب المعتقلين. ووعد وزير العلوم بإطلاق سراحهم من دون أن يتم الوفاء بهذا الوعد بعد.

بعد الهتافات التي وصفهتها الجمعية الإسلامية بالمسيئة، وصفتها وكالتا “فارس” و”مهر” بالبذيئة، وبعد حدوث اشتباكات بسيطة بين طلاب التعبئة والمحتجين، قرر الطلاب مغادرة الجامعة.

ووفق رواية الجمعية الإسلامية، فإنّ طلاب التعبئة بقوا متواجدين عند بوابة الجامعة، فخرج الطلاب المحتجون من بوّابة أخرى تُسمّى بوّابة الطاقة.

وجاء في وكالة “مهر” عما جرى في التجمع المسائي التالي: “عند الساعة 17:00، انتهت التجمعات تقريبًا وكان الطلاب يريدون المغادرة. تم إغلاق الباب الجنوبي وهو المدخل الرئيسي للجامعة، وتمركزت قوات الأمن بالزي المدني إلى جانب شاحنتين صغيرتين وقوات الشرطة عند الباب الشمالي للجامعة”.

أما الجمعية الإسلامية لجامعة شريف فقالت التالي: “الحشد أمام باب الطاقة، لكن ليس فقط للطلًاب؛ انتظرت القوات بالزي المدني مع عدد من الشاحنات الصغيرة لاعتقال ما يريدون من الطلاب. في البداية، تم اعتقال ثلاثة طلاب وأُصيب أحد الطلاب في رأسه بهراوة وتم نقله إلى المستشفى. قام الطلاب الذين شاهدوا زملاءهم يُعتقلون بردة فعل عبر إطلاق الهتافات، فردت القوى الأمنية برمي كرات الطلاء والرصاص المطاطي على الطلاب. ابتعد الطلاب عن البوابة الرئيسية وسادت أجواء الخوف في الجامعة. بعدها أُغلقت جميع بوابات الجامعة والطلاب باتوا محاصرين من قبل القوات الأمنية”.

وكالة “مهر” للأنباء أكدت أنً الطلّاب استمروا بالإساءة والألفاظ النابية، فحدثت اشتباكات عند الباب الشمالي. وتابعت الوكالة: “تم إطلاق عدد من كرات الطلاء باتجاه الطلاب”.

وتابعت “مهر”: “جاء عدد من الأستاذة إلى الباب الشمالي للمساعدة في تأمين الطلاب. حاول المسؤول الطلابي تحديد حافلة لنقل الطلاب إلى السكن الجامعي. الحرس أغلق بوابات الجامعة ومنعت القوات خارج الجامعة من الدخول”.

اعتقال طلاب مع إجراءات قاسية للقوات الأمنية

أكدت وكالة “مهر” في تقريرها “اعتقال طلاب مع إجراءات قاسية للقوات الأمنية”، و”دخول قوات الشرطة إلى الجامعة”، و”إطلاق الغاز المسيل للدموع وكرات الطلاء والرصاص المطاطي”.

وبحسب الجمعية الإسلامية، أثناء الانتقال من باب الطاقة إلى موقف السيارات، ظهرت قوات بالزي المدني في المكان مع بنادق، مما دفع عددًا بالطلاب للهروب. قام عدد من الطلاب بدخول الطابقين الأول والثاني في موقف للسيارات، لكن هناك كانت أيضًا القوات الأمنية تنتظرهم بالهراوات، مع دراجات نارية لاعتقال الطلاب.

ونقلت الجمعية عن بعض الشهود أنّ بعض السيارات تضررت، مضيفةً أنه تم اعتقال ما بين 30 إلى 40 طالبًا.

بدورها ذكرت وكالة “فارس” التالي: “غادر عدد من الطلاب من الباب الشمالي بالتنسيق مع مسؤولي الجامعة، لكنّ الطلاب قالوا إنّ بعض القادة توجهوا إلى موقف السيارات واعتُقلوا هناك .. بعدها غادرت مجموعة من الطلاب من عائلاتهم، بينما غادرت مجموعة بالشاحنات التي وفرتها الجامعة”.

دعم شعبي للطلاب خارج الجامعة

وفي الوقت نفسه، توجه عدد كبير من الأشخاص الذين شاهدوا صورًا ومقاطع فيديو للمعاملة العنيفة مع الطلاب لدعمهم، وتجمّعوا أمام البوابة الرئيسية للجامعة ورددوا شعار “حرروا الطلاب”، فوقع اشتباك بينهم وبين قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع.

من ناحية أخرى، نزل عدد كبير من الناس بسياراتهم إلى الشوارع المحيطة في الجامعة للتعبير عن دعمهم للطلاب، مما تسبب بازدحام مروري شديد. وفي النهاية أفادت وكالة “إرنا” بأنّ شرطة المرور قامت بإغلاق الشارع المؤدية إلى شارع “آزادي” لمنع دخول سيارات جديدة”.

وأرجعت وكالة “مهر” حضور الأهالي إلى ما أسمته “نداء الإعلام المعارض”، حيث قالت: “إنً الدعوة التي أطلقها الإعلام المعارض تسببت بجمع الناس على بوابتَيْ الجامعة .. مجموعة من قوات الأمن الشرطة فرّقت المجموعات المتواجدة بإطلاق الرصاص في. الهواء والغاز المسيّل للدموع”.

من أعطى الإذن لقوات الأمن بدخول الجامعة؟

وأدت هذه الأحداث إلى تدخّل طلّاب التعبئة في الجامعة. وفي رسالة إلى وزير العلوم، أدانت هذه المجموعة بعض الشعارات التي وصفوها ب”البذيئة”.

وجاء في الرسالة: “الوجود المرعب لمجموعة من القوات الأمنية حول الجامع خلق جوًّا مؤسفًا ومقلقًا. ومن دون شك، هذا الوجود اللا مبالي لعب دورًا في تأجيج التوتر في جامعة شريف. تدين التعبئة الطلابية لجامعة شريف للتكنولوجيا بشدة الأعمال العنيفة ضد الطلاب”.

ورغم إعلان القائد العام للشرطة اللواء أحمدي مقدّم سابقًا إنه “يُحظر دخول قوات الشرطة إلى حرم الجامعات والسكن الجامعي”، إلا أنّ مواجهات من هذا النوع لم تكن قليلة في العقود الماضية.

بأي منطق يدخلون إلى الفضاء التعليمي؟

وفي هذا الصدد، اعتبر الناشط السياسي الإصلاحي جواد إمام وهو الرئيس التنفيذي لمؤسسة باران في حديث له “جهان صنعت” أنه لا يعتقد بإمكانية ربط الاحتجاج في الجامعات بأي شكل بالقضايا الخارجية والأعداء

وأضاف: “ربما أرسلنا القوات التي درّبناها للتعامل مع أعمال الشغب واللصوص والمسلّحين إلى إحدى الجامعات التي تُعدُّ مكانًا لتدريب نخب البلاد. التعامل مع مركز تعليمي وعلمي بهذه الأساليب القبيحة والمثيرة للاشمئزاز هو بالتأكيد أمر استفزازي وسيؤدي مشاعر الناس، ولا يتوافق مع مصالحنا الوطنية”.

وأكمل: “إذا كنا قلقين من استغلال العدو لمسائلته الداخلية، فبهذه الإجراءات سكينا ماءنا في طاحونة العدو. بأي دليل ومنطق يدخلون إلى الحرم التعليمي ويتصرًفون على هذا النحو في هذه الجامعة؟ هذه السلوكيات في فقط لتدمير هذا النظام وليس لبقائه”.

الحرية بدون قانون ليس لها معنى

لكن جعفر قندباشي، وهو شخصية سياسية أصولية، لديه آراء مختلفة بأن الاحتجاجات الطلابية، حيث شدد في تصريح ل”جهان صنعت” على أنً المشكلة التي تحدث الآن هي استغلال من قبل القوى الكبرى لبعض الموضوعات والأحداث والأشخاص والتجمعات وكذلك بعض الأماكن”.

وأردف: “عندما تشعرون بأنّ العدو يحاول تجييش أطفالنا وجيلنا في إطار أهدافه، تنشأ ظروف معينة يجب شرحها وتبيانها للمجتمع من قبل الأذكياء والعقلاء”.

وذكّر قندباشي بأنً الجمهورية الإسلامية نظامًا أجرى انتخابات عدة وأرسى الديمقراطية، مضيفًا أنً إيران اليوم أصبحت غير معرّضة للخطر عسكريًا، مشيرًا إلى أنه من الناحية الاقتصادية، فإنّ الأطراف المعادية لبلاده لا تستطيع القيام بشيء.

وختم كلامه عن الطلاب بالتالي: “إذا كان الطلاب أنفسهم يخالفون القانون فينبغي التعامل معهم. الحرية من دون قانون ليس لها معنى. للطلاب الحق في الاحتياجات ولكن في إطار القانون”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: